هوايته الوحيدة الآن هى مشاهدة أفلام الأكشن الأمريكية وقراءة الكتب الإنجليزية، يعيش وحيدا بين جدران منزله البسيط ولاشىء يؤنس وحدته سوى ذكريات وصور وحكايات، يفرح كثيراً عندما يجد أى شخص مستعداً لسماعها، يتمتع بذاكرة حديدية رغم سنوات عمره التسعين. عاش تجربة حياة طويلة وثرية ليس فقط من خلال عمله مستشارا سياسيا وثقافيا لسفارات مصر فى 20 دولة أوروبية وآسيوية وإفريقية ولاتينية. أو حتى لكونه أول متحدث رسمى باسم رئيس الجمهورية فى مصر أو لرئاسته للهيئة العامة للاستعلامات خلال حرب أكتوبر 1973 ولمدة 6 سنوات أو عضويته للمجالس القومية المتخصصة أو المجلس الأعلى للصحافة، أو لكونه صديقاً للرئيس الراحل أنور السادات أو لأنه الشقيق الأكبر للملحن الكبير بليغ حمدى، لكن لأنه بالأساس موسوعة ثقافية وسياسية وصاحب مشوار طويل مع الكتابة الصحفية يمتد ل60 عاماً، حديثنا عن الدكتور مرسى سعد الدين الذى فتح لنا خزانة ذكرياته. واعترف خلالها بأسرار لأول مرة. نتوقف سريعاً مع قطار العمر عند بعض المحطات المؤثرة فى حياتك، نبدأ من الصعيد، أليس غريباً أن تنتمى لعائلة صعيدية لكنها متفتحة جداً؟ أنا صعيدى متمدين، والدى كان مدرساً للفيزياء، سافر إلى انجلترا على نفقته الخاصة للدراسة، ومع أنه كان صعيدياً - كما قلت - فإنه شجع أختى الكبرى على ممارسة السباحة حتى أصبحت بطلة فيها، كما سمح لأختى الثانية أن تكون بطلة فى الغوص، أما شقيقى الأصغر بليغ فالتحق بكلية الحقوق ولم يحصل على الليسانس، ودخل معهد الموسيقى الشرقية ولم يحصل على شهادته أيضاً لأنه عشق الفن، وأمى كانت تعيش على ثورة سعد زغلول وتكتب له شعراً، كما أنها كانت صديقة لزوجته صفية هانم أم المصريين، ومازلت أتذكر أننى كنت أجلس تحت أقدام أمى وأبكى فى أثناء زيارتها لضريح سعد مع صفية هانم. - ربما تكون الوحيد فى تاريخ الدبلوماسية المصرية الذى تخرج فى الجامعة ثم تم تعيينه فى اليوم التالى مستشاراً ثقافياً لمصر بالخارج. كيف حدث ذلك؟ الدكتور أحمد نجيب هاشم وزير التعليم آنذاك قرر إيفاد المتفوقين من خريجى كلية الآداب، قسم انجليزى إلى بريطانيا لدراسة الصحافة والاطلاع على ثقافة الغرب، ولكن لأن الظروف كانت غير ملائمة لظروف الحرب العالمية الثانية عام 44 تم تأجيل الموضوع لعام 1945، وتم تعيينى آنذاك سكرتيراً للمعهد المصرى الذى أسسه د. طه حسين لرعاية المصريين فى لندن، وهى وظيفة تم توصيفها فيما بعد بالمستشار الثقافى، وبعد عودتى من انجلترا تم تعيينى أستاذاً فى مدرسة المعلمين، ولكن لم أستمر طويلاً لأن يوسف السباعى يرحمه الله طلبنى للعمل معه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب، والذى أنشأه الرئيس عبدالناصر لاستقطاب المثقفين ومساندة الثورة، كما سافرت بعد ذلك للعمل مستشاراً ثقافياً فى عدة دول حتى عام 1972. - بمناسبة هيئة الاستعلامات. هل صحيح أنك وراء عودة صفوت الشريف للحياة العامة من جديد بعد واقعة فصله من المخابرات عقب نكسة 1967؟ التقيت به لأول مرة بصحبة ابن عم زوجتى حسن عليش، الذى كان الرجل الثانى فى جهاز المخابرات المصرية خلال عهد صلاح نصر وأسندت إليه أعمال الشئون الإدارية والمالية، وكان يعانى بعدما تم اعفاؤه من منصبه بالمخابرات ويبحث عن عمل. فطلبت من يوسف السباعى أن يعمل معى فى الهيئة العامة للاستعلامات برغم أن السباعى حذرنى منه ونصحنى بالابتعاد عنه، وقد قرأت بالمصادفة فى إحدى الجرائد خبر إقالتى من الهيئة وتعيين صفوت مكانى وانتقالى إلى المجالس القومية المتخصصة والتى عملت بها لمدة عام ثم خرجت على المعاش فى سبتمبر 1981، وبرغم ما قيل لى عن أن صفوت كان يكتب تقارير ضدى لكننى لم أكرهه، وعقب إقالتى من هيئة الاستعلامات جرى لقاء بينى وبين جيهان السادات وابنتها فى حفل بأحد الفنادق وأخبرتنى برغبتها فى التوسط بينى وبين الرئيس السادات فقلت لها: لا أنا موظف حكومة انتقل من مكان لآخر وهذا أمر طبيعى، وعندما طلب منى الرئيس السادات أن أنضم للحزب الوطنى رشحت له صفوت الشريف، لكن بصراحة لم أتوقع نهائياً أن يصل بعد ذلك لهذه المكانة خلال النظام السابق، للأسف لم أكن أعرف أى شيء مما نشر عنه مؤخراً. - لكن يقال أيضاً إنك تسببت فى مشكلة بسبب علاقتك بزوجة الرئيس الفلبينى الأسبق إيملدا ماركوس؟ كانت تربطنى علاقة قوية بإيملدا استمرت لسنوات، وعند زيارة مدام ماركوس للقاهرة بدعوة من جيهان السادات وفى حفل استقبال السيدة ماركوس كنت أحد الحضور أنا وزوجتى، ورافقتها خلال رحلتها الرسمية لأرجاء مصر، وعقب الانتهاء من زيارتها طلبت منى السفر معاً فى جولة إلى أوروبا، وللأسف ظهرت شائعة تؤكد وجود علاقة بينى وبين ايميلدا كان وراءها سيد مرعى رئيس مجلس الشعب وقتها الذى عاد من إحدى زياراته للفلبين، وقال لى: إيه حكايتك يا مرسى مع السيدة ماركوس، دى ما سألتش على حد غيرك وعلى جيهان السادات، لكن طبعا هذه كانت شائعات. .. - كيف أصبحت أول شخص يتولى منصب المتحدث الرسمى لرئيس الجمهورية فى مصر؟ فى أثناء رئاستى للهيئة العامة للاستعلامات رشحنى د. عصمت عبدالمجيد لأن أكون متحدثاً رسمياً للدولة ولرئيس الدولة معاً، وقد وافق الرئيس السادات مباشرة لأن الوفود الأجنبية التى حضرت خلال مؤتمر ميناهاوس الشهير استعانت بمتحدثين رسميين على قدر كبير من الدبلوماسية والثقافة السياسية، وأنا علاقتى بالرئيس السادات قديمة وبدأت فى ديسمبر 1957، فى أثناء مؤتمر التضامن العربى الآسيوى، حيث كان الرئيس الراحل يرأس الوفد المصرى وكان يوسف السباعى أمين المؤتمر، وأنا بحكم عملى كنت نائب الأمين العام، وفى المؤتمر الثانى الذى عقد بكوناكرى بغينيا توطدت العلاقة مع الرئيس السادات أكثر وأكثر لأنه كان يترك الرئيس الغينى سيكاتورى فى القصر الجمهورى ويأتى للجلوس معنا فى الفندق البسيط الذى كنت أقيم فيه مع يوسف السباعى، وبمرور الوقت توطدت صداقتنا خاصة وأنه كان عملاقاً وموسوعة ثقافية متحركة. - لكن يبدو أن علاقتك بالرئيس عبدالناصر لم تكن جيدة؟ عبدالناصر لم يكن له أصدقاء. حتى عبدالحكيم عامر الذى كانوا يقولون إنه صديقه كلنا نعرف نهايته، وقد عملت رقيبا للكتب لعبدالناصر، أى ألخص الكتب والصحف والمجلات الإنجليزية التى ترد إلى مصر وأقوم بإرسالها إليه، فإذا أعجبه الملخص يطلب الكتاب، إضافة إلى تكليفى بتعليم بعض الوزراء والسفراء الجدد اللغة الإنجليزية، وأنا لم أكن مقتنعاً بالكثير من سياساته. مثلاً فوجئت ذات يوم بتليفون من وزير الثقافة ثروت عكاشة يقول "فاكر يامرسى حملة نابليون على مصر وما قدمه فريق العلماء المصاحب لنابليون عن وصف مصر. نريد منك كتاباً عن وصف اليمن ثقافياً واجتماعياً وجغرافياً"، وذهبت بطائرة حربية إلى هناك وأنا على يقين بأننا نحتل اليمن، وأنا شاهدت هناك أحداثاً مؤسفة، وقضيت شهراً لتأليف الكتاب قبل أن يتم طردنا من هناك، وبعد أن تحسنت العلاقات بيننا وبين اليمن وفى إحدى زيارات وزير الثقافة اليمنى لمصر أخبرنى بأن الكتاب الذى أعددته عن اليمن يوجد منه نسخة لديهم، كما أننى سلمت نسخة من هذا الكتاب لثروت عكاشة ولا أعرف مصيره. - اتيحت لك فرصة اللقاء مع عدد كبير من الثوار الأفارقة الذين أصبحوا رؤساء فيما بعد كيف رأيت التغير الذى طرأ على شخصياتهم؟ كلهم كانوا يعشقون مصر والسبب ببساطة أننا كنا نشعرهم بأن قضيتهم هى جزء من أمننا القومى، وخلال عملى الدبلوماسى عشت ذكريات كثيرة مع نكروما رئيس غانا وسيكوتورى رئيس غينيا وأودنجا رئيس وزراء كينيا ومارسيللينو دوس وزير خارجية موزمبيق وإزكوى فى نيجيريا، وهؤلاء جميعاً بدأوا شباباً بسيطاً يحلمون باستقلال بلدانهم ونجحوا بإرادتهم ومساعدة مصر فى تحقيق هذه الأحلام، لكن للأسف الوضع الآن تغير. فعندما كنت فى غانا آخر مرة وجدت رأس المال الإسرائيلى متغلغلاً فى الاقتصاد الغانى، حيث أسسوا هناك شركة للملاحة البحرية أطلقوا عليها النجم الأسود لدعم الاقتصاد والتواصل التجارى والعسكرى والمخابراتى، والسؤال: أين الاستثمار المصرى ورجال الأعمال المصريون؟ - من الصعب أن نلتقى بك دون أن نتوقف عند شقيقك الملحن الكبير بليغ حمدى. هل صحيح أنه كان يفضل صوت شادية على صوت زوجته وشريكته فى مشواره الفنى وردة؟ هو كان يعتبر شادية "صوت مصر" وأفضل من عبر عن ألحانه الوطنية لها مثل "يا حبيبتى يا مصر"، وبليغ لم يكن يخلط بين عمله وعلاقاته الشخصية بدليل أن صديق عمره صلاح جاهين لم يلحن من كلماته سوى أغنية واحدة، وبمناسبة شريكة عمره وردة. قبل زواجه بها كان يحب سامية جمال قبل زواجها برشدى أباظة - وذهبت معه لخطبتها لكنها رفضت بسبب فارق السن بينهما، وحسبما انتشر وقتها فقد قالت له "حب إيه إللى انت جاى تقول عليه" فتأثر بهذه العبارة لدرجة أنه قالها للشاعر عبدالوهاب محمد والذى استلهم منها أغنية شهيرة غنتها أم كلثوم ولحنها بليغ، وربما الكثيرون لا يعرفون أن بليغ تقدم أيضاً لخطبة ابنة الموسيقار محمد عبدالوهاب لكنه رفض بسبب رغبته فى ابتعاد ابنته عن الوسط الفنى. - أيهما كان الأقرب لبليغ حمدى. أم كلثوم أم عبدالحليم حافظ؟ ألحان بليغ كانت نقطة مهمة فى حياة أم كلثوم لأنها غيرت من جمهورها وجعلت الشباب يستمعون لها، كما أضاف بليغ آلات موسيقية جديدة لتخت أم كلثوم مثل الساكس فون والأوركسترا الكبيرة، وكان ذلك بمثابة التحدى لها، وللمصادفة. أنا كنت آخر من استمع لأم كلثوم وهى تغنى قبل وفاتها، فقد كان آخر لقائى بها فى استوديو 36 بالإذاعة عندما كانت تسجل أغنية "حكم علينا الهوى" من ألحان بليغ، واشتد عليها المرض وكانت تسجل مقطعا ثم تستريح وتستمع إليه للتأكد من أدائها، أما عبدالحليم فكانت العلاقة قوية بينهما رغم بعض المشاكل خاصة بعد زواجه بوردة وانشغاله فى التلحين لها. - إذا كان التعاون بين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب جاء بقرار من الرئيس عبدالناصر، هل صحيح أن الرئيس السادات هو الذى أمر بليغ حمدى بالتلحين للشيخ النقشبندى؟ كان السادات يتصل بى ويطلب أن يأتى بليغ إلى بيته ومعه العود ليستمع إلى عزفه، وبالفعل قام السادات بتكليف بليغ بتلحين أكثر من 30 عملاً فنيًا للشيخ النقشبندى نظرا لحب السادات هذا المنشد الكبير. - نعود للشأن السياسى. هل تعتقد أن الكوادر السياسية الحالية قادرة على قيادة مصر فى المستقبل؟ مصر مليئة بالكوادر والكفاءات، لأن أغلب القيادات الموجودة حالياً عاصرت قيادات كبيرة سواء كان فى الحياة السياسية أو الجامعات، وأنا أطالب الحكومة حالياً بعودة المنابر السياسية فى الجامعات، وتدريب الشباب على قبول الرأى والرأى الآخر لأن عزل الشباب عن السياسة يؤدى إلى نتائج كارثية. .. - فى رحلة سريعة عبر الزمن، كيف استقبلت وانت فى الثلاثين ثورة 1952 ثم استقبلت وأنت على مشارف التسعين ثورة 25 يناير 2011؟ حينما كنت طالبا فى الجامعة كنا نحرص على تقليد الملك فاروق فى ملابسه أنا ومعظم أبناء جيلي ولم أكن منخرطا فى العمل السياسى، كانت توجد أحزاب وديمقراطية، لكن دائما يساء استخدامها، ولم أكن أعرف من رجال الثورة إلا جمال سالم حين جاء إلى لندن للعلاج وكنت على صلة دائمة به، كان رجلا وطنيا مخلصا لكنه كان عصبيا للغاية لدرجة أنه كان يضرب وكلاء وزارته ب«الشلوت»، أما ثورة 25 يناير فقد شعرت يومها بأجواء تخيلت أنه من المستحيل عودتها. وقد تابعت على مدى الفترة الماضية كل التطورات السياسية ورغم اعتراضى على بعضها لكن الحراك ضرورى ومهم. ولا يوجد أى مبرر لمخاوف البعض من هيمنة فصيل واحد على الحياة السياسية فى مصر لأن التجربة التاريخية لهذا الشعب أكدت أن ذلك مستحيل. - من بين عشرات الأسماء التى مرت فى حياتك نتوقف مع يوسف السباعى. لماذا ارتبطت دائماً به؟ عندما كنت فى لندن ترجمت له قصصاً كثيرة إلى الإنجليزية ونشرتها فى الإيجيبشان جازيت، وبعد العمل معه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب طلبنى للعمل معه أيضا فى منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وبعد توليه وزارة الثقافة والإعلام تم تعيينى رئيساً لهيئة الاستعلامات من سنة 1973 حتى سنة 1979، كان صديق عمرى ومن الصعب أن يجود الزمان بمثله كانت ابتسامته كفيلة بحل الكثير من المشكلات، كما كان لى أصدقاء كثيرون. منهم مثلاً الفنان الراحل كمال الشناوى والذى كان يذهب معى يومياً إلى حمامات الساونا فى أرقى فنادق القاهرة ثم نخرج لنسهر على كورنيش النيل ونأكل الذرة المشوى! - لو أردت اختصار رحلة العمر فى عبارة موجزة توجهها نصيحة لكل شاب، ماذا تقول؟ صمت قليلاً ثم قال: زوجتى عنايات توفيت منذ فترة بعد زواج دام نحو 70 عاماً فقد كانت زميلتى فى الجامعة، وهى أول مصرية تعمل مديرة لمدرسة إنجليزية، وكنت أفخر بأن الكل ينادى زوجتى ب"مسز مرسى سعد الدين"، وقد عاشت معى فاجعة وفاة ابننا الوحيد حمدى، ومن قبلهما توفى كل أقاربى وإخوتى وأصدقائى وتركونى وحيداً، كل أحبابى رحلوا لكن الذى يجعلنى متمسكاً بالأمل دائماً حتى هذه السن هو الرضاء بقضاء الله وقدره وهذه هى نصيحتى للجميع، لا تيأس من رحمة الله. ارض بقضائه وستندهش من عطائه، الحل الوحيد هو الحلم والعمل وعدم التوقف عند الماضى. أنا مثلاً كنت أكتب فى جريدة الأهرام بانتظام منذ عام 1951 وحتى 2011. أى تقريباً 60 سنة متواصلة، لكننى احترمت نفسى بعدما وجدتهم يؤجلون نشر مقالاتى ويتجاهلوننى بحجة التحديث وكأننى أصبحت "موضة قديمة"، لكننى لن أيأس ومازلت أحلم وقريباً سأعود للكتابة من خلال صحيفة أخرى، كما أننى أتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية. ولدى رغبة فى تعلم لغة رابعة. - وما هى أكبر مشكلة تواجهها الآن؟ كل رقم تليفون فى مذكرتى أو على ذاكرة تليفونى المحمول يحمل معه ذكرى ما، ومعظم أصحاب هذه الأرقام يعيشون فى خيالى فقط بعد رحيلهم. وتعجز يدى عن محو أى رقم تليفون? أعرف أننى لو اتصلت لن يرد أحد ولكن لا أجرؤ أن أمحو أى رقم، أنا مازلت محتفظاً برقم تليفون نجيب الريحانى. ( هذا الحوار اجرته مجلة الشباب مع الراحل مرسي سعد الدين منذ عدة أشهر قبل وفاته )