في أيام مباركات مقبلة نتذكر أغنية قديمة، للشاعر بيرم التونسي، شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم، علي ألحان الموسيقار رياض السنباطي؛ وهي أغنية «القلب يعشق كل جميل».. وللأغنية تلك قصة ترويها السطور التالية: حكاية «القلب يعشق كل جميل» بدأت في يناير 1971 عندما أمسك الموسيقار رياض السنباطي بعوده يجري بريشته علي أوتاره وهو يدندن: «القلب يعشق كل جميل.. وياما شفتي جمال يا عين.. واحد مافيش غيره.. ملا الوجود نوره.. دعاني لبيته لحد باب بيته.. وإما تجلالي بالدمع ناديته»، التفت السنباطي، إلى زوجته التي اقتحمت عليه صومعته قائلا: «إذا كان الله لم يكتب لي حتى الآن أن أحج وأزور مكة والمدينة فسوف أحج بهذه الأغنية»، قالت له: أي أغنية يارياض؟ قال: «اسمعي الكلام ده»، وأخذ يدندن على العود بالكلمات من جديد فقالت له: «الله دي أغنية عن الحج ربنا يكتبها لك». كانت أم كلثوم، قد طلبت من السنباطي، أن ينتهي من الأغنية التي قررت أن تسجلها في أول فبراير 1971، لأن أحد السفراء السعوديين سألها ذات يوم: لماذا لا تقدمي أغنية عن الحج يتغني بها الحجاج والمسلمون في كل مكان؟ اقتنعت أم كلثوم بالفكرة وعرضتها علي السنباطي، وقبل مرور أسبوع دق جرس التليفون لتقول له أم كلثوم: «أنا وجدت الأغنية يا رياض في ديوان بيرم التونسي»، كانت أم كلثوم قد قرأتها من قبل ثم تذكرتها أخيرا، ويصف فيها بيرم، ببراعته روحانيات مناسك الحج. اعتكف السنباطي، شهرين انتهى خلالها من تلحينها، وتغنت بها أم كلثوم، مطلع 72 وفي صوتها الخشوع والفرح وهي تغني مكة وفيها جبال النور.. طالة على البيت المعمور.. دخلنا باب السلام.. غمر قلوبنا السلام.. بعفو رب غفور.. فوقنا حمام الحما.. عدد نجوم السما.. طاير علينا يطوف بالعفو والمرحمة». وغنت قبلها أم كلثوم، لأمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة «إلى عرفات الله»، وكانت القصيدة من «42» بيتاً اختارت منها «22» بيتا، ومن أروع ما تغنت به أم كلثوم، في هذه القصيدة: إلى عرفات الله، يا خير زائر، وعليك سلام الله في عرفات.. ويوم تولي وجهة البيت ناضرا وسيم مجال البشر والقسمات.