بدأ مساء أمس في مدينة الأقصر بجنوب مصر أول مهرجان للسينما الافريقية في البلاد بموكب في نهر النيل يضم سفينتين تحملان دبلوماسيين وفنانين أفارقة توجهوا بعد ذلك إلى ساحة معبد الأقصر حيث بدأ حفل الافتتاح. وفي الطريق إلى الحفل قص وزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد ومحافظ الأقصر عزت سعد شريط الافتتاح على شاطئ النهر. وفي حفل الافتتاح حضرت الاحتجاجات الشعبية التي أجبرت الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم يوم 11 فبراير شباط 2011 إذ قال رئيس المهرجان سيد فؤاد إن مهرجان الأقصر للسينما الافريقية "ثمرة من ثمار ثورة 25 يناير المجيدة" التي وجهت مصر مرة أخرى إلى عمقها الافريقي. وأضاف أن نظام مبارك أبعد مصر عن "حاضنتها وقارتها الأم... نحن نحتاج إلى دفء قارتنا العظيمة كما تحتاج هي إلينا وتفتقدنا فمرحبا بتنافس يرقى إلى تكامل." وقال عبد الحميد إن المهرجان "حدث فني وثقافي بالغ الأهمية" إذ يمثل إطلالة لمصر على جنوبها بعد إهمال طويل "بفعل آثم" مشددا على أن المهرجان جزء من أنشطة مصرية تسهم في "تصحيح البوصلة وتعديل المسار... في زخم ثورة 25 يناير المجيدة التي صححت المسار" على كثير من الأصعدة الثقافية والسياسية. وشدد سعد وهو سفير سابق على دور المهرجان -الذي يستمر ثمانية أيام وتشارك فيه أفلام من 34 دولة افريقية- كجسر للتواصل والتعاون والانطلاق نحو آفاق أرحب "على طريق تكامل افريقيا". وكرم المهرجان في الافتتاح المخرج المصري داود عبد السيد. وعرض فيلم الافتتاح الاثيوبي (تيزا) للمخرج هايلي جريما الذي سيكرم في حفل الختام. وقدمت مديرة المهرجان عزة الحسيني درع المهرجان إلى المخرجة الشابة عايدة الكاشف ابنة المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف (1952-2002) الذي يهدي المهرجان دورته الأولى إليه هو والممثل الراحل سوتيجي كويتي (1936-2010) من بوركينا فاسو. ويتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة 17 فيلما من السودان وتونس والجزائر والمغرب وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب افريقيا وبنين وبوركينا فاسو وساحل العاج ومالي ومصر. أما مسابقة الأفلام القصيرة فيتنافس فيها 25 فيلما من تونس والجزائر والمغرب وموزمبيق وناميبيا والنيجر والسنغال وبوركينا فاسو والكاميرون والكونجو وغانا وكينيا وجنوب افريقيا ومدغشقر وزامبيا ومصر. ويعرض المهرجان في قسم عنوانه (سينما الجنوب المصري) خمسة أفلام هي (المومياء) لشادي عبد السلام و(الهروب) لعاطف الطيب و(شيء من الخوف) لحسين كمال و(عرق البلح) لرضوان الكاشف و (الطوق والاسورة) لخيري بشارة. وينظم المهرجان ملتقى للطلاب والدارسين الشباب بمشاركة 35 طالبا افريقيا بعضهم من طلبة قسم الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بالأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة. وأصدر المهرجان كتابين هما (قاموس مخرجي السينما في المغرب) للناقد المصري سمير فريد و(سينما افريقيا السوداء) تأليف نواشوكو فرانك أوكاديك وترجمة المصري محمود علي. ويرى كثيرون أن هذا المهرجان فضلا عن بعده الافريقي يعيد الثقة إلى الأنشطة الفنية والثقافية الدولية بمصر بعد إلغاء معظمها العام الماضي بسبب تدهور أمني أعقب الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك. إلا أن مصر بعد مبارك قامت بخطوات نحو الانفتاح على إفريقيا بدأت بما سمي بوفد الدبلوماسية الشعبية إلى اثيوبيا في ابريل نيسان 2011. وتنظم المهرجان مؤسسة شباب الفنانين المستقلين ومحافظة الأقصر. ومؤسسة شباب الفنانين المستقلين مؤسسة لا تهدف للربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006 وبعد ثورة 25 يناير نظمت أنشطة في القاهرة والمحافظات عنوانها (الفن ميدان) كما شاركت في ديسمبر كانون الاول 2011 في تنظيم احتفالات في القاهرة والإسكندرية والأقصر بمناسبة مئوية نجيب محفوظ (1911-2006) باعتبارها عضوا في ائتلاف الثقافة المستقلة.