السفير بول باريديس بورتيلا أثناء حواره مع »الأخبار« تتمتع مصر وبيرو بعلاقات جيدة وقوية تعود إلي عقود من الزمن منذ الاتفاق علي تبادل البعثات الدبلوماسية في عام 1963، كما يتشارك البلدان علي المستوي الدولي في العديد من المحافل منها مجموعة ال77 والصين ومجموعة ال 15، وهناك العديد من الاتفاقيات بين البلدين حول التعاون الاقتصادي والعلمي والفني والثقافي بين البلدين منذ عام 1985 واتفاقية لتشجيع السياحة عام 1983 والعديد من الاتفاقيات الأخري خاصة في ظل وجود تشابه بين حضارتي وثقافة القاهرة وليما ، وللتعرف أكثر حول تفاصيل ومستقبل العلاقات بين البلدين، أجرت » الأخبار» حواراً مع السفير بول باريديس بورتيلا سفير جمهورية بيروبالقاهرة والذي تحدث خلاله حول سبل توطيد العلاقات بين القاهرة وليما.. وإلي نص الحوار : الملفات المشتركة ما أهم الملفات المشتركة بين البلدين وهل هناك حرص من بلادكم علي تعميق العلاقات الثنائية ؟ نحن نعمل بشكل كبير لزيادة التعاون بيننا في المستقبل القريب، وزيادة الميزان التجاري، فمن ناحية الاستيراد والتصدير فنحن نصدر لمصر منتجات بحرية كالأسماك، الجمبري، والفواكه مثل الأفوكادو والعنب والموز، القهوة والكاكاو، ونستورد من مصر المنسوجات وبعض المنتجات المشتقة من البنزين. و بالطبع نعتبر حجم التبادل التجاري الثنائي بين البلدين متواضعا جدًا، ومن الناحية الاستثمارية، توجد في مصر شركة بيروانية تعمل في مجال المشروبات الغازية والعصائر وقد استثمرت هذه الشركة 80 مليون دولار في مصر. والعلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية بيننا جيدة جدا، لدينا تشابه في العديد من القضايا المختلفة فيما يتعلق بجدول الأعمال الدولي. فمصر وبيرو بلدان صديقان ، وهناك احترام متبادل مستمد من تاريخ وتراث الدولتين، كما أود أن أؤكد أن عملي بسفارة بيرو من أجل زيادة وتوطيد العلاقة الثنائية مع مصر والمصريين. وماذا عن أوجه التعاون الثقافي بين بيرو ومصر ؟ هناك تعاون ثقافي بين البلدين كونهما ذات تاريخ ثري، فقد وقعنا علي العديد من الاتفاقيات، حوالي 13 اتفاقية ، ولكنني سأذكر آخر اتفاقيتين ، أولا اتفاقية المؤسسات الدولية بين مكتبة بيرو الوطنية ومكتبة الإسكندرية، وأيضا هناك مذكرة تفاهم بين وزارتي الثقافة بالبلدين، لتنسيق وتعزيز تاريخنا الرائع. وماذا عن التعاون من الناحية التعليمية ؟ أعتبر هذا الموضوع مهما جداً فالتعاون الثقافي والتعليمي أهم ما أعمل عليه وذلك لعلمي بقرب ثقافتنا وتراثنا القديم ، فقد قمت بتقديم محاضرة بمدينة الثقافة والعلوم بمدينة 6 أكتوبر حول الثقافة والأدب البيرواني ، كما بدأت العمل علي ترجمة 100 كتاب من الإسبانية إلي العربية، كما ستنظم السفارة في الربع الأول من عام 2019 فعالية لتقديم حوالي 20 مقالة، تتعلق بتاريخ بيرو وفن الطهو والثقافة والأدب، وفي هذا الصدد، نعمل مع جامعة القاهرة، ومدينة الثقافة والعلوم ومعهد سرفانتس للغة الاسبانية لنشر كتاب تكليلا لهذه الجهود ، كما قمت بزيارة معرض الكتاب بالقاهرة وأعجبني التنظيم وقمت بشراء العديد من الكتب. مكافحة الإرهاب ما رأيك في النهج الذي تتخذه مصر في التنمية ومكافحة الإرهاب ؟ حالياً مصر مستقرة جداً وهذا بسبب إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكيمة للبلاد التي جلبت السلام والاستقرار للمنطقة وخلق حالة من التناغم بين كل المصريين ، ومن الناحية الاقتصادية فهناك تنمية كبيرة فالرئيس السيسي يعمل بنشاط لوضع مصر كعنصر فعال بين دول العالم ، فعلي هذه الخطي أتوقع مستقبلا قويا ومشرقا لمصر التي هي أصل الحضارة الإنسانية، وتقع علي مفترق طرق ثلاث قارات، وتشكل نقطة رئيسية في العلاقات بين الدول والشعوب. وماذا عن التعاون السياحي بين البلدين ؟ كما ذكرت هناك اتفاقية بين مكتبة الاسكندرية ومكتبة بيرو ولكن نتطلع لمزيد من التعاون فقد كانت مهمتي الأولي منذ وصولي إلي مصر مع عائلتي، تكوين الانطباع الأول عن القاهرة ، وبالفعل بدأت أقرأ عن مصر والقدماء المصريين، بقدر ما أستطيع. فقد قرأت عن جائزة نوبل، وثلاثية نجيب محفوظ ، وقمت مع عائلتي بزيارة القاهرة تفصيليا ومناطق مختلفة بها مثل شبرا والأهرامات والمتحف المصري وقمت بزيارة الإسكندرية ومكتبتها، كما زرت مدينة شرم الشيخ والغردقة وقمنا برحلة إلي أسوان، معبد الكرنك، الأقصر ، ووجدت العديد من الأماكن الجميلة بمصر لذلك يجب أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الدولتين خاصة أن بيرو أيضاً تتمتع بالعديد من الأماكن السياحية ، فهي تضم »ماتشو بيتشو» واحدة من ضمن عجائب الدنيا السبعة وهو نصب تذكاري ذو شهرة عالمية يقع في جبال الأنديز البيروانية وتحيط به مجموعة جميلة من الغابات الأستوائية وهو يعد المعلم التاريخي الأكثر تميزاً في بيرو كالأهرامات في مصر. الفهم المشترك حدثنا عن زيارتك الأخيرة إلي كل من شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني ؟ هذه الزيارات جاءت في إطار إجراءات البروتوكول الخاص بي، كما يفعل جميع سفراء السلك الدبلوماسي في مصر، من أجل تقديم احترامنا، وفي كلتا المناسبتين، أعربت عن انبهاري بالفهم المشترك لكل الأديان في مصر، للأقباط والمسلمين، الذين يعيشون في سلام، وهناك تفاهم متبادل..كما أحب أن أؤكد علي ترحيبي بالمزيد من الإجراءات لتحسين العلاقات، والعيش في سلام ومحبة وإخوة ، علي سبيل المثال، كانت رسالة عظيمة للمصريين وللعالم، بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخراً أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط »ميلاد المسيح» ومسجد »الفتاح العليم» في نفس اليوم بالعاصمة الادارية الجديدة. في رأيك ما أوجه التشابه بين الحضارة البيروانية والحضارة المصرية؟ في الواقع، يمكننا أن نجد أوجه تشابه قوية جدًا بين الحضارتين. وهناك روابط قوية في تاريخ الإثنين في الماضي، حيث أن كليهما لديه الكثير من النقاط المشتركة. علي سبيل المثال معتقدات بعد الحياة، وإجراءات التحنيط، والهندسة المعمارية، والأبواب شبه المنحرفة، والوصلة المثالية في العمل مع الصخور، والأهرامات ، ولكنها ليست مثل اهراماتكم بالتأكيد ، أيضا التقنيات الزراعية وقنوات الري، كما أن حضارة بيرو عمرها 3200 قبل الميلاد. كما أحب أن أشير إلي أن هناك تشابها كبيرا جدا بين المصريين والبروانيين فيما يتعلق بالتفكير، والمفاهيم المتساوية في الحياة. كما أنهم أشخاص منفتحون جداً، إيجابيون، ودودون. وهذا هو الانطباع الأول الذي حصلت عليه عند الوصول إلي مصر والشبه الكبير ليس فقط في الحضارات ولكن في المواطنين أيضا.