لم تنتهى فعاليات مليونية تطهير القضاء نهاية سلمية وإنما شهدت أحداث عنف دامية فى شارع رمسيس عقب نشوب إشتباكات بالطوب والحجارة والمولوتوف والخرطوش بين المتظاهرين من ناحية ميدان عبد المنعم رياض والتحرير وبين الإخوان المسلمين من ناحية دار القضاء العالى. وقد انتقلت المواجهات لتشمل الشوارع الجانبية القريبة من محيط الأحداث مما تسبب فى فوضى عارمة . وكان من الطبيعى أن تنزل قوات الشرطة لتقيم حاجزا أمنيا للفصل بين الطرفين ولكنها نزلت هذه المرة لحماية الإخوان المسلمين من ناحية دار القضاء العالى حيث هتف الإخوان للداخلية واستقبلوا عساكر الأمن المركزى بالترحيب بينما حرصت القيادات الأمنية على إعادة متظاهرى الإخوان إلى مقر دار القضاء وذلك للبدء فى مطاردة المتظاهرين إلى ميدان التحرير.. مما سبب إستنكارا ودهشة كبيرة لدى المواطنين العاديين الذين توافدوا لمتابعة الأحداث عن قرب ورأوا فى هذا الموقف تحيزا من الشرطة لصالح الإخوان.. .. .. وكانت المواجهات التى اندلعت بالطوب والحجارة فى ميدان عبد المنعم رياض قد خلفت عددا كبيرا من المصابين والجرحى بجروح قطعية وطلقات خرطوش طائشة حيث تقوم مجموعات البلاك بلوك بإطلاق الخرطوش بطريقة عنيفة وعشوائية ..بينما يقوم شباب الجماعة بتكسير الأرصفة لصنع قطع الطوب والحجارة اللازمة. .. هذا وقامت عناصر تابعة للإخوان المسلمين بسحل عدد من المتظاهرين تم احتجازهم فى أثناء الإشتباكات هذا وقد تدخل عدد من شباب منطقة مثلث ماسبيرو وتمكنوا من إنقاذ بعض المتظاهرين من أيديهم وتسليمهم لسيارات الإسعاف فى حالة خطيرة. .. وقامت عناصر من البلاك بلوك بإحراق سيارة أتوبيس تابعة لجماعة الإخوان أسفل كوبرى أكتوبر فى حين استمرت الشرطة فى مطاردة المتظاهرين وإلقاء الغازات المسيلة للدموع باتجاههم لتفريقهم . يأتى هذا فى الوقت الذى واصل فيه المتظاهرون قصف متظاهرى الإخوان بالمولوتوف وقنابل الصوت والخرطوش.. وكانت الإشتباكات قد بدأت اليوم عقب وصول مسيرة تضم عددا من عناصر البلاك بلوك ومتظاهرين من القوى المدنية حيث قاموا بإشعال النيران فى أتوبيس تابع للإخوان واشتبكوا مع شباب الإخوان بالقرب من دار القضاء العالى . .. كما أن عددا من الإسلاميين ممن يسموا ب "حملة طلاب الشريعة" توجهوا فى مسيرة إلى ميدان التحرير فى الوقت الذى كانت تتواجد فيه أعداد من المتظاهرين مما أدى لإشعال الإشتباكات وتصاعدها عقب وصول بعض المسيرات إلى التحرير. ولم تتوقف حرب الشوارع فى محيط عبد المنعم رياض رغم تدخل الشرطة حيث تحدث حالة كر وفر وتراشق بالطوب والحجارة فى حين منع الإخوان المسلمين المصورين الصحفيين من التصوير وطاردوا أحد المصورين حتى أوسعوه ضربا. وعلى صعيد آخر وقعت إشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين فى محيط مجلس الشورى عندما حاولت مجموعات من الشباب التظاهر أمام البرلمان لكن الأمن أعاق وصولهم مما أدى لحالة من الكر والفر بين المتظاهرين والأمن المركزى فى الشوارع الجانبية. ومن ناحية أخرى تعرض الكاتب والمفكر اليسارى المعروف نبيل زكى لإعتداء شديد من شباب الإخوان بينما كان يسير بسيارته قرب شارع رمسيس حيث قام شباب الإخوان بتهشيم زجاج سيارته وبصعوبة تدخل الأمن لحمايته كما طالب المستشار احمد الفضالى رئيس جمعية الشبان المسلمين بحماية مقر الجمعية لتعرضها لمحاولات اقتحام بعد دخول سيارة الكاتب نبيل زكى إلى مقر الجمعية بعد تعرضها لأضرار جسمية. هذا وقد انتهت فعاليات مليونية تطهير القضاء عقب صلاة المغرب وأعلنت جماعة الإخوان بيانا ختاميا طالبت فيه بضرورة تطهير القضاء وسرعة تعديل قانون السلطة القضائية الجديد ومحاكمة المستشار احمد الزند والمستشار عبد المجيد محمود وإقالة وزير العدل وتطهير الإعلام. كما أصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه أنه فى حوالى الساعة الرابعة مساء، حدثت بعض المناوشات والاشتباكات بين عدد من أنصار التيارات المتعارضة خاصة بميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة ومنطقة سيدى جابر بالإسكندرية وإعاقة وصول التعزيزات الأمنية للفصل بين الجانبين. وتهيب وزارة الداخلية من خلال البيان بكافة القوى السياسية وجميع التيارات والمشاركين فى تلك الفعاليات، الالتزام بسلمية التظاهر وعدم اللجوء للعنف حفاظاً على المظهر السلمى للتظاهرات والانسحاب من الشارع حقناً للدماء وحرصاً على عدم سقوط ضحايا. وقامت قوات الأمن بإقناع الإخوان بالرجوع لفض الإشتباكات فى حين واصلت إطلاق القنابل المسيلة للدموع ناحية المتظاهرين لتفريقهم خاصة بعد أن نشرت تشكيلات أمنية أعلى كوبرى أكتوبر.