( لو مت لفوني بعلم مصر وصلوا عليا في ميدان التحرير واتبرعوا بقرنيتي لأي حد من مصابي الثورة ) هذه كانت الرسالة التي أرسلها أنس محي الدين 14 سنة طالب في أحد المدراس الخاصة بالسادس من أكتوبر الي صديقه عبدالرحمن القاضي .. عبد الرحمن تلقي الرسالة باستغراب ورد عليه ( متخفش مش هتموت دلوقتي أمال هتخانق مع مين ..) وعندما ذهب أنس برفقة أصدقائه عبدالرحمن وأحمد السيد الي بورسعيد لتشجيع فريقهم المفضل النادي الأهلي لم يكن يتخيل أن يعود إلي أهله في تابوت ولم يكن يتصور أن تنفذ وصيته بهذه السرعة .. ففي ميدان التحرير تقف وعد حسن زميلة أنس في الدراسة وترفع لافته ( ارتاح يا أنس حقك مش هيروح ) ، ووسط الغازات المسيلة للدموع وحالات الاختناق الجماعية أصرت وعد علي الوقوف لتصل رسالة الي المتظاهرين أن أصدقاء أنس لن يتركوا حقه وقالت لنا أن أنس كان أطيب ولد في الفصل وعمره ماعمل مشكلة ما حد ولم يكن يترك ولا مبارة للأهلي إلا ويحضرها لأنه كان يعشق أبو تريكة ونفسه يشوفه ، وعمره ما رمي طوبة ولا تشاجر مع أحد ، هو كان رايح بورسعيد ومعه بعض اصحابنا في الفصل ليشجعوا وللأسف أنس استشهد وعبدالرحمن أصيب في رأسه وأحمد قدمه مكسورة وأنا هنا عشان أسأل المجلس العسكري : أنس عمل ايه عشان يموت ؟ ولد عنده 14 سنة يموت وراجل عنده 84 سنة محتارين يخرجوه براءة من قضية قتل ازاي؟ وأضافت : حق أنس مش هيضيع أبدا واحنا صحابه وهننزل كل يوم الميدان لغاية ما حقه يرجع واحنا اتفقنا نعمل يوم نختم فيه القرآن في النادي الأهلي علي روح أنس وأرواح كل شهداء بورسعيد ، أما والد أنس والذي رفض الحديث مع أي وسيلة اعلامية فقال : أنا هعمل عزاء ابني واللي عاوز يعزيني ييجي .. ده ابني الوحيد وحقه مش هيروح .