نكمل مع الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف حواراتنا التي نسعى بها للفوز برحمة الله وجنته في هذا الشهر الكريم، ولأننا اليوم قد بدأنا في الثلث الثاني من شهر رمضان، الثلث الخاص بالمغفرة، سألنها عن المغفرة وكيفية الفوز بها وشروطها. في البداية تقول الدكتورة آمنة: أتمنى أن نسارع إلى مغفرة الله، ونسارع إلى تقوى الله وحساب النفس، فرمضان شهر العلو بالروح وغذاء الخوف من الله والأمل في الله أن يفرج كرب الناس، وأتمنى أن يسأل كل مننا نفسه سؤال: فيما استرعاه الله؟ في وظيفة أو مدرسة أو طلاب أو رعية. ما هي خطة الفوز بالمغفرة؟ أولا علينا تعويض ما فات، كلنا مقصرون، لكن كيف نتجنب ما قصرنا فيه ونركز على التعويض، بحسبة بسيطة، حسبة محاسبة النفس بشكل روشته، ياليت كل واحد وهو بيصلي صلاة الليل أن يقف بين يدي الله ويقول يا نفسي تعالي نتحاسب، فيما تقاعستي وماذا قدمتي، دي روشته أشبهها بجرد البنك قبل ما يقفل كل يوم، ياليت كلا منا يقوم بعمل جرد لأعماله ويتكرر هذا الجرد كل يوم، مش هياخد أكتر من 5 دقائق، كم أنها تغسل النفس وتنبه من الغفلة وتقدم الأمل وترشدنا إلى العمل الجيد. ما هي شروط المغفرة؟ 1. صدق النية والعمل. 2. صدق التوجه وعدم العودة إلى ما ارتكبته واقترفته من ذنب. 3. العشم فالله، فإن الله يجب عشم عبده فيه، فعلى العبد ألا يقطع عشمه في الله. 4. ترك المعصية والعزم على عدم العودة لها مرة أخرى. في العقيدة يوجد باب اسمه: الخوف والرجاء، وهو أن أخشى الطرد من رحمة الله، فكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابين، فالإنسان اذا وضع أمام عينه أنه ضعيف ولكنه صادق النية أن يقف أمام ضعفه، فهذا أول طريق ترك الذنب والفوز بمغفرته، وتوجد مقولة جميلة للشيخ الكرخي يقول فيها "أعجب للإنسان أن يجتريء على عصيان الله ثم يعشم فيه". ما هي الأعمال التي تقربنا إلى المغفرة؟ صدق التوجه، اذا عملت عمل أتقنه، اذا قلت قولا أصدق فيه، اذا اعتذرت اعتذر بصدق وليس نفاق، اذا حملت أمانة أكون أهلا لأداءها.. الصدق في طلب المغفرة يقربنا لها. ما الفرق بين المغفرة والغفران؟ المغفرة نحن من نطلبها، دائما أتمنى المغفرة من الله، والغفران منه سبحانه، يغفر لمن يشاء، بكرمه ورحمته وقبوله، رب عابد يعبد الله الليل والنهار ويخفق في أمر يمسح منه ما فعله، دي نفحات من الله يمنحها لم يشاء.. هل توجد أدعية معينة نحرص عليها لنول المغفرة؟ والله مش بحب روشته الأدعية، بحب صدق اللسان، إجلس في جلستك واطلب ما تشاء واستغفر الله فإن عطاؤه واسع، أما الروشتات الجاهزة للأدعية فهذه من ثقافة هذا العصر، وابتدعها بعض الشيوخ، دعاء العانس والمأذون ودعاء مش عارفه أيه، في الإسلام ليس بيننا وبين الله ورقة وقلم، بيننا وبينه صدق التوجه، نفسي الناس تتعلم الإقتراب من الله ببساطة، الله الذي هو أقرب الى عبيده من حبل الوريد، انشغال العبد بتلاوة ما حفظة من أدعية أنا أعتبره هذا حاجز نفسي بينه وبين صدق ما يتلوه.