صفحات مضيئة في تاريخ الدعوة قدمها الشباب المسلم طوال تاريخه، كما حملوا علي عاتقهم نشر رسالة الإسلام بالموعظة الحسنة وبالرفق واللين دون صراخ.. ولا يزال شباب الدعاة يقومون بواجبهم التنويري في كل المنابر المصرية والعالمية.. وكان هذا الحوار مع الداعية الشاب إبراهيم محمد رضا، إمام وخطيب مسجد »آل مصطفي أو الجامع الأبيض» بمدينة الشيخ زايد.. وأحد أعضاء المنتدي الدولي لحوار الأديان: • كيف تستقبلون أنتم كدعاة للأمة الاسلامية شهر رمضان الكريم ؟ - بالتأكيد نحن كدعاة كان لدينا استعداد خاص في وزارة الأوقاف لاستقبال أيام وليالي شهر رمضان بتقديم جرعة دينية تعتمد علي كتاب الله وصحيح السنة الثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. أولا: التزام الإمام بصلاة التراويح وإلقاء درس خفيف. ثانيا : إلقاء الدرس اليومي عقب صلاة العصر يوميا والذي نطرح من خلاله كل ما من شأنه أن يحبب الناس في دين الله، ويحفز الجماهير علي محبة الوطن وبناء الدولة. ما كيفية الاستفادة من شهر رمضان المبارك في اتقان العمل ؟ - إن شهر رمضان فرصة نستغلها نحن الدعاة بأجندة خاصة لكي نعلم الناس أن الصيام لا يتعارض مع العمل والبناء، وأن رمضان ليس شهرا للكسل بل هو شهر لتربية النفس وغرس القيم الاسلامية الصحيحة في نفوس المسلمين لكي يستعيدوا مكانتهم بين الأمم وليس العمل وحده هو ما نركز عليه بل إجادة العمل واتقانه انطلاقا من قول النبي صلي الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). ضبط الفتاوي ما أهم ما يطالب به لضبط فتاوي الفضائيات التي قد تثير البلبلة بين الناس ؟ - ضبط الفتاوي في الفترة الأخيرة كان حديث المجتمع، وقد اهتم المسئولون بهذا الأمر اهتماما بالغا وصدرت عدة توجيهات تصب كلها في مصادر الدعوة الإسلامية. علي سبيل المثال تصدت وزارة الأوقاف بكل حزم لمن يصعد المنبر وهو غير مؤهل وكذلك من يظهرون علي شاشات الفضائيات داخل مصر لا بد أن يكونوا من أهل التخصص. وهذا صداه يكمن في تفعيل ما يسمي بميثاق الشرف الإعلامي، وبالفعل بدأت الأمور تتغير نتيجة لهذا الجهد المبذول ومحاصرة أصحاب الأجندات الخاصة والفتاوي التكفيرية المتشددة التي تستهدف بنيان هذه الأمة. ما رؤيتكم حول الدور الإعلامي للدعاة ؟ - الدور الإعلامي للدعاة من أخطر الأمور لأن الإمام من خلال الشاشة يصل إلي ملايين بل مليارات البشر في شتي بقاع الأرض. ومن هنا كان لزاماً علينا أن نقدم أفضل ما لدينا من العناصر المدربة والمؤهلة تأهيلا علميا صحيحا وهذا ما لمسناه في الفترة الأخيرة من خلال تقديم نخبة وكوكبة متميزة من دعاة وزارة الأوقاف المصرية. ما رأيكم في الدعاه الشباب ودورهم الإعلامي ؟ - الأوقاف تسعي لتقديم نماذج جادة من شباب الدعوة لأول مرة في تاريخ الدعوة الإسلامية حيث نجد هذا العدد الكبير من الشباب المستنير الذي يتم تأهيله من خلال الدفعة الأولي لأكاديمية الدعاة الدولية والتي تفرخ لنا جيلا جديدا من الدعاة يمتلك أدوات عنصرية لنشر الدعوة ويجيدون اللغات والتعامل مع شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ويستخدمونها كإحدي الأدوات العصرية للدعوة إلي الله. في الآونة الأخيرة نري علي مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفتاوي التي تؤثر في كثير من الشباب. كيف نضبط هذه الفتاوي ومن المسئول عنها ؟ - وسائل التواصل فيها مساحة يساء استخدامها من قبل بعض التنظيمات الإرهابية لنشر الفكر الهدام ومن هنا تنبهت المؤسسة الدينية ووقفت بالمرصاد لمثل هذا العبث الفكري وكما نقول الفكر لا يقاوم إلا بالفكر. لذلك اهتمت المؤسسة الدينية بالردود علي مثل هذه الفتاوي ونبهت الناس إلي خطورة مثل هذه المواقع المخربة. برامج اجتماعية وهل تسهم البرامج الدينية بالفضائيات في تقوية دعائم الوحدة الوطنية ؟ - أود أن أقول إن البرامج التي تقدم الفكر المستنير لا يشترط أن تسمي برامج دينية بل هي برامج اجتماعية تهتم في المقام الأول بغرس القيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرق وتبني ولا تهدم. علي سبيل المثال أننا ممن يميلون إلي مخاطبة الآخر المختلف في العقيدة أو المذهب أو العرف أو الجنس من خلال القواسم المشتركة التي نحتاج اليها مثل التعايش المشترك وحب الوطن والدفاع عن الأرض والعرض. كيف يتصدي الخطاب الديني للأفكار الرجعية؟ - علينا أن نعلم الناس أن أول من تصدي للفكر الرجعي في البيئة الإسلامية هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والدليل علي ذلك أنه لما كسفت الشمس بعد موت ابراهيم ابن النبي صلي الله عليه وسلم خرج بعض الناس وادعوا أن الشمس لم تطلع اليوم حزنا علي وفاة ابن النبي صلي الله عليه وسلم فما كان من النبي وهو الأب الذي فقد ولده إلا أن صعد المنبر وقال: »أيها الناس اعلموا أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد» وبهذا استطاع النبي أن يؤصل لفكرة المنهج العلمي في الدعوة وقطع الطريق علي أهل الخرافة من خلال الخطاب الديني المستنير المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم. كيف ترون من وجهة نظركم الرؤية المتوقعة لتجديد الخطاب الديني ؟ - أقول وبكل صراحة إن عملية تجديد الخطاب الديني ليست عملية سهلة ولكنها تحتاج إلي عدة أمور : أولها : أن نميز بين النص الديني والفكر الديني فبعض الدعاة يقدس آراء بعض المشايخ ويعتبر أنها مقدسة مع أنها نتاج لفكر بشري صرف صاحبها يخطئ ويصيب. ثانيا : استحداث ما يسمي بفقه الواقع من خلال اضافة بعض المكتسبات الفكرية الجديدة التي من شأنها أن تخرج لنا شخصا عصريا مستنيرا مثل الموضوعات الجديدة التي نركز عليها الآن كقبول الآخر وقبول حق الاختلاف وإضافة الانتماء للوطن إلي الكليات الخمس فأصبحت ستة كما وضح وزير الأوقاف. ثالثا : أعتقد أن الأكاديمية الدولية لتأهيل الدعاة بمدينة السادس من أكتوبر هي النواة الأولي لعملية التجديد في الفكر الديني من خلال تدريس عدة لغات أجنبية وقضايا فكرية وربط الدعاة بالواقع المعاصر وإطلاعهم علي كل ما هو جديد من أمر الدين والدنيا.