تورط أمريكا في المحاولة الأخيرة للاطاحة بالرئيس الفنزويلي مادورو واستبداله برئيس البرلمان المعارض خوان جويدو، وهي المحاولة التي لم تنجح بعد رغم الظروف الاقتصادية الشاقة، هو حلقة اخيرة في سلسلة محاولات امريكية امتدت لما يقرب من عقدين لتغيير نظام الحكم في الجارة الجنوبية فنزويلا، انجح هذه المحاولات كان عام 2002 عندما دعمت الادارة الامريكية حينها انقلابا ضد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، فشل بعد أقل من 48 ساعة بمليونية احاطت بالقصر الرئاسي وحملت معها الرئيس »الشعبوي» شافيز للحكم مرة أخري اكثر قوة وشعبة أكثر التفافا حوله، لدرجة جعلته قادرا علي تحمل موجات متعاقبة من الحملات الامريكية الاقتصادية والاعلامية والانقلابية المكثفة لخلعه، حتي لاقي ربه بعد صراع مع مرض السرطان في 2013. مقارنة هذا الفشل الأمريكي بنجاح الحراك الشعبي في السودان والجزائر في الإطاحة برئيسين »عتيقين» بالتتابع في شهر واحد، يتبين لنا انه لا صوت يعلو فوق صوت الناس ولا جيوش عسكرية أو اقتصادية اقوي من التفاف الشعب حول رئيسه.. فالشعب هو الحامي، وهو حزام الأمان والضامن الوحيد لاستمرار اي رئيس في مكانه، مهما حاربته من قوي.. ربما من هنا يأتي تأكيد الرئيس السيسي الدائم علي »سلطة» الشعب وضرورة اتحاده حول زعمائه.. فجموع الشعب هي من اعادت شافيز الي قصر الرئاسة محمولا علي الاعناق.. وجموع الشعب هي من أطاحت برؤوس كانت تنام مطمئنة علي وسادة الدعم الدولي والأمريكي.