أيام قليلة تفصلنا عن حفل الأوسكار 91، ومازالت التكهنات تشغل أحاديث الجمهور والنقاد والمهتمين بفن السينما والموسم السنوي للجوائز، نتوقع أن يكون هذا العام مختلفا، وأن تتحول منصة الأوسكار إلي ساحة تحتفي بكل الأعراق والجنسيات، دون التعصب لجنسيات أو لون بشرة، لتحرز انتصارا ولو صغيرا للفن قبل أي شيء، لكن قبل أيام ظهرت مشاكل أخري في مواجهة منظمي الأوسكار، حيث قالوا إنهم قرروا التراجع عن خطة لتقديم أربع جوائز أوسكار خلال فقرات إعلانية في الحفل الذي سيقام في 24 فبراير وذلك في أعقاب غضب مخرجين وممثلين وآخرين في هوليوود، وقالت أكاديمية علوم وفنون السينما في بيان إنها »استجابت لرد الفعل» من أعضاء بالأكاديمية وأن جميع جوائز الأكاديمية وعددها 24 »ستقدم بدون تغيير في شكلنا التقليدي». كريستيان بيل ينافس رامي مالك علي أحسن ممثل الجمهور يرفض ترشح برادلي كوبر لجائزة أفضل مخرج ودافعت الأكاديمية عن هذه التغييرات وألقت باللوم علي »عدم الدقة في النشر ومنشورات علي مواقع التواصل»، وقالت إنها »تتفهم استياء الكثيرين من أعضاء الأكاديمية». وكانت بعض الأنباء ذكرت أن الفائزين بهذه الجوائز الأربع لن يُدرجوا علي الإطلاق في بث حفل الأوسكار. وفي خطاب لأعضائها البالغ عددهم ثمانية آلاف قالت الأكاديمية إن ممثلين للفروع الأربعة المذكورة تطوعوا للمشاركة في إعداد الخطة الجديدة. وقالت الأكاديمية في خطابها »لن تقدم أي فئة في حفل جوائز الأوسكار الحادي والتسعين علي نحو يزدري إنجازات المرشحين والفائزين فيها، باعتبارهم أقل من غيرهم». وأعلنت ألاكاديمية أن جوائز أوسكار لأفضل فيلم قصير وتصوير ومونتاج وماكياج ستقدم خلال الفقرات الإعلانية في الحفل الذي يبث علي شاشات التليفزيون يوم 24 فبراير، وأنها ستبث نسخا من كلمات الفائزين بهذه الجوائز في وقت لاحق، وهذه الخطة جزء من محاولة لتقليل مدة عرض الحفل وزيادة الإقبال علي مشاهدته عبر التليفزيون، وتعهد المنظمون بخفض مدة الحفل بنحو 40 دقيقة لتصبح ثلاث ساعات في العام الحالي. حفل جوائز ال»أوسكار» لن يكون له مقدم رسمي هذا العام، للمرة الثانية فقط في تاريخ الحفل، والفاعلية التي تقام يوم 24 فبراير الحالي ستتخلي عن مقدم الحفل وستكتفي بمقدمي جوائز أوسكار، طبعا القرار جاء بعد أن وصفته الأكاديمية »بالفوضي» التي أعقبت انسحاب هارت. حاولت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تسلم جوائز الأوسكار أن تنأي بنفسها عن غضب تفجر بسبب ترشيح الأكاديمية لفيلم يتناول قصة طفلين قتلا طفلا بريطانيا في العام 1993. وتصدر فيلم »ديتينمنت» أو »اعتقال» عناوين الأخبار في بريطانيا بعد ترشيحه لنيل جائزة أوسكار في فئة الأفلام القصيرة. ويتناول الفيلم الذي تبلغ مدته 30 دقيقة قصة موت الطفل جيمس بولجر الذي كان عمره لا يتجاوز عامين، وتتلخص القضية في قيام طفلين عمر كل منهما عشر سنوات باجتذاب بولجر من مركز تجاري وتعذيبه حتي الموت وقد أصبحت واحدة من أسوأ القضايا الجنائية في بريطانيا. واجتذب التماس علي الإنترنت يطالب بسحب الفيلم من منافسات الأوسكار أكثر من 130 ألف توقيع وحظي بتأييد والدي بولجر، وقالت الأكاديمية في أول تعليق لها علي هذا الجدال إنها »تأثرت وشعرت بحزن شديد» للخسارة التي تكبدتها أسرة بولجر ولكنها أوضحت أنه لن يتم إلغاء ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار. وقالت في بيان إن »الأكاديمية ليس لها تأثير بأي شكل علي عملية التصويت». تصدر فيلم (روما) والفيلم البريطاني التاريخي »المفضلة» (ذا فيفوريت) ترشيحات جوائز أوسكار، وينافس الفيلمان علي جائزة أفضل فيلم مع أفلام »مولد نجمة» (إيه ستار إيز بورن) و»النمر الأسود» (ذا بلاك بانثر) و»الكتاب الأخضر» (جرين بوك) و(بلاك كلانزمان) و»النائب» (فايس) والفيلم الموسيقي »الملحمة البوهيمية» (بوهيميان رابسودي). وفي استفتاء موقع »رولينج ستون» تفاوتت نسب تصويت الجمهور بشكل متقارب، وذهبت أغلب الأصوات إلي فيلم »روما» ويليه فيلم »المفضلة» ثم فيلم »مولد نجمة»، وجائزة أفضل مخرج مرشح لها المكسيكي ألفونسو كوارون، واليوناني يورجوس لانثيموس، والبولندي بافل بافليكوفسكي، في مقابل المخرجين الأميركيين سبايك لي، وآدم مكاي، وتم ترشيح الممثلات ياليتزا أباريشيو عن فيلم »روما» وجلين كلوز عن فيلم »الزوجة» للتنافس ضمن إطار جائزة أفضل ممثلة بدور رئيسي، والممثلين كريستيان بيل عن فيلم »النائب» ورامي مالك عن فيلم »بوهيميان رابسودي» وفيجو مورتنسن عن فيم »الكتاب الأخضر» لجائزة أفضل ممثل دور رئيسي. أما جائزة أفضل تصوير فمرشح لها البولندي لوكاش زال عن »حرب باردة»، والأيرلندي روبي ريان عن »المفضلة»، وأيضا المكسيكي ألفونسو كوارون عن »روما»، إلي جانب ترشح الأميركي كالب ديشانيلو عن الفيلم الألماني »لا تنظر بعيدا». تفسر الناقدة دايان جاريت أن الأكاديمية تتعرض منذ سنوات لانتقادات متحيزة للبيض عن السود وللأمريكيين عن غيرهم، وبالتوازي تسعي الأكاديمية في السنوات الأخيرة لتوسيع نطاق أعضائها لتشمل تنوعا سينمائيا وعرقيا أكثر، وبحسب تصريحاتها بحلول عام 2020 سيتضاعف عدد النساء وغير البيض في عضوية الأكاديمية. توقعات الجمهور.. علي الموقع الفني الشهير فارايتي، كانت النسبة الأكبر من تصويتات جمهور الموقع لصالح فوز فيلم »بوهيميان رابسودي» بجائزة أفضل فيلم، فحصل علي ما يزيد علي 35% من الأصوات، ويليه فيلم »مولد نجمة» بنسبة 19%، و»روما» في المركز الثالث بفارق 100 صوت تقريبا، وكان فيلم »النائب» هو الأقل في حصد أصوات الجمهور، وفي استفتاء علي موقع »قاعدة بيانات الأفلام علي الإنترنت» (IMDB) لأهم المفاجآت في ترشيحات هذا العام كان فيلم »بلاك بانثر» في صدارة الاستفتاء لعدم توقع الجمهور ترشيح فيلم ينتمي لأفلام السوبر هيروز لجائزة أفضل فيلم في جوائز الأوسكار، ونال أيضا فيلم »روما» نسبة في التصويت كواحد من مفاجآت هذا العام، وواحدة من المفاجآت أيضا عدم ترشح برادلي كوبر لجائزة أفضل مخرج خاصة بعد تلقي تجربته في إخراج فيلم »مولد نجمة» نجاحا كبيرا. للسنة الثانية علي التوالي تشارك لبنان في حضور حفل الأوسكار، وهذا العام تتقدم نادين لبكي بفيلم »كفر ناحوم» والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان »كان» 2018، فأطلقت نادين في قاعة الحفل زغرودة علي عادة زغاريد الأفراح في مجتمعاتنا العربية، والكثيرون ينتظرون أن تحصل نادين علي الأوسكار هذا العام لتطلق من جديد هذه الزغرودة علي مسرح دولبي الأمريكي، وإن كانت المنافسة قوية هذا العام خاصة لوجود فيلم »روما» و»حرب باردة» بجوارها في الترشيحات.