الدولة بكل قياداتها تقف علي أطراف أصابعها قبل أيام من انطلاق كأس الأمم الإفريقية يوم الجمعة القادم.. الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بتوفير جميع الإمكانات الإدارية واللوجستية لإنجاح البطولة باعتبارها الحدث الرياضي الأضخم في تاريخ القارة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلي 24 فريقا كما انها تواكب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لهذا العام.. وفي الوقت الذي قام فيه رئيس الوزراء مصطفي مدبولي بمتابعة اللمسات الأخيرة لاستعدادات ستاد القاهرة لحفل الافتتاح ولقاء مصر الأول مع زيمبابوي نجد جهات أخري تجر البطولة للخلف في مهاترات لا طائل منها »بخناقة» حول هل يستكمل الدوري قبل أو بعد البطولة.. والحقيقة أن اتحاد الكرة اضطلع بمسئولياته الوطنية - ربما لأول مرة - وهو يقرر إقامة المباريات المتبقية من عمر البطولة بعد المونديال الإفريقي بعد ان حال الوقت دون استكمالها قبله.. ومن المؤكد أن الدولة من قمة الهرم السياسي والإداري كانت حاضرة في هذا القرار الذي كاد أن يشتت المنظومة ويفسد هذا العمل العظيم.. وقد أصدر الاتحاد بيانا جديرا بالاحترام وهو يفند قراره باستكمال الدوري بعد الأمم الإفريقية مؤكدا تقديره لطلب الأهلي وهو حق مشروع له ولكل الأندية كما انها رغبة الاتحاد أيضا لكن اقتراح اقامة المباريات بدون الدوليين اصطدم بضرورة موافقة كل الأندية وهو ما لم يتحقق وقد يعرض المسابقة لعدم القانونية والبطلان.. وقد خاطب الاتحاد »الكاف» بتأجيل عملية القيد الإفريقي إلي شهر أغسطس القادم، وهو متأكد من الاستجابة نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها الكرة المصرية هذا الموسم في ظل موافقته علي استضافة المونديال وإنقاذه من الفشل المؤكد بعد عدم وفاء الكاميرون بالتزاماتها في التنظيم واعتذار المغرب ومبالغة جنوب افريقيا في الأمور المادية في عملية التسويق.. وقد بذلت مصر جهدا جبارا في تجهيز الملاعب في زمن قياسي (أربعة أشهر) بجانب توفير الامكانيات المادية والفنية التي تجعل منه حدثا استثنائيا في القارة.. وقد طالب الرئيس الحكومة بأن تجعل من الحدث فرصة جيدة للدعاية لمصر سياحيا واقتصاديا وأن تحقق جانبا كبيرا من العوائد المادية التي قد تغطي التكاليف وتفيض بعد ان تحولت الكرة إلي الدجاجة التي تبيض ذهبا.. ولم تكن فتنة الدوري هي الأزمة الوحيدة التي تواجه خطر التنظيم المثالي للبطولة فقد تحدث البعض عن وجود أزمة في جهاز المنتخب الوطني خلال معسكره بالإسكندرية بعد أن منح أجيري المدير الفني محمد صلاح إجازة عشرة أيام بعد فوزه مع ليفربول بدوري الأبطال الأوروبي والانضمام للمعسكر.. وقيل إن إيهاب لهيطة المدير الإداري كان وراء الأزمة بإدلائه بتصريح يراه البعض غير مبرر عن عدم تحديد موعد لانضمام صلاح وقد تسبب في تشويه صورة اللاعب في عيون الجماهير وكأنه يتعالي علي منتخب بلاده وزملائه رغم أن اللاعبين متعاطفون مع زميلهم النجم بدليل إعدادهم لاحتفال كبير يليق به بعد انضمامه تقديرا لعطائه مع المنتخب والفوز بأكبر بطولة أوروبية.