مجموعة من الشباب الفنانين التشكيليين المتخصصين في فن الجرافيتي الذي نهض مع ثورة 25 يناير قاموا بمبادرة تحت أسم "حكاية جدار" ، حيث أرادوا أن يحولوا نطاق هذا الفن الذي ارتبط اسمه بالثورة المصرية إلى فن مفيد للمجتمع، فنزلوا إلى الأحياء الشعبية وقاموا بالرسم على حوائط شوارعها لتظهر في النهاية بمظهر متحضر ساهم في تغيير شكل تلك المناطق ومفاهيم سكانها في التعامل مع الفن ومع منطقتهم على حد سواء.. يقول إبراهيم سعد-فنان تشكيلي-: الفكرة بدأت بعد الثورة مباشرة حينما نهض فن الجرافيتي في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، فبدأنا نفكر في أن نحول الموضوع إلى مشروع تنموي فبدأنا بالنزول إلى المناطق العشوائية وبدأن بشارع عمقه 300 متر مربع في منطقة عزبة الصعايدة أي أننا قمنا بعمل رسومات على مساحة 600 متر في هذا الشارع استغرقت مننا وقت حوالي شهرين ونصف، وكان متوسط عدد الفنانين المشاركين في رسم حوائط هذا الشارع نحو 40 فناناً في اليوم الواحد، ولم تكن مهمتنا مجرد رسم حوائط هذا الشارع ولكن مهمتنا أيضا أن نتواصل مع أهل المنطقة خلال عملنا ونفهمهم ما هو هذا الفن ، بل وكنا نشركهم معنا في عملنا لندربهم عليه، وكانت المفاجأة هي أننا في اليوم الذي انتهينا فيه من عملنا بهذا الشارع فوجئنا بأن هناك شارعين آخرين تم رسم حوائطهما من خلال أهل المكان بدون تدخل منا، وكان مهم بالنسبة لنا في أي مكان ننزل لرسمه هو المحافظة على بعض المعالم التي تميز البيوت، فمثلا كنا نترك بعض الرسومات الموجودة على جدران البيوت الخاصة بالحج بل وكنا أحيانا نعيد ترميمها، وحينما اكتشفنا أن هناك العديد من البيوت الموجودة في منطقة إمبابة يسكنها أهل النوبة بدأن نرسم رسومات تدل على هويتهم. جرافيتي جرافيتي جرافيتي جرافيتي ويضيف مصطفى البنا-فنان تشكيلي-قائلا: من ضمن القيم التي أضافتها لنا هذه المبادرة هي تعريف الفنان التشكيلي للناس البسطاء الذين كانوا يتخيلون طوال الوقت أن الفنان التشكيلي شخص بعيد عنهم ولا يستطيعون التعامل معه، ولن بعد نجاح التجربة بدأنا نحولها من مجرد مبادرة إلى مشروع تنموي ننزل من خلاله إلى العديد من المناطق، ونحن الآن نعمل على منطقة الفجالة من خلال مشروع مدته خمس سنوات لتحويله إلى حي نموذجي وفي هذا المشروع لا نستهدف فيه رسم حوائط الحي فقط بل نهتم بالمرافق أيضا فنعمل على ضبط الكهرباء والمياه والأرصفة والأشجار، وهناك خطة للنزول إلى المحافظات أيضا وسوف نبدأها بمحافظة المنيا، وقد أندمج من خلاله مجموعة كبيرة من الفنانين منهم ائتلاف شباب التشكيليين وجمعية النهضة العلمية والثقافية، ولذلك فوجدنا أن الحكاية كبرت منا دون أن نقصد، أما عن فكرة استهدافنا للمناطق الشعبية فكان السبب وراء ذلك أن هذه المناطق لا تلقى أي اهتمام فأردنا أن نحولها إلى مناطق راقية بشوارعها وبأفكار من يعيشون فيها أيضا حينما يصبحون متذوقين للفن بل ومبدعين أيضا. جرافيتي جرافيتي