بالعزيمة والإصرار نجح الأهلى فى الفوز على الإسماعيلى بهدفين مقابل هدف فى دورى أبطال إفريقيا، ليعدل الأهلى من موقفه فى المجموعة الثانية بعد أن أصبح رصيده 4 نقاط محتلا المركز الثانى خلفا لشبيبة القبائل الجزائرى متصدر المجموعة برصيد 6 نقاط، فيما ظل الإسماعيلى قابعا فى ذيل المجموعة بدون نقاط وحل هارتلاند النيجيرى ثالثا برصيد نقطة واحدة. كان واضحا منذ الدقيقة الأولى للمباراة أن مواجهة الأهلى والإسماعيلى ستكون قمة فى الإثارة والجدل، لدرجة أن الجميع شعر أننا فى وسط الموسم الكروى المصرى وليس فى بدايته من شدة حماس اللاعبين وتحديدا لاعبو الفريق الأحمر، الأهلى دخل المباراة وهو يبحث عن الثلاث نقاط وأى نتيجة غير ذلك كانت ستعتبر خسارة كبيرة له، على العكس من الإسماعيلى الذى اتضح من آدائه أنه يسعى للتعادل، وإن جاء الفوز فلا مانع، بدليل إعتماده على الهجمات المرتدة والإعتماد على الدفاع، وبالرغم من سيطرة الأهلى على شوط المباراة الأول إلا أن الإسماعيلى كان ندا للشياطين الحمر فى تهديد المرمى ولكن لم يتمكن أيا من الفريقين من هز شباك الفريق المنافس. وفى الشوط الثانى واصل الأهلى هجومه المستمر وبدا واضحا أن لاعبو الإسماعيلى ليس لديهم القدرة على مجاراة لاعبو الأهلى نتيجة لنقص لياقتهم البدنية، ولكن سيطرة الأهلى كانت دون جدوى حتى قام حسام البدرى بالمجازفة ودفع بمحمد ناجى جدو والذى أحدث تغيرا ملحوظا فى آداء الأهلى لامتلاكه النزعة الهجومية، وظهر نوع من النشاط فى هجوم الأهلى وتمكن جدو الذى استقبلته الجماهير بحفاوة كبيرة من تعويض غياب بركات بعض الشىء فى القيام بالتسليم والتسلم فى منطقة العمليات والضغط على الخصم مما نتج عن زيادة زيادة السيطرة الأهلاوية مسفرا عن الهدف الأول للأهلى عن طريق مهاجمه الشاب محمد طلعت، ولكن الأهلى تعرض فى هذه المباراة لظروف معاكسة بعد الهدف الأول بإصابة أحمد فتحى وحسام عاشور، فالهدف لم يعط أفضلية للقافلة الحمراء بقدر ما أعطى الفرصة للإسماعيلى لتعديل النتيجة والذى تحول من حالة الدفاع والإعتماد على الهجمات المرتدة للهجوم والضغط لينجح الإسماعيلى فى التعادل قبل نهاية المباراة ب10 دقائق عن طريق محمد محسن أبوجريشة من خطأ قاتل لدفاع الأهلى، وبعد أن توقع الجميع أن تنتهى المباراة بهذا الشكل يفاجىء وائل جمعة الجميع بهدف فى الدقيقة 94 مذكرا الجميع بهدف شهاب الدين أحمد فى الإتحاد الليبى والذى صعد بالأهلى لدورى المجموعات وكأن قدر الأهلى وعادته فى هذه البطولة أن يفوز فى اللحظات الأخيرة، وبعد الهدف تنقلب الطاولة على رأس الحكم المالى كوليبالى بعد إعتراض لاعبو الإسماعيلى وجهازهم الفنى على الهدف بحجة دفع أحمد حسن للمعتصم سالم، مما اضطر الحكم إلى طرد كلا من أحمد العجوز مدرب الإسماعيلى وأشرف خضر المدرب المساعد. وبعد إنتهاء المباراة حاول لاعبو الإسماعيلى الإعتداء على الحكم، لذلك كان من الطبيعى أن تحتجز قوات الأمن لاعبى الإسماعيلى داخل الاستاد حتى غادر الحكم المالى كوليبالى استاد القاهرة، المشاجرات لم تقتصر فقط بين لاعبو الإسماعيلى والحكم بل حدثت مشادات فى غرف خلع الملابس بين سيد وأحمد حجازى لاعبى الإسماعيلى واشرف خضر المدرب المساعد، ويعتزم النادي الاسماعيلي التقدم باحتجاج رسمي للاتحاد الأفريقي على حكم المباراة المالي كومان كوليبالي، فقد أكد حماد موسى نائب رئيس النادي الاسماعيلي أنه سيتقدم للاتحاد الأفريقي بهذا الاحتجاج بعد الظلم الواضح الذي تعرض له ناديه خلال المباراة والذي أدى لخسارته المباراة بهدفين لهدف فى اللحظات الأخيرة للمباراة، وأشار إلى أن الحكم كان واضحا محاباته للأهلى علاوة على تصريحاته التى امتدح فيها الأهلى قبل المباراة. وبالتالى كان ضروريا أن يتم إلغاء المؤتمر الصحفى للمباراة فقد أعلن المنسق العام للقاء إلغاء المؤتمر الصحفي الذي يلي المباراة اعتراضًا على محاولة لاعبي الإسماعيلي الاعتداء على الحكم المالي كومان كوليبالي، وهذه الخطوة تعد دليلا على أنه هناك توجها داخل الإتحاد الإفريقى لتوقيع عقوبة على الإسماعيلى وعلى كل من حاول الإعتداء على حكم المباراة. من ناحيته أكد وائل جمعة لاعب الأهلى أن هدفه فى الإسماعيلى من أهم الأهداف التى أحرزها طوال تاريخه لتوقيته القاتل، كما أن الفوز على الإسماعيلى كان مهما ليستمر الأهلى فى المنافسة على قمة المجموعة وبالتالى كل ما يشغل باله الآن هو وزملاؤه مباراة شبيبة القبائل القادمة بالجزائر، كما أن الأهلى فريق كبير ولا يهمه مكان المباراة سواء كانت على ملعبه ووسط جمهوره أو على أرض المنافس. من ناحيته أكد حسام البدرى المدير الفنى للأهلى أن فريقه حقق أغلى 3 نقاط فى مشواره نحو الكاس الإفريقية، خاصة أن المباراة كانت مع فريق كبير ومنافس يعمل له ألف حساب، وأشار إلى أن الإصابات اضطرته لإجراء عدد من التغييرات، وفى نفس الوقت التمس المدير الفنى العذر للاعبى الإسماعيلى فى عصبيتهم لأن الهدف جاء فى وقت قاتل، كما أشاد بجميع لاعبى الأهلى وخص بالذكر محمد ناجى جدو الذى تغلب على الظروف الصعبة المحيطة به. أما محمد طلعت صاحب الهدف الأول للأهلى فقد توجه بالشكر للكابتن حسام البدرى الذى أتاح له الفرصة للمشاركة مع الفريق، وأكد على أنه بذل جهدا كبيرا فى المباراة والهدف الذى أحرزه ما هو إلا تتويج لمجهودات زملائه طوال المباراة.
وقد أكد شادى محمد مدافع الإسماعيلى أن عصبية لاعبو الإسماعيلى جاءت من أنهم يشعرون بأنهم لم يخسروا بشكل طبيعي بل هناك علامات إستفهام كبيرة على تصرفات الحكم طوال المباراة، فهدف الفوز للأهلي جاء من خطأ وقبلها كان هناك عددا من الأخطاء لم يحتسبها، وأكد أن صورة الحزن التى كانت مرسومة على وجوه زملائه في غرفة الملابس بعد المباراة باستاد القاهرة كانت نتيجة لأنهم يشعرون أنه الحكم بقراراته أضاع مجهودهم ، كما أشاد بإستقبال جماهير الأهلي الوفية جداً والعظيمة له التي لم تنسى له خدمة 12 عام في الأهلي.
وعلى الرغم من بعض المشادات التى حدثت فى المباراة والإعتراضات سواء على هدف الأهلى أو على ضربة الجزاء المشكوك فيها لمصلحة أبو تريكة والتى لم تحتسب ، إلا أن الروح الطيبة سادت من البعض فقد قابل جمهور الأهلى شادى محمد بنوع من الحفاوة وهتفوا له كثيرا بمجرد نزوله لأرض الملعب، إلا أن الأجمل هو ما قام به محمد صبحى حارس مرمى الإسماعيلى فقد اعتذر لكل من محمد أبوتريكة ووائل جمعة بعد نهاية المباراة حيث أنه قد احتك بأبوتريكة ودخل معه فى مشادة بعد أن حصل أبو تريكة على إنذار للمسة الكرة بيده داخل منطقة جزاء الإسماعيلى وتمثيله الإعاقة.
وبالرغم من إنتهاء المباراة بفوز الأهلى إلا أن هناك عددا كبيرا من المحللين أجمعوا على أن الهدف الثانى للأهلى مشكوك فيع ومنهم زكريا ناصف لاعب الأهلى السابق الذى أكد أن الهدف جاء من خطأ واضح لكن هذه هى متعة كرة القدم، ورغم ذلك فالأهلى كان الأفضل وكان يستحق الفوز، ووافقه ايضا فى هذا الكلام الكابتن محسن صالح، إلا أن محمد محسن أبو جريشة لاعب الإسماعيلى السابق إختلف معهما فى هذه الرؤية مؤكدا أن النتيجة العادلة للمباراة هى التعادل، ولكن مجاملة الحكم للأهلى كانت سببا فى تغيير النتيجة.