السجائر منتج شيطاني خطير، يثبت كل يوم مسئوليته عن أخطر الأمراض، فإذا كنا لا نسمح للناس بشراء الأفيون والمخدرات.. فالمفروض ألا نسمح لهم بشراء السجائر التي يدمرون بها أنفسهم. هذه الحقيقة يدركها العالم كله، لكنه يتجاهلها تحت سطوة ونفوذ شركات التبغ العملاقة، لكن أخيرا قررت ولاية هاواي الأمريكية إعلان تمردها علي هذه الشركات.. وإصدار قانون يرفع سن التدخين إلي100 عام بحلول عام 2024 كخطوة جادة لحظر التدخين في الولاية. القانون تقدم به د.ريتشارد كريغان طبيب الطوارئ ونائب ولاية هاواي، بعد أن أعلن صراحة أن السجائر أخطر منتج في تاريخ البشرية ووصف شركات التبغ بأنها »شركات خبيثة» صنعت السجائر لتصيب المدخنين بالإدمان، رغم علمها أنها مهلكة للصحة والحياة.. الحقيقة أن التدخين ليس حرية شخصية كما يتصور البعض، فإذا استندنا للإحصائيات العالمية الرسمية، نجد أن مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية تؤكد وفاة نصف مليون أمريكي سنويا بأسباب ناتجة عن التدخين، مع وجود عشرة أضعافهم مرضي يعالجون بالمستشفيات، فإذا كان علاج هذه الأمراض يكلف الدول المليارات بالإضافة لتأثر إنتاجية الأفراد وتحولهم لعبء علي حكوماتهم، فإننا نؤكد أن التدخين ليس خيارا نتركه للبشر ليدمروا صحتهم.. ويستنزفوا أموال الدولة التي يمكن توجيهها للتنمية وليس لدعم علاج مدمني السجائر ورعاية أسرهم. فالحقيقة أن التدخين يدمر ميزانية الدول، ولو كانت شركات التبغ تدعم الاقتصاد القومي كما يحاولون إقناعنا لسمحت الحكومات بإنشاء شركات لتصنيع المخدرات وهي الأكثر عائدا، والخلاصة أننا يجب أن نعيد النظر في أكذوبة أهمية شركات التبغ للاقتصاد القومي، وهي الحجة التي دعمت سطوة هذه الشركات طوال العقود السابقة.