»الأخبار« تحاور العاملين في ورش صيانة السكة الحديد العمال: الإمكانيات محدودة ونبذل ما نستطيع لصيانة القطارات يعملون دون كلل أو ملل.. لا يدخرون جهدا في عملهم.. يحاولون دائما التغلب علي نقص الادوات المتاحة لهم.. وعلي الرغم من كل هذا العناء دائما نتهمهم بالتقصير ، بل وفي أحيان كثيرة نطالب بتعليق رؤوسهم علي» المشانق»..إنهم عمال ورش هيئة السكة الحديد،الذين وعلي الرغم من الظروف القاسية التي يمرون بها نتيجة الحادث الاليم ل »جرار الموت» لم يتزمروا. »الأخبار» في هذه السطور ترصد بالكلمة والصورة »حياة العمال» داخل ورشة أبو غاطس وتحدثت معهم، ليفتحوا لنا قلوبهم ويشرحوا طبيعة عملهم، وكيف أنهم يعملون في ظروف قاسية وإمكانيات محدودة وعلي الرغم من كل هذا فانهم يبتكرون حتي لا تتعطل مصالح ملايين المصريين بملامح راضية وابتسامة صافية استقبلنا هاني ابراهيم، »براد» قائلا: »يافندم بلاش تظلموا عمال الورش احنا غلابة أوي وعمرنا ما قصرنا في شغلنا حتي واحنا تعبنين وكمان بنغزل برجل حمار والدليل علي كده شوف كام قطار شغالين فيه وبيمشي ويسافر ومش بيحصل حاجة» ويوضح أنه يعمل »براد» بمعني أدق أنه يقوم بصيانة الهواء داخل القطار حتي يسمح له بالحركة وعلي الرغم من ان حالة معظم القطارات صعبة فانه يتعامل وفق ما هو متاح حتي يحافظ علي سلامة القطار. ويختتم حديثه قائلا: إنه من الظلم اتهامنا بالتقصير وفي البداية والنهاية نحن نستقل قطارات حتي نأتي لعملنا لذا لا يمكن ان نقصر وحادث الأمس هز قلوبنا جميعا وبالأخص عمال ورش السكة الحديد الذين يتفانون في عملهم بالرغم من صعوبة الظروف لعملهم. ويلتقط طرف الحديث بنبرة غاضبة محمد عبد النور »فني» تغيير الزجاج والكوالين» متسائلا: لماذا دائما المتهم هم عمال الصيانة ولماذا دائما ينظر إلينا الجميع علي أننا مقصرون ومهملون لا نهتم بأرواح الملايين ما المطلوب منا حتي نثبت أننا نعمل فوق طاقتنا. ويضيف أن عمال الورش السكة الحديد يبدأون عملهم يوميا من الساعة ال 7 صباحا ويقومون بصيانة العشرات من القطارات بهمة ونشاط وبإمكانيات محدودة للغاية ولا يشتكون أبدا وعندما حدث هذا الحادث الأليم لم نقصر واستكملنا عملنا. ويشير إلي أنه يعمل فني تغيير للزجاج والكوالين للقطارات وكل يوم يجد العشرات من الزجاج مهشم نتيجة اهمال بعض من الركاب الغير واعي وكلما طلب ان يقوم بالتغيير يُصدم بالرد بان ما اطلبه غير متاح. ويؤكد عبد النور أن الحادث افجع قلوب الملايين ولكن قبل ان يتم الحكم علينا يجب اولا ان ينظروا الي طبيعة عملنا وحياتنا حينها فقط يحكمون هل نحن مقصرون أم لا »يا بيه أنا بقالي هنا 39 سنة وشوفت فيهم العجب بس خلاص خبرتي في السكة الحديد إننا احنا هنا ماشية معانا بالستر» بهذه الكلمات الهادئة وبملامح حزينة وبنظرة صافية بدأ رضا بسيوني، كبير ملاحظين، حديثه ويضيف أنه في بداية عمله في السكة الحديد عمل مسئولا لصيانة الفرامل حتي تدرج يعمل كبيراً للعمال المسئولين عن صيانة الفرامل ولكن حالة كعامل بسيط للصيانة لا يختلف عن حالة كبير ملاحظين فالوضع هو هو والامكانيات هي هي لا جديد يذكر من فقر في قطع الغيار وجرارات متهالكة ووضع يصعب أن يتعامل معه كبير كبير مخترعي القطارات في العالم. ويوضح أن الجميع يظلمون عمال الصيانة ويصدرون أحكاما جزافية دون أن يعايشوا هؤلاء العمال وايضا دون أن يفهموا طبيعة عمله التي يمكن ان نقول عنهم فيها انهم مبتكرون لا عمال صيانة. ويشير الي انه يوميا يبح صوته هو وزملاؤه في طلب قطع غيار من »خوابير صاج وطواقي وورد» ولكنهم دائما ما يكون الرد »منين» بل ويطالبوننا في كثير من الوقت ان نعمل وفق ما هو متاح أي أننا وفق المثل الشعبي السائد »بنغزل برجل حمار». ويضيف أنه حتي عندما نطلب ورق يثبت عدم توافر هذه القطع يرفضون تسليمنا جوابات تحمل هذه المضمون مما يضطرنا الي ان نسكن المشكلة والتي تفاقمت منذ سنوات دون حل وحتي إن وفروا لنا فانهم يوفرون لنا الفتات الذي يكفينا لنسد ثغرة لا عشرات الثغرات. ويختتم حديثه قائلا »في النهاية نعزي أنفسنا أولا وجموع المصريين عن هذا الحادث الإليم ونعدهم اننا لا نقصر وسنعمل بجد لحل المشاكل ولكن ما نتمناه منكم ألا تظلمونا فنحن منكم ونستقل القطارات مثلكم فهل يعقل أن نقصر في صيانتها ونضحي بأنفسنا».