استنكر حزب الوطن أية دعوات من شأنها زيادة الفرقة بين أبناء مصر، خاصة تلك التي تبيح الدم وتحرض على القتل، أيا كان مصدرها، في تلميح إلى تأكيد الشيخ محمود شعبان أن حكم جبهة الإنقاذ الوطني في الشرع هو القتل. وأدان الحزب، في بيان رسمي، التحريض على العنف أو استخدامه، لأن ذلك "ليس من مصلحة البلاد، ونهيب بالجميع ضبط النفس بالفعل أو القول، وأن يراعوا حرمة الدماء والأعراض والممتلكات العامة والخاصة". وطالب جميع الدعاة ألا يتصدوا لمسائل الدماء، وأن يتركوا الإفتاء للمؤسسة الدينية الرسمية بالبلاد (الأزهر الشريف) وأهل العلم الراسخين؛ درءا للفتنة، ولأنهم الأقدر على تقدير المفاسد والمصالح، وتجنيب البلاد الانزلاق إلى شرور فوضى الفتاوى. كما أعرب الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية عن حزنه الشديد لما قاله "محمود شعبان"، الذي أباح دم أعضاء «جبهة الإنقاذ»، مؤكدا أن هذا ضلال في ضلال وقال لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث "النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق إلى الجماعة". وطالب ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة الرئيس محمد مرسي وحكومة الدكتور هشام قنديل بضرورة تحريك دعوي رسمية إلي النائب العام لمعاقبة الشيخ محمود شعبان بعد إصداره فتوي بإهدار دم الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي أعضاء جبهة الإنقاذ . وقال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور، أن الحزب يرفض وبشدة الفتوى التي خرج بها الداعية السلفي الشيخ "محمود شيعان" بشأن إباحة قتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني. وطالب "بكار" في تغريدة له عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مؤسسة الأزهر بالتحقيق معه، حيث أن كلامه مخالفة للشرعية والقانون، كما يمثل تهديد للسلم الاجتماعي ودعوة للعنف. وأضاف: "تصريحات شعبان غير مسئولة لذا نطالب مؤسسة الأزهر التي ينتمي إليها باتخاذ إجراء حاسم ضده، وكذا الجهات المعنية، ترك الأمر بدون محاسبة خطأ فادح". كما أدان الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، الفتوى التى أطلقها البعض "بجواز قتل الحاكم لمعارضيه"، مستنكرا مثل هذا النوع من الفتاوى المتطرفة التى لا تمت بصلة لسماحة الدين الإسلامى الحنيف، وأن تلك الفتاوى تُحَرّض بشكل مباشر على القتل وتثير الفتن والاضطراب، مؤكدا أن المجلس بصدد دراسة الإجراءات القانونية التى يمكن اتخاذها ضد كل من يُصدر أو يُروّج لدعاوى أو فتاوى تحض على العنف. وأكد قنديل، اليوم الخميس، أن الشعب المصرى العظيم قام بثورة يناير المجيدة من أجل إقامة مجتمع ديمقراطى تسود فيه لغة الحوار لا القتل، ويتم فيه التغيير عن طريق الانتخابات الحرة لا عن طريق العنف والتدمير، نبنى فيه مجتمعنا بتوحيد الجهود وليس عن طريق دعاوى الانقسام والفُرقة ويسود فيه تطبيق القانون لا منطق القوة والتهديد وتستوعب فيه الأغلبية وتحاور وتستمع لمطالب الأقلية وتحترم فيه الأقلية رأى الأغلبية. وأكد مصدر مطلع بالأزهر الشريف، أنه إذا ثبت ما أفتى به الدكتور محمود شعبان، أستاذ دكتور بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ومتخصص فى بلاغة القرآن، حول إهدار دم أعضاء جبهة الإنقاذ، سيتم إحالته لمجلس تأديب بالجامعة، وقد تتم إحالته للنيابة العامة لما قد تحدثه هذه الفتوى من فوضى. وأضاف المصدر أن الجامعة ستوجه له اتهام بالخروج على مقتضى الواجب الوظيفى ويعد مسلكا معيبا لا يتفق مع الاحترام الواجب لوظيفته، بالإضافة إلى أنه يمثل دعوة لإثارة الفتنة فى المجتمع وهو ما يوجب المساءلة التأديبية والجنائية. أما الناشط السياسي أحمد دومة فشن هجومًا حادًا على الشيخ محمود شعبان في برنامج "مصر الجديدة" على قناة "الحياة 2"، وذلك عندما طلبت منه المذيعة بأن يوجه سؤالاً للشيخ، وهو ما رفضه دومة قائلاً له: "أنا مش عايز أسألك عشان انت بالنسبة لي نكرة". وأضاف "دومة" قائلاً للشيخ: "إنت واللي زيك كرهوا الناس في الدين وفي الإسلام وأرجوك اقعد في بيتك". واستنكر "شعبان" هذا الهجوم قائلاً له: "إنت أساسًا لا تساوى عند الله شيئًا سواء قليلاً أو كثيرًا" مضيفًا "إننا لم نطالب باغتيال أي معارض سياسي"، مؤكدًا أن حديثه موجه لطلبة العلم ولا يفهمه إلا هم". وأكد أنه قال بالنص: "من حق الحاكم أن يقتل رموز المعارضة الذين ينازعونه فى الحكم". .