أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الأربعاء، أن دمشق لن تغيّر موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك إلى اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وقال المقداد: "الحكومة السورية لن تستسلم ولو شنّت حرب عالمية ثالثة، ولا يمكن لأي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا". وأكد أن دمشق اتخذت "كافة الإجراءات للرد على أي عدوان"، مشيراً الى أن بلاده تحشد حلفاءها لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها. وأوضح المقداد أن "الولاياتالمتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا، وأعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم، ولا أستطيع أن أحدد كيف سيكون هذا الدعم". وقال المقداد إن موسكو لن تغير من موقفها "الصديق" حيال دمشق. ووصف المقداد الموقف الفرنسي من سوريا ب"المخجل"، وقال إن باريس "تخضع" للولايات المتحدة. وقال المقداد "من المخجل أن الرئيس الفرنسي يقول إذا وافق الكونغرس الأميركي سأحارب، وإن لم يوافق فإنني لن أحارب"، مشيراً إلى أن ذلك يعطي انطباعاً "وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية". وكان زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي قد توصلوا لاتفاق ليل الثلاثاء/الأربعاء، على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا. ويضع مشروع القرار حداً زمنياً 60 يوماً للعمل العسكري في سوريا مع جواز مدّه مرة واحدة لمدة 30 يوماً بشروط معينة. ويتضمن المشروع، كما ورد في مسودة الوثيقة، بنداً يحظر أي استخدام للقوات المسلحة الأميركية على الأرض في سوريا. وأكدت روسيا أن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قد يكون له وقع الكارثة، إذا أصاب صاروخ مفاعلاً نووياً صغيراً قرب دمشق يحتوي على يورانيوم مشع، بحسب تقرير إخباري الخميس. ودعت وزارة الخارجية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إلى تقييم المخاطر على وجه السرعة، حيث إن الولاياتالمتحدة تبحث توجيه ضربة عسكرية لسوريا لمعاقبة حكومتها على هجوم بالأسلحة الكيماوية يعتقد أن قواتها شنته في شرق دمشق. وقالت الوزارة في بيان الأربعاء "إذا أصاب رأس حربي، بقصد أو دون قصد، مفاعل النيوترون الصغير قرب دمشق فقد تكون النتيجة كارثة". وأضافت أن المناطق القريبة قد تتعرض للتلوث باليورانيوم العالي التخصيب، وسيكون من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تسقط في أيدي من قد يستخدمونها كسلاح. وحثت روسيا أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "التجاوب بسرعة"، وأن تقدم لأعضائها "تحليلا للمخاطر المرتبطة باحتمال توجيه ضربات أميركية لمفاعل النيوترون الصغير ومنشآت أخرى في سوريا". وموسكو أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد وحالت دون صدور قرارات أكثر صرامة ضده من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتحذر من أن هجوما عسكريا غربيا على سوريا سيزيد التوترات ويقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب الأهلية هناك. وذكر متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "الوكالة أحيطت علما بالبيان لكنها لم تتلق طلبا رسميا من روسيا." وأضاف "سنبحث الأسئلة المطروحة إذا تلقينا طلبا كهذا". وكانت الوكالة قالت في تقرير الأسبوع الماضي للدول الأعضاء إن سوريا أعلنت أنه توجد كمية صغيرة من المواد النووية في مفاعل النيوترون الصغير، وهو نوع من مفاعلات الأبحاث يعمل غالبا باليورانيوم عالي التخصيب. وقال الخبير النووي مارك هيبز، من معهد أبحاث كارنيغي، إن المفاعل صغير للغاية ولا يوجد الكثير من المواد النووية هناك. لكنه قال إن من المحتمل أن يشكل "خطرا إشعاعيا كبيرا على المستوى المحلي" لو كانت هناك مواد نووية مشعة في المفاعل وجرى تدميره في هجوم مسلح. و ذكرت صحيفة Y.NEWS العبرية – عبر موقعها الإلكتروني – اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك قال أنه لا شك في أن الحكومة السورية قد تشن بهجوم كيماوي دموي على المواطنين السوريين، مؤكدًا أن أي فشل في التعامل معها سيتيح الفرصة للرئيس السوري بشار الأسد ليشن هجوم آخر. وأشار الصحيفة أن مارك خاطب البرلمان خلال جلسة لحشد تأييد ضربة عسكرية على سوريا. ولفت رئيس الوزراء إلى أن الولاياتالمتحدة و فرنسا أتهما حكومة الأسد بإستخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم 21 أغسطس على ضواحي الجيش الحر في دمشق والذي أسفر عن مقتل المئات. وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل قد أكد اليوم الأربعاء لأعضاء الكونجرس، إن الضربة العسكرية المزمع توجيهها إلى سوريا لن تكون "وخزة دبوس"، وستقلص قدرات الرئيس بشار الأسد العسكرية إلى حد بعيد. وقال هاجل في كلمة أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب التي تنظر في إجازة استخدام القوة العسكرية: "الرئيس باراك أوباما قال لن تكون الضربة وخزة دبوس. كانت هذه كلماته. ستكون ضربة مؤثرة تقلص في الحقيقة قدراته". وأضاف هاجل أنه يعتقد "أن الاحتمال مرجح جدًا" أن يستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية مرة أخرى إذا لم تتحرك الولاياتالمتحدة لتوضح أن استخدام هذه الأسلحة أمر غير مقبول. كما أبلغ وزير الحرب الأمريكي المشرعين انه من المتوقع ان يتكلف توجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا "عشرات الملايين" من الدولارات. وقال هاجل لأعضاء بمجلس النواب "بحثنا مختلف التكاليف وفقا لمختلف الخيارات." واضاف "ستكون في نطاق عشرات الملايين من الدولارات." ولم يكشف مسؤولو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في السابق تقديرات لتكلفة القيام بعملية عسكرية لكن متحدثا باسم الوزارة قال يوم الأربعاء ان من المحتمل ان تمول من الموارد الحالية لوزارة الدفاع دون طلب تمويل إضافي.