مطرب يبحث عن التميز لأنه مفتون بالأفكار الجديدة, لا يجيد الكلام في السياسة ولكنه يتمني أن يحقق كل شعب ما يريد, يؤكد أن تنامي التيارات الدينية لن يؤثر علي نجوميته خاصة في مصر, ولا يفكر أن يغامر بالخوض في أول تجربة سينمائية لأنه حقق رصيدا كبيرا عند الجمهور لا يمكن أن يغامر به.. وائل جسار رفض الكلام في السياسة لسبب سنعرفه بعد قليل.. كيف تري نجاح ألبومك الأخير لدرجة أن بعض النقاد وصفوه بأنه واحد من أفضل الألبومات علي مدار الثلاث سنوات الماضية ؟ الحمد لله هذه نعمة من عند ربنا لا تأتي من فراغ لكنها نتاج مجهود كبير وتفان في الألبوم وأنا أحب دائما أن أعمل علي أفكار جديدة , وأن تكون الأغنية بها موضوع مختلف وطبعا المهمة تزداد صعوبتها كل مرة , حيث أحاول بكل جهدي ألا أقع في فخ التكرار .. فكل أغنية أدرسها علي حالها وبالتأكيد الناس والمستمع يتذوق هذا المجهود بعناية ويستشعره في كل عمل والفضل يعود لله أولا وأخيرا . وما هي خطة العمل لكل ألبوم؟ أعمل طوال العام دون توقف حيث إنني أحضر للألبوم الجديد فور الانتهاء من الألبوم السابق عليه , ودائما مشغول بفكرة التجديد سواء علي مستوي الكلمة أو اللحن أو حتي الأداء , لأن الفنان لابد أن يكون دائما محل تطوير من ذاته ويعمل علي نفسه حتي يجذب الجمهور في كل مرة , لذا دائما أعمل علي الأفكار الجديدة لأن الفنان إذا كرر نفسه سيكون عمره الفني قصيرا وهو خطأ لا أحب الوقوع فيه لذلك أحرص باستمرار علي أن تكون في ألبوماتي أغنيات ترضي جميع الأذواق وأكون سعيدا جدا عندما أري جمهوري ليس من الشباب فقط بل من كبار السن أيضا . لكن تعاونك المستمر مع الثنائي وليد سعد ونبيل خلف ربما يقتل روح التجديد التي تبحث عنها دوما؟ ليس بالضرورة ولكن ليس معني أنني احرص علي وجود الشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد معي ألا يكون هناك بعض الكتاب والملحنين الآخرين لإحداث التنوع .. إنما الحقيقة أن اي فنان عندما ينجح ويجد ما يروق لجمهوره مع ناس معينين يحب أن يعيد التجربة والحمد لله تكون ناجحة دائما بل أنجح من المرة السابقة عليها مادام هناك دائما جديد لديهم ولا نكرر أنفسنا وهذا الأمر ليس جديدا علي أي فنان وإذا رجعنا سنجد أن العندليب دائما ما كان يتعاون مع بليغ حمدي ومحمد الموجي , وهذا ليس خطأ ولا يتعارض مع تجدد الفنان لأنه دائما يبحث عن الجديد في الكلمة واللحن ويرتاح في التعامل معهم أو أنهم يفهمون ما يرغب فيه والحمد لله بيننا كيمياء في التعامل . هل أنت كل دقيقة شخصية مثلما جاء ألبومك الأخير؟ كل واحد منا معرض أن يكون مزاجه متقلبا بفعل الأحداث أو بعض المواقف التي يتعرض لها وهذا أمر طبيعي وأنا كأي إنسان أتأثر بما حولي فأحيانا أكون سعيدا أو غاضبا أو قلقا أو متضايقا ولكنني لست شخصا متقلب المزاج فجأة , وأنا أعيش وأشعر بكلمات كل أغنية أقدمها لجمهوري ولكن ليس كل الأغنيات تعكس واقعي الشخصي . فكرة ظهورك في فيلم 365 يوم سعادة مع أحمد عز هل ولدت لديك الرغبة في تقديم فيلم غنائي ؟ في الفيلم قدمت شخصيتي الحقيقية وبالتالي لم أظهر فيه كبطل سينمائي بل ظهرت كوائل جسار وقد طلب مني صديقي المخرج سعيد الماروق أن أشارك بهذا الجزء في العمل ووافقت بناء علي رغبة واعتزاز مني بأعماله الراقية , ورغم أنني تلقيت أكثر من عرض سينمائي إلا أنني اعتذرت لأنني أجيد تقديم مشاعري وأحاسيسي من خلال أغنية لكن ربما لا أكون ممثلا جيدا ولا أحقق في التمثيل ما حققته مع الغناء فهذه خطوة لابد أن تكون محسوبة بعناية حتي تضيف لرصيدي الجماهيري ولا تسحب منه . لماذا لم تقدم حتي الآن ألبوما غنائيا للأطفال؟ هذا الأمر مطروح بالطبع وهذه الفكرة واردة جدا وكثير من الناس طالبوني بها وإن شاء الله سوف تطبق قريبا لأنني أعمل عليها خاصة بعد تجاوب الأطفال مع البومي الديني بصورة أثارت حماسي . لماذا تأخرت فكرة تقديم دويتو؟ الفكرة قائمة وسأكون سعيدا عند تقديمها ولكن الوقت ربما لم يحن بعد وهناك العديد من الأصوات التي تدخل قلبي ومليئة بالإحساس ربما تكون أولها شيرين عبد الوهاب و أصالة وآمال ماهر وكارول سماحة ويارا وكلها أسماء تغني بإحساس كبير وبالتأكيد سأكون سعيدا بالتعاون معها . تقديم ألبومين خلال عام واحد , ألم تر أنها مغامرة بالنسبة لك خاصة في ظل الأحداث التي مرت بها العديد من الدول العربية؟ في الحقيقة لابد أن يتمتع الفنان بحس المغامرة وهذا إحساس ممتع ولكن عندما تكون المغامرة محسوبة ومدعمة بالتوفيق من الله إذن فلم أشعر بالقلق , لأنني اجتهدت في الألبومين علي السواء خاصة وأن كلا منهما مختلف عن الآخر فالألبوم الأول ألبوم ديني للأطفال والكبار أيضا والحمد لله حقق توزيعا كبيرا ونجاحا لدي الناس وهذا ما أسعدني وجعلني أكثر حماسا لطرح الألبوم العاطفي ' كل دقيقة شخصية ' والحمد لله فاز في العديد من الاستفتاءات بأنه أفضل ألبوم في عام 2011. كيف تري الثورات العربية؟ صعب أن يلتقي الفن مع السياسة وأفضل ألا أتكلم في غير الذي أفهم به ولكنني أتمني أن تحقق الشعوب أحلامها وأن تصل إلي أوضاع ترضيها فنحن فنانون ولكننا في النهاية مثل كل الناس ومطالب الناس مشروعة فهي تريد الحرية وتسعي إلي أهداف معينة وأهم حاجة فيها هي لقمة العيش . هل تنامي التيارات الإسلامية في العديد من الدول وخاصة التي شهدت ثورات يقلق مستقبل وائل جسار خاصة في مصر؟ كل بلد من حقه أن يختار بحرية ما يناسب ويخدم أهدافه , وتنامي التيارات الدينية لا يقلقني علي الإطلاق فالشعوب أصبحت واعية ولا يمكن أن يفرض أحد عليها مالا تريد , وأنا لا أخشي علي جمهوري أو مستقبلي الفني لأن الإسلام دين يسر وتقوي وحسن المعاملة , فضلا عن أنني أقدم فنا هادفا ومحترما ليس فيه ما يجعلني أخشي علي مستقبلي .