أحيانا كثيرة نجد أن هناك البعض ينسي المصلحة العامة للحصول علي المصلحة الخاصة، وأنا لا ألوم هؤلاء في بعض الأحيان، ولكن.. كثيرا ما نجد أن ضرراً كبيراً يقع علي الوطن من جراء ذلك، وهو المرفوض تماما. أقول ذلك بمناسبة أحد الإعلانات التي نجدها تذاع يومياً علي القنوات التليفزيونية سواء الأرضية أو الفضائية ويذاع هذا الإعلان بكثرة، حتي أنه يذاع خلال البرنامج الواحد أو الفيلم الواحد أكثر من عشر مرات، هذا الإعلان خاص بإحدي شركات الصيانة لماركة من الغسالات، يقول إن الغسالة تتلف سريعاً بسبب استخدام المياه الملوثة، وأن هذه الشركة قادرة علي إصلاح التلف المتسبب من ذلك. الاعتراض ليس علي التسويق للشركة بأنها القادرة علي الإصلاح وأن الغسالة عندما تذهب إلي مكان آخر فإنها لا تصلح للأبد، كل ذلك جميل.. ولكن اعتراضي الوحيد هو الاتهام بأن المياه ملوثة.. فمن غير قصد أو بقصد، يؤكد الإعلان أن المياه في المنازل ملوثة، وهي المياه التي نشرب منها ونستخدمها في كل الأغراض المنزلية من طهي وشرب. هذا الإعلان ذكرني بواقعة حدثت معي شخصيا، فقد كنت منذ سنوات في إيطاليا، وكان المكان جميلاً يتواجد فيه الكثيرون من السياح من كل أنحاء العالم وفي نفس الوقت عندما ذهبت إلي الشاطئ تذكرت الإسكندرية ومرسي مطروح حيث المياه التي تحب أن تنظر إليها من جمال لونها، والشاطئ الجميل في مرسي مطروح وعجيبة التي لو اهتممنا بها وسوقنا هذا المكان لكان عالميا ينافس كل مصايف العالم. في هذا المكان تقابلت مع عدد من السائحين من مختلف انحاء العالم وتحدثت مع العديد منهم، وعندما علموا أنني مصرية قالت إحداهن بالحرف الواحد، أمنية حياتي أن أزور مصر وأقضي فيها بعضا من الوقت، ولكن التحذيرات لدينا بأن مياه مصر ملوثة، وعندما حاورتها وتحدثت معها عن أن هذا غير صحيح، وكل ما يقال هو حرب علينا حتي لا يحضر السياح إلي مصر، قالت إن إحدي الصحف الكبري في مصر أفردت عدة صفحات عن تلوث المياه وأن دولتنا قد أخذت تلك الصفحات كدليل علي تلوث المياه في مصر وحذرتنا من الذهاب إليها، حتي أن البعض عندما حاول أن يجازف ويذهب إلي مصر قالوا له: خذ معك مياها، وبكل الطرق حاولت، ولكني فشلت، لأن المنشور كان أقوي مما أقول، والآن، نسوق مرة أخري لتلوث المياه حتي تكسب إحدي الشركات، وتخسر مصر السياح بسبب اختلاقات ليس لها أساس من الصحة.