هدير: طالما لا يقصر في التزاماته فأنا مستحملة! هدي: اتحمل خيانته أفضل من أن يأتي لي بضرة! رحمة: حتي لو عينه "زايغه" أهون من نظرة المجتمع للمطلقة! زوجك يتلقي مكالمات غامضة ويتحدث بصوت هامس في ساعات متأخرة من الليل, يتأخر خارج البيت وفي أحوال أخري يعتاد المبيت دون مبررات قوية ومنطقية, يتهرب من العلاقة الزوجية، نعم هي كلها مؤشرات تدل علي شيء واحد، وهى أن زوجك يخونك أو على الأقل فى طريقه للخيانة, فماذا أنت فاعلة هلى تستسلمين وتتظاهرين باللامبالاه أم تعلنين الحرب وتطلبي الطلاق انتصارًا لكرامتك؟!، الواقع أن هدير وهدى ورحمة كان لهن رأي أخر من خلال ثلاث دعاوى مثيرة شهدتها محاكم الأسرة في أيام قليلة. لم تتخيل هدير أن حياتها الهادئة التى طالما حلمت بها ورسمت الكثير من الطموحات ستتحول الى جحيم لايطاق وكابوس مزعج للغاية تتمنى فى كل لحظة ان تستيقظ منه ولكن دون جدوى, حيث المتاعب والاحزان المستمرة تلاحقها فى كل مكان أينما ذهبت, فبعد عشر سنوات من الحياة الزوجية أكتشفت هدير ان زوجها الذى اختاره قلبها قبل عقلها على علاقة بامرأة أخرى، فى بداية الامر شعرت بالجنون أو كأنها فقدت عقلها وفشلت فى السيطرة على غضبها ولكن بعد فترة قصيرة حاولت أن تتماسك وتتجاوز هذه المحنة كما وصفتها بل وبدأت تفكر فى الامر بطريقة عقلانية الى حد ما حيث أنها فى بادىء الامر حاولت بشتى الطرق إعاقة تلك العلاقة التى تمثل طوفان سيأخذ معه الاخضر واليابس وكل ما تبقى من ذكريات جميلة بل سيدمر البيت ويهدد استقرار أولادها، لذلك أبت أن تكون النهاية معتادة أو تقليدية، لكل زوجة تثأر لنفسها عندما تعلم أن زوجها خائن وتطلب الطلاق لكنها فكرت بطريقة مختلفة تماما قد تكون غريبة بعد الشىء على المعتاد؛ وهى أن تحاول أن تتعايش مع زوجها الخائن وتتحمل فوق طاقتها كامرأة وزوجة وأم، وأعتبرت أن موضوع خيانة زوجها لها قد يكون أمرا عابرا وسينتهى ويذهب لحال سبيله فيما بعد، ولكن للاسف خابت ظنونها خاصة بعد تكرار خيانته المستمرة سواء فى العلن أو السر, لم تيأس وفعلت ما هو أكثر من ذلك صارحت زوجها بالحقيقة وواجهته واتفقت معه ألا يقصر فى نفقات البيت أو فى حقوقها كزوجة وأن يهتم بأبنائه دون أن تؤثر نزواته على استقرار كيان البيت، وقد كان استمر الحال على هذا الوضع دون أن تشتكى الزوجة طالما لايقصر زوجها فى نفقات البيت، وانسحبت بقضيتها من المحكمة، وكأنها هباءً منثورا! المهم الإنفاق! هدى فتاة رقيقة تمتلك جميع مواصفات الانثى الجميلة تزوجت بعد قصة حب عنيفة وتحدت اهلها الذين رفضوا هذه الزيجة فى البداية لكنهم تقبلوا الوضع بسبب تمسك ابنتهم التى تحدتهم وهددتهم بالانتحار اذا حاولوا ابعادها عنه، تزوجته هدى رغم أنف أهلها والمقربين لها, وبعد عام واحد من الزواج أكتشفت أن زوجها متعدد العلاقات النسائية فى البداية لم تصدق نفسها وواجهته وكانت المفاجأة التى لم تعمل لها حساب أخبرها بحقيقة الامر ووعدها بأن ينهي علاقاته مقابل أن تغفر له وتسامحه، وبعد محاولات نجح فى اقناعها وغفرت له الخيانة وأنجبت أطفالها، ومرت السنوات الطويلة، والزوجة غارقة فى هموم الحياة اليومية ومسئولية الامومة التى لاتنتهى تجاة أطفالها، حاولت أن تتناسى ما فعله زوجها من قبل، ولكن عادت ريما لعادتها القديمة، عاد الزوج لنزواته، مجددا علاقاته الغرامية، لايخرج من علاقة حتى يدخل فى أخرى, غير مبالى لمشاعر زوجته التى شعرت بالألم النفسي فور اكتشافها الامر لكنها قررت أن تكون إيجابية بعد أن فقدت الامل فى زوجها، من أجل الحفاظ على الترابط الاسرى والاستقرار وصورة الأب أمام ابناءه، صحيح أنها فكرت مرة واحدة فى الطلاق، لكنها اقنعت نفسها، بأن الخيانة اسهل من أن يتزوج عليها، فطالما يعود الى منزله آخر اليوم، يلقي بجسده على السرير بجوارها، فهذا في حد ذاته أكبر ضمان أنه لها وحدها، بدلا من الجري في المحاكم والنهاية طلاق وخراب بيوت، والضحية هم الأولاد. زير نساء! رحمة 48 عاما، شعرت بالاهانة والغدر بعد أن أكتشفت خيانة زوجها الذى هو أبن عمها، وارتبطت به عاطفيا قبل أن تزوجه, تقول، فى بداية زواجنا مرت الايام والشهور طويلة بسلام وطمأنينة أنجبنا أطفالنا الذين هم الان فى عمر الشباب، وقفت معه وساندته حتى نجح فى عمله وازدهرت الحياة لنا، وبدلا من أن يكافأنى طعنى فى أنوثتى، وجرح كرامتى كامرأة وزجة، وضرب بعرض الحائط كل جسور الود الذى كان بيننا ولم يبال حتى بمشاعرى, كنت أعلم بخيانته ولكن بعد ذلك افتضح أمره، لم يشعر بالخجل من افعاله، وخيرنى بين الحياة معه أو الانفصال لكننى ودون أن أفكر اختارت بيتى وأولادى رغم أني ميسورة الحال ولاأحتاج له، فخراب البيت شئ بشع، والابشع منه هو أن تتغير صفة الانثى من زوجة الى مطلقة، ونظرة الناس لها، وكأنها مصابة بوباء، أو تصبح مطمعًا للعيون الجائعة، ويبقى الأمل في أن يدرك زوجي ما يرتكبه في حقي وحق بيته، ويعود لي سالما، مقرًا بذنبه، نادما غير عائد لنزواته الطائشة. الدراسات النفسية خيانة الأزواج لزوجاتهم، وكما تشير الدراسات الاجتماعية والنفسية، يعد أمرا غريبا وشاذا على البعض، لكنه فى الحقيقة له أسباب عميقة ودفينة، وهي في الحقيقة عشرة أسباب، أولا، الإضطراب في الزواج ، بكثرة الخلافات بين الزوجين التي تنتهي بالشجار، ثانيا، فشل العلاقة الحميمية، وهي من الأسباب التي تدفع للخيانة، ثالثا، عندما يفكر الزوج في الطلاق، بعض الأزواج يرتكبوا الخيانة عن عمد ويستخدمها كوسيلة للإنفصال عن زوجته لأن بعض الأزواج لا تسمح لهم القوانين بطلب الطلاق إلا في حالات الخيانة الزوجية بالرغم من أنها ليست حالة شائعة إلا أنها موجودة بنسب قليلة جدًا، رابعًا، لمجرد الرغبة، يمكن أن يكون سبب الخيانة، مجرد رغبة الزوج في الخيانة والبحث عن إمرأة أخري غير زوجته حتي تفمه أكثر وتشعره بخصوصيته، خامسًا، أكذوبة المرة الأولى، وتركه يفلت من العقاب، سادسًا، غرور الأزواج، كثيراً ما تكون ثقة الزوج في شكله ومدي جاذيته هي أحد الأسباب التي تدفع الزوج للخيانة، سابعًا، إرضاء ميوله الجنسية، ثامنا، الشعور بالملل والروتين الزوجي، تاسعًا، أنانية بعض الأزواج، بأن ما يفعلونه يعطيهم أحساسًا بالرجولة الزائفة، عاشرًا، عدم الشعور بالرضا داخل البيت.