في الساعات الأخيرة من عمره توجَّه الكاتب العراقي علاء مشذوب إلي اتحاد الكُتَّاب في كربلاء لحضور أمسية أدبية، وبعد عودته، قبيل اندلافه إلي بيته، سبقته أيادٍ آثمة بثلاث عشرة رصاصة استقرت داخل صدره، لتنهي مسيرة مبدعًا حرًا، دفع حياته ثمنًا لجرأة ما يخُّطه قلمه. لم يتم الكشف بعد عن هوية المسئولين عن عملية الاغتيال أو الدوافع وراءها، إلا أن التكهنات تشير إلي أن السبب هو انتقاده لروح الله الخميني، حيث كتب علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي »الفيسبوك» قبل أسابيع قليلة من اغتياله: هذا الرجل (الخميني) سكن العراق ما بين النجف وكربلاء لما يقارب 13 عامًا، ثم رُحِّل إلي الكويت التي لم تستقبله، فقرر المغادرة إلي باريس ليستقر فيها، ومن بعد ذلك صدّر ثورته إلي إيران عبر كاسيت المسجلات والتي حملت اسم ثورة الكاسيت، ليتسلَّم الحكم فيها، ولتشتعل بعد ذلك الحرب بين بلده، والبلد المضيف له سابقًا (العراق). وُلِد مشذوب عام 1968، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1992، ثم حصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه. بدأ الكتابة منذ صغره، حيث كان يراسل جريدة (الراصد) من قبل أن يكمل العشرين عامًا. اعتكف نتيجة الحصار، لكنه لم ينقطع عن الكتابة، ثم عاد لمزاولة نشاطه الثقافي والمدني. من أبرز رواياته »فوضي الوطن»، »جمهورية باب الخان»، »انتهازيون... ولكن»، »شارع أسود»، »بائع السكاكر»، »مدن الهلاك – الشاهدان»، »جريمة في الفيس بوك»، و»آدم سامي – مور». كما أصدر مجموعات قصصية منها »ربما أعود إليك»، »زقاق الأرامل»، و»خليط متجانس»، إضافة إلي كتب متخصصة في السينما والتلفزيون والنقد، من بينها »توظيف السينوغرافيا في الدراما التلفزيونية»، »الحداثة وفن الفيلم»، »تأويل التاريخ الإسلامي في الخطاب الدرامي التلفزيوني»، و»مقاربات نقدية في الصورة السينماتوغرافية». حصل مشذوب علي عدد من الجوائز، منها الجائزة الثانية في أدب الرحلات عن رحلته »عواصم إيران»، واختيرت روايته »فوضي الوطن» ضمن أفضل خمس كتب في معرض أبو ظبي، كما نال الجائزة الثالثة للقصة القصيرة بالقصيري في المغرب عام 2015.