لم ينته بعد زمن النبلاء والعين الجميلة لا تري حولها إلا الجمال، والإبداع لا حدود له، هذه العبارات لخصت مشاعر الفخر والإعتزاز التي غمرتني وأنا أتابع رعاية مؤسستي أخبار اليوم لمبادرة إصدار كتب تعليمية لذوي القدرات الخاصة وأصحاب الهمم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والشركة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع »سلاح التلميذ» والتي جاءت باسم »تعليم واحد مدرسة واحدة » وتهدف إلي عمل برامج دمج للطلاب ذوي القدرات الخاصة في المنظومة التعليمية. هذا الهدف النبيل والمبادرة الإنسانية الرائعة التي جاءت تتويجا لجهد عظيم بدأته مؤسسة أخبار اليوم منذ سنوات بإطلاق »الأخبار برايل» أول مجلة مصرية وعربية للمكفوفين والتي يترأس تحريرها الزميل المبدع أحمد المراغي والذي يقدم إبداعا من نوع آخر في كل عدد من المجلة منذ صدورها يغذي عقول إخوتنا الذين تحدوا الظلام بنور القراءة والمعرفة وكلي فخر أن مؤسستي أخبار اليوم كانت سببا في ذلك بقيادة أستاذي الإنسان القدير ياسر رزق. كما سعدت بوجود شركة »سلاح التلميذ» العريقة التي قدمت لأجيال كتبها التعليمية المتميزة التي كانت دائما خير عون لنا جميعا في الفهم والتعلم. وربما تكون تلك هي المرة الأولي التي أري فيها في مصر دليلا لأولياء الأمور وهو أحدث مطبوعات الشركة الذي أطلقته كي يساعد أولياء الأمور علي فهم منظومة التعليم الجديدة عبر الإجابة عن كل ما يدور في أذهاننا من أسئلة واستفسارات عن النظام التعليمي الجديد. وهو كتاب منتشر في دول العالم مع وجود أنظمة تعليمية مختلفة ولكن هذه المرة الأولي التي يطبع فيها كتاب مماثل في مصر وهو شيء يدعو أيضا إلي الفخر. وقبل أن نهنئ القائمين علي هذه المبادرة العظيمة وجدنا اسم أخبار اليوم يدوي مجددا بعد أن شاركت في عمل بطاقات للتصويت بطريقة برايل في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. وكيف ساعدت ذوي القدرات الخاصة علي التعبير عن آرائهم بكل حرية وبكل حب وتقدير. فرسالة أخبار اليوم لهم كانت »صوتكم مهم وصوتكم يصنع الفارق ومعكم نرسم ملامح المستقبل». وأتمني من كل قلبي ألا تتوقف مبادرات دمج أصحاب الهمم في المجتمع في شتي المجالات وفي كل الأماكن علي مستوي محافظات مصر. فقد حان الوقت أن يعاملهم الجميع بما يستحقون. فليس من العدل أن نترك أكثر من نصفهم يعانون من الأمية لأننا نجهل التعامل معهم رغم أنهم يمتلكون طاقات وإرادة حديدية بوصفهم محاربين علي الدوام يتوقون لتحقيق النجاح أكثر من غيرهم. وإن كنا اليوم نمتلك من العلم والتطور التكنولوجي كل الوسائط الإعلامية التي تساعدنا في إحداث الفارق ومساعدة ذوي القدرات الخاصة علي تحقيق أحلامهم بقليل من الجهد وكثير من الإيمان فلم لا؟ وأخيرا كل الشكر والتقدير لمؤسستي الصحفية العريقة علي ما تقوم به من دور مجتمعي إنساني افتقدناه طويلا ونحتاجه كثيرا.