اضافات باهرة حاشدة، وقفزات شاهقة مذهلة، تنهمر علي ساحاتنا الآمنة في تدفق غير مسبوق، تحول واقعنا المؤرق الذي عاني طويلاً إلي أفق مشرق واعد صاعد في شتي ميادين الحياة، ومختلف مجالات الأنشطة البشرية، وما يتحقق علي أرض الواقع المأزوم الذي كابد الحرمان والتقهقر عقوداً، يستنهض التفاؤل المنطقي المستند إلي دلائل لا يماري فيها المنصفون، ولا يجحدها إلا المغرضون الموتورون، ويدفع الضمائر إلي الاستيقاظ علي ما يبهج ويحيي الأمل في نفوس ركنت طويلا إلي الانهزامية، واستلقت علي أشواك اليأس والإحباط، فمع صباح كل يوم هناك مشروع طموح ينطلق، أو منظومة شاملة تكتمل، أو انجاز عملاق يفتتح، او فكرة واعدة تشق جدران التمني وتدب حية علي أرض الواقع، ومع مطلع كل شمس أو في أصيل كل يوم يصافح الوعي المصري نبأ ما عن نجاح حقيقي في أحد المجالات، أو قفزة نوعية في ميدان ما، أو إضافة مرموقة في إحدي الساحات، مما يعني أن رحلة صعود ذلك الوطن العظيم إلي مكانته اللائقة به، ومقامه الذي يستحقه بين الأمم، بدأت بقوة ولن يوقفها حقد موتور، أو خيانة مأفون، أو فساد موبوء، مضي القطار المصري من محطة شبه العدم، وانطلق مسرعا، ليجتاز نقطة الصفر، وأدغال الأزمات الخانقة، ومستنقعات المشكلات المزمنة الطاحنة، وهكذا بدأت الرحلة المقدسة المشرفة كي ينهض وطن العراقة والأصالة والريادة، وبلد خير أجناد الأرض، وأخصب حقول الدنيا، وخزانة الخيرات التي لا تنفد، نعم توقف نزيف الإهدار وتجريف الأرض العمار، وبدأ شروق جديد، سيعم الدنيا ويغمر العالم ببهائه وضوئه الأخاذ، ونظرات إلي ميادين شتي: في الطرق الممتدة المصقولة، والمصانع العملاقة المأهولة بالأيدي العاملة الجسورة، والمشروعات العملاقة الجريئة في العمران والمرافق والإسكان والزراعة والري والبترول، تحيي النفوس التي استبد بها الإحباط، والضمائر التي خدعها اليأس، ولكن تبقي غصة اسمها الثقافة لا تواكب ذلك النبض الباهر، ولا تجاري هذا الايقاع المسرع القافز، ولا تتناسق مع الأداء الرائع في شتي الميادين، مع ان أخطر معارك تجربتنا الحضارية الجديدة هي الوعي الذي يراهن علي تزييفه أعداء عراقتنا، وخصوم حضارتنا، والحاقدون علي انجازنا، فمتي يستيقظ النائمون، ويهب المتكاسلون، ويخجل المتواطئون؟!