حضر الندوة: محمد الحسينى مدير عام إعلام آسيا بقطاع الإعلام الخارجى بالهيئة العامة للاستعلامات- الدكتور معتز عبداللاه مدرس اللغة الصينية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر ومن الأخبار المسائى نبيل محرم- وليد قطب- مروة صالح- محمد نور- هاجر زين العابدين ضمن جولتهم في عدد من المؤسسات الإعلامية زار وفد إعلامي وصحفي صيني -من جمعية عموم الصحفيين الصينية- جريدة «الأخبار المسائى» بمؤسسة أخبار اليوم، وذلك في إطار الجولات المتبادلة مع الوفود الإعلامية المصرية للصين، والتي كانت أحد أهم نتائج زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف توطيد العلاقات علي المستوى الإعلامي، وتبادل الخبرات الإيجابية بين الطرفين. ورحب الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير جريدة الأخبار المسائي بالوفد الصيني، معرباً عن امتنانه بالعلاقات الطيبة التي تجمع البلدين على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، مشيداً بما شاهده خلال زيارته الأولي لدولة الصين، لافتاً إلى أنه قبل الزيارة كان في حيرة مما قرأه وسمعه عن التطور المذهل الذي تعيشه الصين، معتقداً أنها تعاني رغم ذلك التطور من تكدس رهيب بالشوارع والميادين ومحطات المترو والقطارات، بسبب الكثافة السكانية العالية، إلا أنه وجد عكس ذلك تماماً، حيث وجد انضباطاً في الشوارع، واختفاء للزحام، بجانب المناظر المبهجة في كل شىء بداية من تخطيط الشوارع والميادين وتناسق العمارات والأبنية، مؤكداً أنه عقب الزيارة خرج بانطباع يؤكد أن الشعب الصيني يقدس العمل وهو السبب الرئيسي لنجاح الصين في الوصول كقوى عظمى في العالم، موجهاً تحية لهذا الشعب على ما بذله من مجهود للوصول لتلك المكانة. وأكد جمال حسين على أهمية تلك الزيارة خاصة أنها تأتي قبل زيارة مهمة للرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الصين، معتبراً أنها ستكون زيارة مهمة سيتبعها تقدم أكبر مما هو عليه الآن في العلاقات، وزيادة في الاستثمارات، خصوصاً وأن مصر من أكبر الأسواق المستقبلة للمنتجات الصينية بمختلف أنواعها في الشرق الأوسط قائلاً: «الصناعة الصينية موجودة في كل مكان وكل بيت في مصر، والصين تحتل المركز الأول في عدد المشروعات المساهمة في إعمار وبناء المصانع والشركات والأبنية الضخمة». ومن جانبه شكر بان جانج رئيس الوفد الإعلامي الصينى رئيس تحرير «الأخبار المسائى» علي استقباله الحافل لهم، مؤكداً أن مصر والصين دولتان كبيرتان لهما ثقل ووزن في المحافل الدولية والإقليمية، ويرتبطان ببعضهما بعلاقات سياسية واقتصادية مهمة جداً، وتجمعهما نقاط مشتركة في جوانب متعددة، مطالباً الكاتب الصحفي جمال حسين بزيارة الصين قائلاً: «نتمنى زيارتك لبلدك الثاني وسيكون هناك ترحيب كبير بك». وأكد رئيس الوفد الصيني خلال ندوة ب«الأخبار المسائى» أن تلك الزيارة تهدف لتوطيد العلاقات على المستوى الإعلامي بين الجانبين المصري والصيني، وتبادل الخبرات والتجارب بين الطرفين، مشيراً أن دور مؤسسات الإعلام في فترة الإصلاح كبير جداً ومهمة جداً، ونحاول جاهدين إيصال جميع مناحي الحياة إلي مستوى متطور داخل الصين وخارجها، لافتاً إلي أهمية الصحف اليومية وحجم إصداراتها الكبير في البلدين. ورد رئيس التحرير على سؤال رئيس الوفد الذي طالب بمعرفة الدور الذي تلعبه مؤسسة أخبار اليوم وإسهامات الأخبار المسائي في النواحي الاقتصادية والاجتماعية حيث أكد الكاتب الصحفي أن مؤسسة أخبار اليوم لها شعبية جارفة لما تلمسه من التواصل والتواجد المستمر بين الشعب وليست بمنأى عنه وهو ما جعلها تحتل المركز الأول بلا منازع على مستوى توزيع الصحف المصرية قائلاً: «مؤسسة أخبار اليوم تأسست عام أى منذ 76 عاماً، وتصدر 14 إصداراً ما بين صحف ومجلات وكتب، وهي الأكثر توزيعاً وتداولاً وانتشاراً، ففي وقت من الأوقات كان معدل التوزيع مليون ونصف المليون نسخة في اليوم الواحد، وهي بذلك تحتل المركز الأول بين جميع الصحف، ومستمرة في هذا التوقيت كونها تهتم بجميع مناحي الحياة من القضايا القومية والاقتصادية والاجتماعية، وهموم الناس ومواجهة الفساد، والمشروعات القومية مثلاً كالعاصمة الإدارية الجديدة نتبناها بشكل خاص في جرائدنا، لأننا الآن في معركة تنمية وتحتاج لتعريف المواطنين بأهمية مثل تلك المشروعات وهذا ملخص بسيط لطبيعة عملنا في الصحافة المصرية. وبدوره تساءل رئيس التحرير عن الصحافة الصينية وأهم الإصدارات ونسب توزيعها حيث أكد بان جانج رئيس الوفد الصينى أن الصين بها عدد كبير من الصحف، بينما 3 إصدارات تحتل المراكز الأولي بين الشعب الصيني قائلاً: «هناك 3 صحف كبرى تغطي جميع احتياجات المواطن الصيني أولهم وأهمهم صحيفة «الشعب» وهى شاملة كل القضايا وتكون متعددة في موضوعاتها، أما الثانية فتتخصص في الجانب الثقافي والأدبى والمعرفي، وجميعهم يتجمعون على روابط عمل مشتركة وأهداف محددة داخل الصين». وعن سؤال حول كيفية حصول الأخبار على أعلى توزيع قال الكاتب الصحفي جمال حسين «هذا يعتمد على أننا في مصر نعتبر الصحافة الشعبية مثل جريدة الشعب في الصين، فمؤسسة الأخبار تتحدث باسم الدولة ونتبنى قضاياها ومشروعاتها وفى الوقت نفسه لنا ثقل شعبي، وهو انعكاس لما نتبناه من قضايا إنسانية واجتماعية وكل القضايا التي تمس المواطن المصري، فنحن الصحافة الأكثر قرباً من الشعب والمواطنين . وفي سؤال للكاتب الصحفى جمال حسين حول تأثير الصحافة الإلكترونية على المطبوعات الورقية في الصين ومعدل توزعها أجاب رئيس الوفد الصيني أنه في الحقيقة هذا الموضوع كبير جداً ومهم جداً لأن الصحافة الورقية لم يعد لها نفس المكانة وبالفعل في الصين بدأت المواقع الإلكترونية في إحداث تأثير مباشر على الصحف الورقية، بل في بعض الأوقات غطى عليها، لافتاً إلى أن من بين الأسباب التي أدت لذلك ليس التطور التكنولوجي وحده، ولكن زيادة سعر التكلفة بسبب الورق والأحبار، أدي إلى حدوث مشكلة كبيرة جداً، وهو ما دفعنا للبحث عن حلول لهذه الإشكالية ومحاولة التغلب على ذلك، موضحاً أنه أصبح هناك اتجاه عام لعمل محطات إلكترونية للصحف الورقية، سواء إنشاء مواقع أو روابط أو برامج لتوزيع النسخ على المشتركين، أو عن طريق صيغ وأشكال أخرى . وتابع رئيس الوفد: أيضاً بدأنا بتوجيه عدد كبير من القيادات الكبيرة داخل المؤسسات الصحفية بتناول موضوعات الصحافة الإلكترونية والبحث عن حلول لها، لأننا في وقت من الأوقات كان توزيع صحيفة الشعب مثلاً يصل ل3 ملايين جريدة يومياً، وعندما تم إنشاء موقع لجريدة الشعب أصبح المترددين عليها مئات الملايين، وهو نوع من المكاسب التي حققته الصحافة، وهو ما دفع بعض الأصوات في الوسط الإعلامي والصحفي تنادي بأهمية الطريقين (الإلكتروني والورقى) وعدم الفصل بينهم، بمعني وجود نماذج تجمع بين الأثنين، واتفق الطرفان على أن هناك مشكلة تواجه صحفى المواقع الإلكترونية كونهم في الصين غير معترف بهم وفي مصر أيضاً يواجهون بعض المشاكل، وهناك تشريعات جديدة لإدخالهم ضمن منظومة الصحافة. من جانبه تساءل الكاتب الصحفي نبيل محرم رئيس القسم العسكري في «الأخبار المسائى» حول مدى زيادة التقارب بين الصين وأفريقيا خاصة بعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهل يمكن أن نشاهد قمة مستقبلية صينية أفريقية برعاية مصرية، أجاب ما يوان عضو جمعية الصحفيين الصينية أنه عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي كانت نقطة مهمة بالنسبة لنا لأن مصر قادرة على قيادة أفريقيا لثقلها التاريخى والإقليمي، مشيراً إلى أن الإستراتيجية الصينية تتعامل بشكل عام مع الملف الأفريقي وبشكل خاص مع الملف المصري، مؤكداً انه في الفترة المقبلة سنشهد تسريع لوتيرة الخطط المستقبلية بين الجانبين وان تدخل الصين لأفريقيا عن طريق البوابة المصرية اقتصادياً. ورداً على سؤال الكاتبة الصحفية مروة صالح رئيس قسم التحقيقات عن كيفية تناول المشروعات القومية وتسويقها للعالم الخارجي خصوصاًُ أننا في مصر نقود معركة بناء وفي القلب منها المستثمر الأجنبي، قال رئيس الوفد الصيني إنه في بداية فترة الإصلاح والانفتاح كانت نقطة المستثمر الأجنبي مهمة جداً لأن الشعب الصين كان منغلقاً على نفسه، وكنا بحاجة إلي التطور التكنولوجي وجلب المهارات من الخارج إلي الداخل، ولذلك في البداية لم يكن المستثمر الأجنبي يقوم بعمل مشاريع قومية كبيرة، ولكنها كانت مشاريع عادية جداً ليكون لها مردود سريع للمستثمر وتعود له أمواله في أقرب وقت بمكاسبها. وتابع بأن جانج: من ضمن عوامل جذب المستثمر الأجنبي توفير العمالة الصينية المطلوبة لها والبنية التحتية حتي يشعر المستثمر أنه قادر على تكبير مشاريعه أكبر وأكبر، حتي يصل الي ميزة الفيل الكبير داخل الصين، وكنا نضع كل المشاريع المشابهه في مكان واحد، وكانت هناك محفزات للمستثمر عن طريق حزم تحفيزية وتسهيلات في المرافق وكل ذلك أدى الي زيادة الاستثمار، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلي تحويل الأرض الي قيمة سوقية عالية جداً والمستثمر بطبعه يحب التخصص وإذا قرر ترك المكان تقوم الحكومة بشرائه ومتابعة الموضوع وبذلك تحويل الاستثمار الخارجي إلى داخلى، وفى نهاية الندوة قام الكاتب الصحفى جمال جسين بتسليم رئيس الوفد درع «الأخبار المسائى»، ثم قام رئيس الوفد بتسليمه هدية عبارة عن كتاب يتحدث عن طريق الحرير.