تحمل رسالة حب لوطنها، وتحلم بأن تصبح مصر أجمل بلاد الدنيا في كل شيء.. تحارب الأمراض النفسية بسلاح العلم، خاصة أنها واحدة من أبرز الأسماء المتخصصة في الطب النفسي.. لديها طموحات كثيرة تسعي إلي تحقيقها، ونظراً لدورها المهم والفاعل في المجتمع، التقتها "هي" في حوار تحدثت فيه عن ذكرياتها ومشوار نجاحها الذي لا يتوقف، ورحلة عطائها الممتد في مجال عملها. في مدينة الرحاب (شرق القاهرة)، ذات الطبيعة الهادئة، وفي إحدي الفيلات تسكن استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين وزميلة الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي، الدكتورة هالة حمَّاد، حيث أبت إلا أن تعيش في مصر لتدفن في ترابها، رغم نجاحها الكبير الذي حققته في إنجلترا وبقائها فترة هناك، لكنها تقول "إنه الحنين إلي مصر الوطن"، ولهذا السبب حملت الدكتورة هالة علمها وخبرتها وعادت بهما إلي بلدها حتي تتبني قضايا ومشكلات الأطفال والمراهقين، ولكي تقوم بدور الإصلاح الذي يحتاجه بلدها في الوقت الراهن. سألتها لماذا اخترت مجال الطب النفسي؟ فأجابت: والدتي الدكتورة سناء كانت طبيبة تخدير، وكانت صديقتها المقربة جدا إليها الدكتورة سهام راشد رئيسة قسم الطب النفسي في كلية الطب جامعة الإسكندرية، وكانت كلما تتزاور هي ووالدتي تحكي دائما حكايات عن عملها وقصصا مثيرة جذبتني وجعلتني أحب هذا المجال وأهتم به بشكل كبير، حتي أنني قررت حين كان عمري 10 سنوات أن أصبح حين أكبر طبيبة نفسية وأتخصص في مجال الطب النفسي مثلها، حيث كانت الدكتورة سهام مثلي الأعلي وكانت قدوة عظيمة بالنسبة لي، وكذلك وجدت أن المرض النفسي أصعب من المرض العضوي، لأنه مؤلم بشكل كبير، فلو عالجنا الأمراض النفسية، من الممكن أن يتم الشفاء من المرض العضوي المرتبط به. ولماذا اخترت تخصص الأطفال والمراهقين علي وجه التحديد؟ لأن هناك الكثير من المشاكل النفسية التي يصاب بها الكبار تكون ناتجة عن أخطاء في التربية منذ الصغر، وبالطبع أفادني ذلك بدرجة كبيرة جدا في تربيتي لأبنائي، كما استفدت منه في الحياة بشكل عام، لأنني أتعلم من كل إنسان أقابله وأفكر فيما يمر بي في حياتي اليومية، وكذلك تعلمت التسامح والهدوء وأيضا الرغبة في العطاء منذ الصغر، والتي تعلمتها من والدتي. أما والدي فقد تعلمت منه حقيقة الحياة وأنها قصيرة وأن العمر ليس بعدد السنوات التي نعيشها ولكن بحجم الإنجازات التي نحققها، لأن والدي (رحمه الله) توفي وكان عمره وقتذاك 39 عاما فقط، إلا أنه كان طبيب قلب مشهورا يجري عمليات القلب المفتوح بمهارة فائقة، ومات أيضا بالقلب، وهو في عز شهرته وإمكانياته المادية الهائلة، ورفض أن يستمر في إنجلترا، أو أن يعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأصر علي العودة إلي بلده مصر، فقد تعلمت منه أيضا حب الوطن والانتماء إليه. ربما لا يعرف الكثيرون الجانب الآخر من حياة المشاهير أو نجوم المجتمع مثل الدكتورة هالة حماد، ولهذا السبب سألتها عن هواياتها, فقالت إن أول شيء في قائمة هواياتها هو القراءة، ثم تأتي هوايات أخري مثل المشي والسباحة كما أنها تستمتع بممارسة الرياضة عموما وتجد في ذلك متعة كبيرة وفوائد مهمة للصحة. وأخيراً تؤكد الدكتورة هالة أنها استطاعت أن توفق بين حياتها العملية والأسرية عن طريق التخطيط الجيد لهذا الأمر، واستخدام أدوات النجاح واجتماع الأسرة والمشاركة في الحوار، وطرح المشكلات والهموم والوصول إلي حلول جيدة، لتنعم بحياة سعيدة وهانئة.