شغب البالون وفتنة أطفيح وإمبابة وماسبيرو وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وحرائق المجمع العلمي , كلها وقائع مختلفة ومشاهد متفرقة لم يجمعها سوي عامل واحد فقط وهو الطرف الثالث أو ' اللهو الخفي ' الذي لم يحدده أحد رغم أن الكثيرين أشاروا لكونه المسئول الأول عما حدث , وقد تحمل اللهو الخفي مسئولية قتل العشرات واصابة الآلاف .. ولايزال الجميع يعجز عن معرفته .. أو بشكل أدق لا يرغب في الكشف عنه ، فأين أختفي هذا " اللهو " .. أم أنه لا يظهر إلا في المناسبات العامة فقط ؟! . وقد ظل مصطلح ' اللهو الخفي ' مثل كرة الثلج التي تكبر بمجرد انتشارها لدرجة أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء أكد أن هناك طرفا ثالثا يتحكم في أمور البلاد , لكن البعض يتهم فلول الحزب الوطني خارج السجن وداخله وبعض رجال الأعمال الذين يخشون المحاسبة والبعض يتهم البلطجية وتجار السلاح بأنهم ' الطرف الثالث ' , بل إن البعض اعتبر وسائل الإعلام هي الطرف الثالث المحرض علي اشتعال الموقف .. بينما ألمح آخرون لبعض الدول العربية أو أمريكا , لكن الكاتبة سكينة فؤاد نائبة رئيس حزب ' الجبهة الديمقراطية ' قالت : إن مصطلح ' اللهو الخفي ' هو اهانة لكرامة الشعب المصري وإهانة لاجهزة التخابر المصرية , معللة ذلك بأن مصر ليست دولة صغيرة لكي يستعصي عليها معرفة مقومات الخطر , ووصفت من له عداوة مع الثورة بأنه ' اللهو العلني ' وليس الخفي , وقالت : إن ذلك اللهو العلني لا يعرف قيمة الثورة عند المصريين , كما أن رموز النظام السابق يستغلون جهل المواطنين الذين حرموهم من حقوقهم , وهذا ' اللهو العلني ' هم قيادات ورموز النظام السابق الذين يديرون مؤامرة للقضاء علي الثورة وليس مجرد ثورة مضادة كما يسميها البعض , إلي جانب بعض الانظمة المستبدة التي لا تريد النور للثورة المصرية , بالاضافة الي الامريكان والصهاينة , لكن كل هذا تتضاءل قيمته اذا استطاع القائمون علي ادارة مصر ان يضعوا ايديهم في ايدي المصريين بعيدا عن اي تهاون في تنظيم المرحلة الانتقالية , واضافت : أن من حرق مجلس الشعب وغيره هو الذي يمتلك السلطان المستبد حتي لا ينهض الشعب , لكنني في نفس الوقت أثق بالقيادة الامنية التي يجب عليها ألا تسمح بذلك , كما أطالب الثوار بأن ينتبهوا إلي المؤامرة العلنية وليست الخفية . واكد الدكتور عمرو حمزاوي النائب بمجلس الشعب انه لابد من محاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الانسان او ما يسمونهم باللهو الخفي امام هيئة قضائية خاصة وبصورة علنية وفورية وحماية حق التظاهر والاعتصام السلمي بعد الاحداث المريرة التي شهدتها مصر خلال الاشهر الماضية من سقوط شهداء وجرحي وتكرر الاعتداءات علي كرامة المصري واتلاف المنشآت العامة والخاصة , ودعا حمزاوي الي ضرورة استيعاب النقاش القائم حول تبكير الجدول الزمني الخاص بانتخابات الرئاسة والذي يهدف الي انتقال السلطة من الجيش الي الشعب وتسليمها بشكل سلمي بحيث يعود الجيش الي ثكناته وسيعرض علي الرأي العام بشكل شرعي , واضاف حمزاوي : ان الايادي الخفية هي السيناريو الذي يوضع لتفتيت الجيش بهدف ايجاد الفوضي وعدم الاستقرار , لذا يكون النقاش بين جهتين شرعيتين هما المؤسسة الشرعية المتمثلة في مجلس الشعب والجيش الذي يعد مسئولا في السلطة التنفيذية , مؤكدا ان هذا النقاش لا يعني المساس بكرامة الجيش المصري العظيم . ومن جانبه اعتبر اللواء فؤاد علام الخبير الامني أن الجهات الاعلامية هي الطرف الثالث او اللهو الخفي المحرض علي اشتعال العلاقة واحتقانها بين المواطنين والمجلس العسكري , واكد ان التوجه الاعلامي كل همه اشعال النار بين الطرفين من خلال شاشات التليفزيون , وأضاف : لم اشاهد جهازا إعلاميا يعالج القضايا بموضوعية .. والاعلام يمثل الجهات الداخلية والخارجية التي تشعل الفتن وتزيد الاحتقان , والمرحلة الحالية لا تحتاج للتصارع بين القوي السياسية وان وجود اخطاء لا يعني إلقاء المولوتوف وحرق مؤسسات الدولة . أما الكاتب الصحفي وائل قنديل مدير تحرير جريدة الشروق فيقول : الطرف الثالث فرض نفسه علي ادق تفاصيل حياة المصريين وصار اللاعب الرئيسي في كل السيناريوهات والمخططات والألاعيب التي لم تتوقف منذ مارس الماضي , وقد قدم خدمات جليلة لجماعة الحكم في مصر بعد الثورة علي نحو يشعرك بانه لو لم يكن موجودا لاخترعوه حيث استخدم كملاذ آمن للتهرب من جرائم واضحة وضوح الشمس حتي بات عنصرا اساسيا في معادلة الحكم والادارة خلال المرحلة الانتقالية لا يمكن الاستغناء عنه الي الحد الذي دفع البعض لاعتباره الطرف الاول والاقوي في حكم البلاد الآن .