مازالت هناك بعض اﻷماكن الشاغرة، التي كانت لعمالقة كبار يجلسون عليها، أبحث عنهم فلا أجدهم، كأن أصحابها ماتوا جميعا، ولم يبق منهم أحد علي قيد الحياة، كنت أفتش في الرياضة واﻷندية فأجد نجوما عظماء أمثال : صالح سليم الرمز اﻷهلاوي الخالد الذي لم ينحن يوما وكان علي حق في كل مواقفه ففرض ناديه علي الجميع.. وحلمي زامورا رمز الزمالك العظيم والخالد وأول لاعب كرة قدم يرأس نادي الزمالك وهو كان يشبه حازم إمام اسطورة الزمالك الحالي في دماثة الخلق.. وحسين حجازي أفضل من لعب للأهلي والزمالك، اللاعب الموهوب الذي احترف في دلويتش هامليت وفولهام الإنجليزيين قبل ان يعتزل في الزمالك وللأمانة محمد صلاح يعوضنا عن أمثال حجازي.. وأحمد الدمرداش توني رئيس الأوليمبية المصرية وعضو الأوليمبية الدولية مدي الحياة، وأول رياضي في العالم يحصل علي جائزة اليونسكو عام 1988وكان محبوبا من كل الاندية والاتحادات الاولمبية لنظافة يده وتفانيه في العمل التطوعي..و د. عبد الأحد محمد جمال الدين السياسي والمشرع المصري البارع، الذي تقلد منصب رئيس المجلس اﻷعلي للشباب والرياضة وكان يحظي باحترام الكبير والصغير ومن المفارقات التي تدعو للتفاؤل أن د.اشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الحالي حامل للدكتوراه ويشبه الراحل العظيم في بعض المواقف !! زمااااااان.. كنا نجد في كل ركن عمالقة ورجالا عظماء، وصلوا إلي القمة دون ان يصعدوا في »أسانسيرات » الفهلوة والتجاوزات والردح، ودون ان يرتفعوا علي أكتاف وسمعة البشر، كلما فتشت في الماضي أحزن علي ما آل إليه الوسط الرياضي والذي أصبح يعج بأشخاص بعضهم مصابون بمرض الغرور القاتل، وكأنهم لا يعلمون أن الغرور يحول اﻷذكياء إلي أغبياء، ويحول الدهاة إلي بهلوانات، رجال كبار قتلهم الغرور، وقضي عليهم انتفاخهم وتوهمهم أنهم أذكي الناس، وهم أغبي الناس، غرورهم أعماهم، وجعلهم أشبه بالبالونات المملوءة بالهواء، شكة الدبوس تمزقهم ويصبحون هواااااااااااااء.. اللهم إنا نعوذ بك من الغرور ﻷنه يؤدي إلي الفجور والسقوط !!