طموحها لا ينتهي.. ولديها بركان من الإرادة والعزيمة التي تمنحها القوة علي العطاء المستمر لا تتوقف عن المضي قدما في مجال عملها بالطب النفسي تعلمت السير منذ الصغر علي درب التفوق والنجاح، ونتيجة لحصولها علي أعلي الدرجات بالثانوية العامة حظيت بدخولها كلية طب الأسنان جامعة القاهرة واستمرت تنهل أيضا من العلوم والمعارف الحديثة والدراسات الجديدة في عالم طب الأطفال، الأمر الذي زاد من تميُّزها وحصولها علي دبلومة في الصحة النفسية وأخري في تخاطب الأطفال من جامعة عين شمس وباتت طبيبة متميزة تقدم رسالة إنسانية نابعة من الوجدان حققت بها استجابة كبيرة وحضورا لافتا لطبيبات وإخصائيات نفسيات كتبن أسماءهن في قائمة التميُّز. إنها الدكتورة إيمان جلال أحمد إخصائية الصحة النفسية ومدربة التنمية البشرية. من خلال قراءاتي لبحوث وإحصاءات كثيرة بالإضافة لدارستي ومتابعتي المهنية بات واضحا أن المرضي النفسيين في عالمنا العربي يعانون أكثر من غيرهم في بلدان أخري من وصمة المرض النفسي التي تصل أحيانا إلي الطب النفسي والعلاج النفسي وهذه الوصمة هي شكل من أشكال تبرير عزل المرضي النفسيين بما يشبه الإقصاء وأيضا إبعاد أو استبعاد العلاج النفسي الذي يحتاجونه، كما تميل الثقافة الموروثة إلي وصف المرض النفسي بالغيبيات ربما بسبب وربما من أجل وضع المريض النفسي خارج دائرة المجتمع، فهو إما مخبول مهبول وإما مبروك مكشوف عنه الحجاب في بعض المجتمعات هذا ما أشارت إليه د. إيمان جلال وأضافت أن وصمة المرض النفسي تعتبر من أهم العوائق أمام العلاج علي مستوي المجتمع والأسرة وحتي علي مستوي الفرد، ويتم التهرب من العلاج النفسي بالإنكار أولا، ثم بوضعه في أولوية متأخرة بين التخصصات الأخري. وتسترجع د.إيمان شريط ذكريات حياتها ونشأتها في حلوان، وتقول إنها تدين بالفضل هي وأشقاؤها في التربية علي القيم والأخلاق الحميدة والتفوق في كل المراحل التعليمية وحتي الجامعة وفي الحياة العامة لوالديها وتعلمت هي بصفة خاصة من السير علي المثل القائل "للنجاح طرق كثيرة"، أما التفوق والإبداع فكل منهما موهبة منفردة أجيد العزف علي أوتارها لأخرجها من أعماقي ولذا فهي تؤكد علي أنها مواطنة مصرية طموحة تحدد مسارها وأهدافها بخطة محددة كما أشارت إلي تفوقها في المرحلة الثانوية وفي كلية طب الأسنان جامعة القاهرة، وهذا دفعها للإبحار في ودراسة جوانب كثيرة في عالم طب الأطفال داخل إدارة مراكز التنمية والرعاية الأسرية بحي حلوان و51 مايو. د. إيمان التي طورت إمكانياتها بحصولها علي دبلومة في الصحة النفسية ودبلومة تخاطب للأطفال من جامعة عين شمس، قالت أيضاً إنها مرت بتجارب مع أناس أثروا فيها وفي عملها تأثيرا جوهريا شجعها علي العمل كمستشارة تدريب ومدربة تنمية بشرية، ولم تخفِ أنها وجدت فيه نفسها لإيمانها بأن الصحة البدنية والعقلية للإنسان مصدرها الصحة النفسية التي هي مفتاح السعادة دائما كونها تجعل الإنسان قادرا علي مواجهة أي مشكلة يتعرض لها . وتابعت: العمل مع النفس البشرية يحتاج إلي مهارات عقلية واستعداد نفسي كي يمكن استيعاب كل شخصية نواجهها وبالأخص عندما تكون مع الأطفال وهي بالتحديد متعة لا يضاهيها متعة خلال انطلاقي داخل شريان عمل جديد كطبيب وإخصائي نفسي وتعديل سلوك الكبار والصغار والمشاكل النفسية للأطفال من فرط حركة وتلعثم ونقص في الانتباه بجانب عملي كمستشار تدريب ومدرب تنمية بشرية وهي مجالات كان البعض يري أنها لابد أن تظل حكرا علي الرجال ولا تستطيع المرأة القيام بها ولكني أثبت أنه لاتوجد وظيفة حكرا علي الرجل. ولنقف علي تدفق خبرات وتألق الجنس الناعم في نسيج مجتمع المحروسة فقد سارعت د.إيمان ومجموعة من زميلاتها في ذات المجال في عمل ملتقي "تجارب نسوية بين المثابرة والعطاء"، لفتح مجال للتعارف علي سيدات وطبيبات وأمهات من مختلف الأقطار بحيث يمكن لهن أن يتشاركن الحوار والخبرات وإلقاء الضوء علي تألق المرأة في مصر المحروسة والدول الأخري عموما، وبالفعل كانت هناك استجابة كبيرة وحضور لافت لطبيبات وأخصائيات نفسيات وتعديل سلوك للكبار والصغار جئن لعرض تجاربهن المتميزة ونجحن في كتابة أسمائهن في قائمة التميُّز وقدمن مثالا للمرأة المتفانية في إبراز مهاراتها والبرهنة علي كفاءتها وجدارتها في خدمة وطنها. وبروح التحدي التي تغوص بها د. إيمان في مجال الطب النفسي وبعيدا عن لجوء بعض المجتمعات لأساليب غير علمية لمعالجة الأمراض النفسية وغيرها تطالب د. إيمان بتقديم الخدمات من خلال عيادات خارجية متخصصة عيادات متنقلة معالجة الرعاية المركزة، فرق التدخل المبكر، فرق حل الأزمات، خدمات التعافي والتوظيف والتأهيل، وضرورة تقييم النتائج المترتبة علي العلاج. وبالرغم من انشغالها الدائم بين عملها كطبيبة نفسية ورعايتها لأبنائها إسلام ولؤي ورامي إلا أن لديها حنيناً كبيراً لدخول المطبخ وعمل كل الأكلات، وكم تشعر بالسعادة نظرا لعدم وجود منافس لها في عمل العزومات الكبري، وبالنسبة لعالم الموضة فهي لديها ولع بمواكبتها واقتناء كل ما هو جديد وعصري وبنفس الفكر تقبل علي شراء الشنط أو الأحذية أو الأكسسوارات النادرة. وتضيف د. إيمان أنها تحب أيضا قراءة الكتب الأدبية والعلمية المتنوعة بالإضافة لعشقها وهوايتها لفن المسرح وبجانب أنها تستعد لتقديم برنامج إذاعي تتناول فيه جمال العلاقات الإنسانية وحل أي منازعات بالود والحب فهي مازالت تؤمن بجمال العبارة التي تقول: "الحافز هو توءم الأمل وهو العين الأخري التي تكمل منظومة الرؤية لغد قادم ومستقبل مشرق".