وسط " المولد الإعلامي " الذي نعيشه هذه الأيام من تعدد الفضائيات بتوجهاتها المختلفة وكثرة البرامج الحوارية .. أستطاع الإعلامي عمرو الليثي أن يفرض لنفسه نوعا مختلفا من النجاح .. وكان دائما يسير عكس التيار ليصنع المفاجأة خاصة من خلال برنامج "واحد من الناس" والذي جسد صورة الإعلام التنموي بغلاف مصري صميم ، وأخيرا فاز بجائزة أفضل برنامج يتناول قضايا التنمية البشرية من اليونسكو.. يقول عمرو الليثي: هذا النوع من الجوائز الدولية لا يصلح أن يقوم شخص أو دولة بالترشح لها .. فلابد أن تقوم جهة دولية سواء اتحاد دولي أو أفريقي أو أوروبي بترشيح شخص ما ، وفوجئت بأن اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس الذي يمثل جميع الإذاعات والتلفزيونات العربية سواء الحكومية أو الخاصة أختار برنامج "واحد من الناس" للترشيح لجائزة اليونسكو .. وكانت حيثياته مبنية على جرأة البرنامج وطبيعة موضوعاته التي تخدم فئة المهمشين والفقراء في مصر وتلقيت خبر الترشيح بمنتهى السعادة، وعشت المرحلة الصعبة حينما شعرت بالاقتراب من الفوز وحتى تلقيت الخبر ، فسافرت إلى باريس لأقول كلمة مصر باللغة العربية وسط جميع الوزراء المفوضين من دول العالم وممثليها واستلمت الجائزة وكنت سعيدأً بأن مصر وصلت لهذه المكانة الدولية من التفوق الإعلامي . ويضيف قائلا: الحقيقة واجهتنى ضغوطاً كثيرة جدا بسبب هذا البرنامج خاصة مع الحكومة بسبب أن بعض وزرائها كانوا غير راضين عنه وخصوصاً عن فقرة العشوائيات .. ولكن هناك وزراء آخرين دعموني فلا أستطيع أن أنسى دعم كلا من أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وهاني هلال وزير التعليم العالي والفنان فاروق حسني وزير الثقافة فقد حصلت على دعم جهات رسمية بالدولة، ولكن هناك بعض المسئولين الذين يتضايقون بسبب كشف سلبياتهم ، ولذلك هناك ضغوط كثيرة مورست عليّ وعلى إدارة المحطة لكي ألغي فقرة العشوائيات ولكننا رفضنا أن نمتثل لها وحينما جاءت الجائزة كان ذلك في وقت تضاعفت فيه الضغوط فشعرت بالفعل أنني أسير في الاتجاه الصحيح. أما عن سبب هذه الضغوط فهو يرى أن الحكومة ليس لديها سعة صدر وتريدنا فقط أن نجمل فيها .. وحين يكون مرتب الخريج 99 جنيهاً ، وعندما يشرب المواطنون مياه مجاري في بعض القرى والعشوائيات ويصل سعر كيلو اللحمة إلى 90 جنيهاً وحينما يسير التعليم على قدم سليمة وأخرى عرجاء وحينما يصل نظام العلاج لدرجة أن 70% ممن يدخلون المستشفيات الحكومية لا يستطيعون الحصول على الدواء .. فطبيعي أن أنتقد الحكومة في هذا البرنامج وطبيعي أنها بالتأكيد غير راضية عني ولكني أفعل ذلك للصالح العام ، وعموما ما أعرضه يعرض على كل القنوات وفي التلفزيون المصري فزميلنا الأستاذ محمود سعد في برنامج مصر النهارده أو لميس الحديدي في برنامج "من قلب مصر" يتعرضون لمشاكل العشوائيات فهل هم يسيئوا لسمعة مصر؟!، بالطبع لا.. ولكن الذي يسئ لسمعة مصر هو هذه الأوضاع وليس من ينقلها . شاهدوا نص الحوار بالفيديو