عمارة بريموس والتى تحمل الرقم 17 بميدان العتبة، تم بناؤها منذ أكثر من 130 عاما، أسسها الخواجة أليون وهو أرمنى، وسميت على إسم الخواجة بريموس وهو أول من صنع الوابور الجاز، أما اصحابها الحاليون فهم مصريون، تفاصيل أكثر عن بريموس فى السسطور القادمة. تصوير: محمود شعبان العمارة تحتل مساحة كبيرة، يوجد أسفلها عدد من المحلات، وهى مقسومة إلى جزءين من الداخل، لكل جزء سلالم خاصة به، أما شققها فى عبارة عن محلات تبيع الملابس القديمة والمستعملة، ويوجد بها أيضا شركة لإنتاج شرائط الكاسيت والأغاني الشعبية، صعدنا لسطوح العمارة فوجدنا كراكيب، وشاهدنا عدد من الصنايعية ينامون هناك. وبعد لف ودوران داخل وفوق العمارة، اكتشفنا وجود ساكن وحيد ولكنه يسكن فى غرفة فوق السطوح وإسمه صبحى عبد القادر عمره 70 عاما والذى تحدث قائلا: أنا اتولدت في هذه العمارة من زمان، وكنت أعمل سواق، و ما أتذكره أن هذه العمارة هي التي صور فيها إسماعيل ياسين فيلم العتبة الخضراء، وكمان فيلم عماد حمدي، والذي يقول فيه (الدواء فيه سم قاتل)، وأسمع إن نجيب الريحاني صور فيها فيلم "لعبة الست"، و"فيلم السفيرة عزيزة" اتصور هنا، كما أن الأجانب يأتون لزيارة هذه العمارة وتصويرها وأيضا تصوير منطقة وسط البلد من فوقها، وكان زمان يسكنها أجانب وأرمن ويونانيين، ولكن كلهم تركوها، وكمان زمان حصلت حريقة هنا، لدرجة إن فيه جزء فوق السطح هبط لتحت من غير ما يحصل للعمارة حاجة، وفى ناس بتتكلم على عفاريت ساكنة العمارة، لكن أنا مش خايف، و صاحبها تقريبا يريد هدمها ليستفيد بالأرض، لأنه اشتراها منذ فترة قريبة، ويريد أن يخرجني منها، ولكن أنا لن أتركها أبدا، فليس لدي مكان آخر غيرها. وفي النهاية دلنا على صاحبها الحالي، وهو مكرم ميخائيل صاحب محل ساعات أسفل العمارة، والذى تحدث قائلا: اشتريت العمارة من حوالي خمس سنوات، من ورثة صاحبها الأرمن، ومن المفروض أنها تسجل أثار، ولكني قدمت التماس لأنها ليست تحفة معمارية ولا حاجة، ولا أعرف الكثير عنها سوى أنها كان يسكنها أجانب زمان، وتم تصوير أفلام كثيرة بها، وهي الآن عبارة عن محلات، والإيجار قديم جدا ولا يتعدى الملاليم. وعن استفادته من شراء عمارة قديمة مثل بريموس قال: أنا الوحيد الذي أعرف مدي استفادتي من هذه العمارة، ولكن أهم حاجة أني لن أتركها للآثار، ورفض أن يقول الثمن الذى دفعه لشراء العمارة!