هاجمتني آلام المرارة المؤلمة والمعتادة بالنسبة لي بعد الافطار مباشرة، وتناولت المسكنات والمشروبات المهدئة للاعراض، ودخلت إلي غرفتي للاستلقاء حتي تعمل المسكنات وعلي امل ان انال قسطا من الراحة بعد عناء يوم طويل من العمل مع الصيام، وطلبت من زوجتي العزيزة ايقاظي قبل موعد مباراة ليفربول وبرشلونة لو تمكنت من النوم، ولو سمحت لي »اوجاع» المرارة الشريرة والمؤلمة بذلك، بالفعل غفوت واستيقظت علي صوت مالك ابني المجنون بكرة القدم العالمية رغم صغر سنه وهو لا يطيق الانتظار، اصحي يابابا علشان »الماتش»، استيقظت ووجدت مالك متخذا قراره بعدم متابعة المباراة في المنزل ومشاهدتها في مكان قريب عبر الشاشة العملاقة، ورغم اني كنت غير متحمس واشعر ببعض التعب ومحبط لخسارة صلاح ورفاقه باقدام » المفتري» ميسي و»العضاض» سواريز بثلاثية في المباراة الاولي، وزاد الطين بلة بغياب ابو صلاح عن المباراة الثانية، ومع كثرة الاحباطات قلت ياواد اتفرج في البيت وخلاص ولا متتفرجش مش هتفرق ! هي كده كده برشلونه صعدت، وفي النهاية انصعت لرغبات مالك وقلت ننزل وخلاص واهو تغيير، خاصة بعد ان وجدت ان الغالبية العظمي في المنزل تستعد لمتابعة مسلسل محمد رمضان زلزال، المهم ذهبنا انا ومالك وجاءت البداية مع حفيظ دراجي المذيع الشهير ليستمر مسلسل الاحباط وهو يقول بالطبع العودة صعبة علي ليفربول خاصة امام برشلونه بقيادة ميسي وكنت اتمني ان الا تنتهي المباراة الاولي بهذه النتيجة الثقيلة لنتابع المباراة الثانية بهذا الحضور الجماهيري الرهيب في ستاد الانفليد موطن ليفربول بدوافع اقوي في اشارة إلي ان الامر منتهي، الغريب ان كل ما توقعه الجميع تغير بمجرد ان اطلق الحكم صافرة البداية وكأنه اطلق اعصار تسونامي وشاهدت ما لم اشاهده من قبل ريمونتادا تاريخية واصرارا يقهر المستحيل ويهزم القوي العظمي في كرة القدم في العالم وزلزالا حقيقيا اقوي من زلزال محمد رمضان ب100 ريختر وصل إلي المتابعين في البيوت الذين ارادوا معرفة ماذا يحدث في الشوارع من شدة الاحتفالات والتهليل مع الاهداف، والخلاصة دروس بالجملة تعلمتها من هذه المباراة المجنونة والاعجازية لا يتسع المجال لذكرها ملخصها بالعمل والاصرار تحقق المعجزات وكنت سعيدا وفخورا وانا اشرح لابني هذا الدرس العملي وكيف ذهبنا لمتابعة المباراة والاحباط يسيطر علينا وعودنا ونحن لا نصدق ما شاهدناه، واوضحت له كيف لم يتوقع الغالبية العظمي ما حدث ولكن رجال ليفربول رفضوا الاستسلام وفعلوها بكل تصميم ليعطوا العالم درسا جديدا في كرة القدم