قال الشيخ محمد زكي أمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر إن شهر رمضان فرصة كبيرة يجب أن يستغلها المسلم لتعويض ما فاته خلال العام من عبادات وتقصير في العديد من الأمور الربانية. وأكد زكي أهمية استغلال الشهر الكريم في تربية الشباب وإعادة تأهيله مرة أخري من جديد أخلاقيا ودينيا لأنه شهر تعلو فيه الروحانيات بشكل كبير وتتأثر الروح بكل ما تستقبله من أعمال خير وهو ما يجب أن نستغله لنبعد أبناءنا عن التطرف الفكري. واستنكر الشيخ زكي بعض الفتاوي المتشددة وقال لأصحابها كفاكم كذبا وتضليلا علي الله, وطالب جموع العلماء بالتصدي لمثل هذه الفتاوي مؤكدا أن هذا دورهم حتي لا تنتشر الفتن في الأرض. كيف يستغل المسلم شهر رمضان لحصد أكبر قدر من الحسنات..؟ شهر رمضان يأتي مرة واحدة في العام, ليعطي فرصة لكل مسلم أن يعوض ما فاته من جمع حسنات طوال السنة, سواء كان عمل خير أو بر أو صلة الأرحام, أو صناعة المعروف, وكل أشكال عمل الخير, فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران ولله فيه عتقاء من النار عند الفطر كل يوم, ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار قد استوجبوا النار, وإذا كانت آخر ليلة من رمضان غفر الله للصائمين جميعا وأعتق رقابهم من النار, ولهذا يجب علي الإنسان أن يجمع كل أنواع الطاعات والبر والمعروف من حسن عبادة في رمضان, وكريم الذكر وشكر وإفطار الصائمين, وخدمة للمحتاجين وتلاوة القرآن وفهم يتبعه عمل صالح وسلوك أكرم. ما هي السلوكيات التي يجب أن يتعامل بها المسلمون بعضهم البعض خاصة في رمضان..؟ للمسلم علي أخيه المسلم حقوق كثيرة ليس في رمضان وحسب, وإنما طوال العام ولكن لأننا في شهر كريم فالتقرب إلي الله يكون أكثر, وعلي سبيل المثال وليس الحصر تفريج كرب المكروبين وغيث الملهوفين والتيسير علي المعسرين, فمن مشي في حاجة أخيه قضيت له أو لم تقض كان خيرا من اعتكاف عشر سنين في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم ومن اعتكف يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض, فقد جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم من أدخل علي أهل بيت من المسلمين سرورا لن يرضي الله له سرورا سوي الجنة, وأعظم وأحب الأعمال إلي الله عز وجل كما أخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم سرور تدخله علي أخيك المسلم كسد جوعته وستر عورته أو أن تقضي حاجته أو تيسر له أمرا, فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وطوبي لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر. كيف يمكن حماية أبنائنا من التطرف وكيف يمكن استغلال هذا الشهر الكريم لفعل ذلك..؟ لعمل ذلك نحتاج للعديد من الآليات لمواجهة الفكر المتطرف وحماية أبنائنا, جميعنا يعلم أن شباب مصروأطفاله مستهدفون من الجماعات المتطرفة, يحاولون بكل الطرق جذبهم لجماعاتهم ليتم استخدامهم في شتي نواحي التطرف والإرهاب, وهنا لابد من وجود خطاب ديني جديد يلقي قبولا لدي الشباب, فالتربية الإسلامية الصحيحة هي أول الحصون التي يمكن من خلالها حماية أبنائنا من الوقوع في الانحراف العقائدي الذي يؤدي إلي التطرف الفكري والجرائم الإرهابية, كما أن المؤسسات الدينية والمدرسة والأسرة جميعهم مسئولون عن خروج جيل خال من العقد النفسية التي تكون المرتكز الأول لجذب هؤلاء الشباب,الجماعات المتطرفة تبحث عن جوانب النقص والقصور في المجتمعات وتلعب علي حاجة الشباب للعمل وللنقود وتخترق أفكارهم من هذه الزاوية المهمة, ولهذا كان الاهتمام بالشباب واحتياجاته من أهم عناصر حمايته من التطرف, كما أن الشباب في شهر رمضان تكون نفوسهم مهيأة بشكل كبير لاستقبال النصائح والإرشادات وعلينا استغلال ذلك بعمل ندوات ولقاءات فكرية من خلالها نرشد الشباب للوسطية والاعتدال في كل الأمور وتعريفهم بسماحة الدين الإسلامي وقواعده الحقيقة بشكل كبير.. الشباب يحتاج خطابا دينيا جديدا بشكل يتماشي ومستجدات العصر. برأيك كيف يمكن مواجهة الفتاوي المتشددة التي أثرت علي شريحة كبيرة من المجتمع المصري بالسلب..؟ أولا أقول لأصحاب الفكر المتشدد والفتاوي الشاذة كفاكم كذبا وتضليلا علي الله والناس وعلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار, ويقول أيضا صلي الله عليه وسلم: من كذب علي ليس كمن كذب علي أحد, كما أن الكذب علي الله من المهلكات وقال الله تعالي ومن أظلم ممن افتري علي الله كذبا كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون,21 الأنعام]. ماذا تقل لأصحاب الفتاوي الغريبة في شهر رمضان..؟ أقول لهم اقبلوا علي ربكم وأدعو الله علي بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة, كونوا عبادا ربانيين, تبلغون أوامر الله لخلق الله دون تحريف, توجهوا إلي العلماء المختصين المأذون لهم بالفتوي وتعلموا منهم. كيف تري قصر الفتوي علي52 عالما من علماء الأزهر الشريف والأوقاف..؟ ليس هذا مرادا, إنما هو أمر لتنظيم عملية الفتوي التي تخص الأمن القومي للبلاد والعباد, فنحن بلد مؤسسات, وكل مؤسسة منوط بها عمل, ومكلفة برسالة, إن الفتاوي العامة التي تخص الشأن العام لا يتصدي لها إلا من أذن له بالإفتاء مثل مفتي الديار المصرية وكل من يعاونه كعلماء الأزهر الشريف المنتشرين في كل مدن مصر, وعلماء وزارة الأوقاف المختصين بالفتوي في مساجدهم ومن علي منابرهم,أما الفتوي إذا كانت شخصية أو اجتماعية فلا مانع أن توجه لأي عالم من العلماء الذين نثق فيهم ونعرف أنهم أصحاب علم ومعرفة,الفتوي ذات الاختصاص يسأل فيها أصحاب الاختصاص, لقد شربنا( العلقم) بسبب التضارب في الفتاوي الضالة والمضللة واستبيحت الأموال والدماء والأعراض وكدنا نسير في غابة القوي فيها يفترس الضعيف. وما دور العلماء في التصدي لمثل هذه الفتاوي..؟ علي علماء الأمة وحكمائها ودعاتها أن يتصدوا المثل هذه الفتاوي الضالة وعليهم أن يتصدوا للهجوم علي الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم لوقف مدهم المشئوم وتحصين الناس من مثل هذا.