لم تحقق جولة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، في الشرق الأوسط أهدافها علي ما يبدو من كسب الدعم والتأييد لخطة السلام التي تعدها الإدارة الأمريكية منذ عامين من أجل تسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة إعلاميا باسم »صفقة القرن». وأفادت مصادر خليجية بأن منهج كوشنر لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ركز علي مبادرات اقتصادية علي حساب اتفاق الأرض مقابل السلام الذي يعد محوريًا بالنسبة للموقف العربي. وزار صهر ترامب السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان بالإضافة إلي تركيا. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الخليج قوله إن الخطة التي عرضها كوشنر لم تأخذ في الاعتبار المطالب العربية التي جري إقرارها سابقا بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والمستوطنات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة. فيما قال مصدر آخر إن واشنطن لاتزال في مرحلة عرض الأفكار والسيناريوهات ولم يتم التوصل حتي الآن إلي عناصر نهائية للخطة. وأضاف أن الأمريكيين علي دراية بأن هناك أمورا تتعلق بالوضع النهائي غير مقبولة سواء بالنسبة لمصر والسعودية والأردن أو الفلسطينيين. وفي أول تعليق علي جولة صهره، قال الرئيس الأمريكي ترامب »نود أن نصنع اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل»، مشيرا إلي وجود فرصة لتحقيق ذلك. ويرفض الفلسطينيون أي خطط للسلام مع الولاياتالمتحدة منذ اعتراف ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن زعماء عرب رفضهم لأي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة. وفي غضون ذلك، قالت الأممالمتحدة إن القوات الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بقتل 189 فلسطينيا وإصابة أكثر من 6100 خلال الاحتجاجات الأسبوعية ضمن »مسيرات العودة» التي بدأت علي حدود قطاع غزة مع إسرائيل منذ 30 مارس الماضي. وجاء في تقرير اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الاحتجاجات علي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة »إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان الدولية وتشكل بعض هذه الانتهاكات جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ويجب علي تل أبيب التحقيق فيها فورا». ورفضت إسرائيل تقرير الأممالمتحدة ووصفته بأنه »مسرحية عبثية».. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن النائب العام أفيخاي ماندلبليت سيصدر إعلانا وشيكا بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقضاء في قضايا الفساد الثلاث المنسوبة له والتي يواجه فيها اتهامات أبرزها الرشوة وإساءة الأمانة. ومن المتوقع أن يغير إعلان ماندلبليت معطيات الانتخابات التشريعية في أبريل المقبل والتي تبدو نتائجها غير مؤكدة وتهدد الحكم الطويل نتنياهو، خاصة بعدما شكل أقوي خصمين له تحالفا جديدا للإطاحة به.