صناع المسلسلات لم يكتفوا بالسطو علي الافكار وسرقوا البوسترات أيضا الدراما المصرية تغوص في بحر الاقتباس، ترتمي في أحضان التكرار، تقتل بأيديها الإبداع، والتجديد والابتكار، هذا العمل وجهًا آخر لذاك العمل، هذا المسلسل رواية شبيهة لذاك المسلسل، حتى نصل إلى ساحة السرقة، فهنا نجد هذا البوستر كان لمسلسل آخر، وهذا السيناريو كان لمؤلف آخر، لوحات نقتبسها دون أن ننسبها إلى أصحابها .. سرقة مجهود الآخرين وعدم احترام حقوق الملكية الفكرية أصبح ظاهرة الدراما الرمضانية هذا العام. فالدراما المصرية أصبحت غير ذي قبل، ورائحة مصر الأصلية لم تعد فيها الآن؛ فكل ما نستنشقه منها الآن الخداع، الكذب، السرقة. في هذا التقرير ترصد "أخبار الحوادث" الاتهامات الموجهة لبعض الأعمال الدرامية، والتي وصلت لساحات المحاكم. يعد مسلسل زي الشمس هو الأكثر جدلًا، والحاصد على الكثير من الاتهامات، بداية من عدم احترام حقوق الملكية الفكرية، وسرقة السيناريو، عدم مراعاة حرمة الموتى، نهاية بعدم تقدير مجهود الآخرين. البداية كانت مع المخرجة كاملة أبو ذكري، التي انسحبت من المسلسل، ومع بداية عرض المسلسل لم يتم وضع اسمها على التتر، أو الإشارة إليها، ومن هنا بدأت المناوشات على مواقع التواصل الاجتماعي بينها وبين المخرج سامح عبد العزيز. وبعد أن حاز المسلسل إعجاب الجماهير، وجه عبد العزيز الشكر لهم، الأمر الذي أثار حفيظة كاملة، وعبرت عن استيائها مما حدث من خلال منشور على صفحتها الشخصية تتهمه فيها بسرقة مجهودها وعملها، ونسبه لنفسه. نبش القبور كارثة أخرى ارتكبها صناع المسلسل، وفجرتها الفنانة نجلاء بدر، بأنهم استخدموا مقبرة والدها أثناء مشهد دفن فريدة التي تقوم بدورها الفنانة ريهام عبد الغفور، وصرحت قائلة بأن التصوير تم دون موافقة منهم، وأن ما تم هو أنهم اتفقوا مع حارس المقبرة مقابل إعطائه ألفين جنيه، وعلى الفور حررت محضرًا ضد صناع المسلسل، وأكدت أن عائلتها ستتخذ الإجراءات القانونية تجاه كل من تسبب في هذه الواقعة، بينما على الصعيد الآخر نفى صناع المسلسل علمهم بأن المقبرة خاصة بعائلة الفنانة نجلاء بدر، وأن في مثل تلك الحالات يتم الاتفاق مباشرة مع حراس المقابر. سيناريو مسروق جدل آخر أثير حول سرقة قصة مسلسل زي الشمس من مسلسل إيطالي "ذا سيستر"، ولم يكتف صناع العمل بأخذ الفكرة فقط، بل استعانوا بنفس استايل اللبس والمظهر والملابس والألوان والديكور، وكأننا نقول "وداعًا للإبداع أو للابتكار". هالة الشاروني ومريم حتحوت، شابتين في مقتبل العمر، تعشقان الرسم وذاع صيتهما في مجال الرسوم التعبيرية، أصابتهما الدهشة عندما علما بأن مسلسل زي الشمس استعان بلوحاتهما دون موافقة أو إذن منهما، ولكن كانت الكارثة الكبرى وهي استنساخ اللوحات وتزويرها. فتقول هالة الشاروني: "الحكاية بدأت عندما اتصل بي أصدقائي لتهنئتي على ظهور لوحاتي بهذا المسلسل، ولكن أصابتني الدهشة، وأخذت أشاهد تلك الحلقات، وبالفعل اللوحات نسخة طبق الأصل من لوحاتي أنا ومريم حتحوت، ولكنهم بحجم أصغر، أول ما جاء في ذهني هو أنه تم طباعتهم، حيث أن لوحاتي تم بيعها منذ ما يقرب من عام ونصف، ولكن فاجأتني مريم، بأنها تلقت اتصال تليفوني من صناع العمل يسألوها عن لوحة بعينها، وعندما أخبرتهم أنه تم بيعها، وأنها على أتم الاستعداد لإعطائهم لوحات أخرى دون مقابل مادي، ولكن صناع المسلسل استعانوا بأحد الشخصيات وأغروه بالمال، لتزوير اللوحات، وفي النهاية يكتب اسمه علي تتر المسلسل بأنه فنان تشكيلي، تواصلت معهم تليفونيًا وفي البداية أنكروا ولكنهم اعترفوا في النهاية بفعلتهم، وكان لي شرطين حتى يعود حقنا، الأول أن يكتب على التتر بأن اللوحات مستنسخة من أعمالي أنا ومريم، وهذا الشرط تم تنفيذه منذ الحلقة ال 14، أما عن الشرط الثاني فكان هو حرق تلك اللوحات، وتم تأجيل هذا الشرط حتى ينتهوا من تصوير حلقات المسلسل، وفي حالة عدم تنفيذه سوف أقاضيهم". حكايتي أما عن هذا المسلسل، فقد تقدمت الكاتبة نور عبد المجيد برفع دعوى قضائية لوقف عرضه، وذلك لاقتباس قصته من روايتها "لاسكالا" التي صدرت عام 2016، وعبرت أيضًا عن استيائها مما حدث عبر صفحتها الشخصية، ولكن جاءت التعليقات حاملة رأيين متناقضين، فالأول يرى أن المسلسل بالفعل نسخة طبق الأصل من الرواية، بينما الثاني يرى أنه ليس هناك تشابه بين المسلسل والرواية سوى معاناة البطلة مع أهلها ومحاولة نجاحها. لكن الجدير بالذكر أن بوستر مسلسل حكايتي مأخوذ عن فيلم أجنبى "ذا دريس ميكر"، وظهرت فيه الفنانة ياسمين صبري بطلة المسلسل بنفس استايل لبس الفنانة الأصلية للفيلم الأجنبي، حتى أن ماكينة الخياطة كانت نفس الماركة. لمس أكتاف ضرب هذا المسلسل بحقوق الملكية الفكرية عرض الحائط، واستباح صناع العمل لأنفسهم استخدام صور شخصيات عامة وإظهارها داخل المسلسل دون إذن منهم، وهذا ما حدث مع الإعلامية منى أبو شنب، عندما ظهرت صورتها في أيد الفنان فتحي عبد الوهاب في أحد المشاهد. فصرحت أبو شنب ل "أخبار الحوادث" قائلة: "تلقيت اتصالات من معارفي ليبلغوني بظهور صورتي في أحد مشاهد مسلسل لمس أكتاف، أصابتني الدهشة، وأسرعت لمشاهدة تلك الحلقة، وبالفعل وجدت صورتي ظاهرة بوضوح، لم انتظر التواصل مع صناع العمل، وحررت محضرًا بقسم العجوزة ضدهم، وأنا أرى أن ما حدث يعد تشهير بي، لذلك انتظر حقي الأدبي مما حدث". موسيقى قابيل لم يخل مسلسل قابيل من اتهامه بالسرقة على الرغم من النجاح الكبير الذي ناله، حيث نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا يتهم فيه صناع المسلسل بسرقة الموسيقى من مسلسل ألماني. ومن بين كم هذه الاتهامات والمخالفات التي لا تمت للابتكار أو المهنية بصلة، يثبت لنا بأنه لا دراما في رمضان هذا العام ولا عزاء للمشاهدين.