الملكة هي حتشبسوت عندما كانت طفلة، والملك هو أبوها الملك تحتمس الأول ويبدو أن البنت الصغيرة كانت متعلقة بأبيها لدرجة كبيرة لذلك اختارت وادي الملوك لكي يكون مقرا لمقبرتها وبذلك تعتبر أول من عرف أن هذا الوادي هو مكان آمن لإخفاء المقبرة، وتبعها بعد ذلك ملوك مصر. أما المفاجأة والتي لم تحدث من قبل فهي العثور علي تابوت والدها داخل مقبرتها رقم 20. هذا التابوت يعتبر تحفة فنية جميلة ولم يعثر علي المومياء داخل المقبرة. هذا التابوت الأول الذي يخص تحتمس الأول،موجود حاليا بمتحف الفنون الجميلة بمدينة بوسطن.وقد عثر علي تابوت ثان بالمقبرة يخص الملكة حتشبسوت، وهو موجود الآن بالمتحف المصري، ولم يعثر بداخله علي المومياء. لم يعرف أحد أين توجد مومياء الملكة حتشبسوت ولم يعثر عليها داخل خبيئة المومياوات بالدير البحري والتي تم كشفها عام 1871 ونقلت إلي المتحف المصري عام 1881 وكذلك لم يعثر عليها داخل خبيئة المومياوات الثانية والتي عثر عليها داخل حجرة بالمقبرة رقم 35 والخاصة بالملك أمنحتب الثاني. ولم يعثر للملكة حتشبسوت داخل خبيئة المومياوات بالدير البحري غير علي صندوق من الخشب عليه اسم الملكة وداخله الكبد وجزء من الأمعاء وقد نقل مع المومياوات إلي المتحف المصري. وقد عثرنا علي مومياء الملكة من خلال المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية داخل المقبرة رقم 60 والتي تخص مرضعة الملكة. وأتصور أن هذه الملكة كان لها طموح وقوة وشخصية لم تحظ بها امرأة من العصر الفرعوني من قبل، وأتصور أن الملك تحتمس الأول لم يكن سعيدا عند ولادة هذه الطفلة، لأنه كان يريد ذكرا ليتولي العرش من بعده، ولذلك فقد صممت الطفلة أن تعمل لكي تحكم مصر ولذلك بدأت في صحراء منف حيث يعيش والدها داخل القصر الملكي أن تذهب لوادي الغزلان والذي يقع بين أهرامات الجيزة وسقارة لتتعلم فنون القتال وأتصور أن هناك علاقة ما بدأت تنمو بينها وبين المهندس العبقري سنموت، غير أنها لم تستطع أن تتزوجه لأنه من عامة الشعب ولكنه استطاع أن يبني لها أعظم صرح معماري في الوجود، وهومعبد الدير البحري بالبر الغربي بالأقصر. وأعتقد أيضاً أن لسلف هذه الطفلة دوراً عظيم في تنشئتها وترك بصمة عظيمة علي طفولتها وشبابها فخلف هذه الطفلة صف طويل من الأجداد الرجال المحاربين الأشداء مثل فرسان القرون الوسطي، إنهم أمراء طيبة الذين حرروا مصر التي كانت تحت تأثير كابوس الهكسوس هؤلاء البرابرة عبدة الإله ست إله الفوضي. ومن المؤكد أن الخوف من احتلال الهكسوس لمصر قبل أن تتولي الحكم قد أزعج هذه الطفلة حتشبسوت ونجدها قد تحدثت عن ذلك فيما بعد من خلال إحدي النصوص بمعبدها المخصص للإلهة باخت في إسطبل عنتر بمصر الوسطي. وفي طفولتها، شاهدت أباها، الملك العظيم تحتمس الأول وهو يأمر ببناء الصرح الرابع المطل علي النيل، والصرح عبارة عن برجين ضخمين مستطيلين ليكونا المدخل إلي المعبد. وكان المهندس " إنيني" هو الذي يدير دفة البناء. وثبت في المكان الباب الضخم المصنوع من نحاس آسيا. وحفرت عليه صور الإله مين، إله الخصوبة والتناسل، بالذهب وثبتت به الصور العملاقة المرسومة علي خشب الآرز الذي أحضره المصريون القدماء من بلاد بيلوس أو جبيل (لبنان حاليا).