أعتقد أن مرضعة الملكة حتشبسوت والتي تعرف باسم (سات ان رع) وتوجد مومياتها داخل المتحف المصري وغير معروضة بقاعة المومياوات وقد أقامت الملكة حتشبسوت مقبرة خاصة لها وهي المقبرة رقم 60 بوادي الملوك تقع إلي الجنوب مباشرة من مقبرة الملكة حتشبسوت. وعندما بدأت رحلة البحث عن مومياء الملكة حتشبسوت والتي سوف أتحدث عنها في مقالات قادمة وعثرت علي مومياء مرضعة الملكة حتشبسوت بالدور الثاني أو بمخزن المتحف المصري اعتقدت أن هذه المومياء للوهلة الأولي هي مومياء الملكة لأن تحنيط المومياء كان علي مستوي عال من التحنيط الذي تم لكل ملوك الأسرة 18 وكانت مرضعة الملكة حتشبسوت تسمي أيضاً أحياناً باسم (أنت) ونعرف من خلال الأدلة العلمية أن الملكة حتشبسوت تكن لها مشاعر الاحترام والتقدير والاعتزاز بل وقامت في وقت لاحق بإهدائها قربانا جنازيا لها من أجل أن يعطي أوزوريس »لكا« المربية العظيمة التي ربت سيدة القطرين قرابين من الثيران والطيور وألف شيء من الأشياء الجميلة الظاهرة. وقد كان لسلف الطفلة حتشبسوت دور عظيم في تثبيتها وترك بصمة عميقة علي طفولتها وشبابها فخلف هذه الطفلة العظيمة صف طويل من الأجداد الرجال المحاربين الأشداء مثلهم مثل فرسان العصور الوسطي منهم أمراء طيبة الذين حرروا مصر التي كانت تأثير كابوس الهكسوس هؤلاء البرابرة الرعاة عبدة الإله (ست) إله الشر وحاربوا من أجل تحرير البلاد ومن المؤكد أن الخوف من احتلال الهكسوس لمصر قد أزعج الطفلة (حتشبسوت) ونجدها قد تحدثت عن ذلك فيما بعد من خلال أحد النصوص بالمعبد الشمس وهو اسطبل عن معبد الوسطي بالمنيا وفي طفولتها شاهدت (حتشبسوت) وفقاً لأوامر أبيها إقامة الصرح الرابع المطل علي النيل وهما برجان ضخمان مستطيلان يكونان مدخلاً للمعبد وكان المهندس (أني) هو الذي يدير دفة البناء وثبت في مكانه الباب الضخم المصنوع من نحاس أسيا وحفرت عليه صور الإله (مين) إله الخصوبة والتناسل وثبتت به الصواري العملاقة المصنوعة من خشب الأرز المستورد من (ببلوس) لبنان حالياً وخلف الصرح العظيم شيد (أني) أيضاً قاعة غريبة الشكل ضيقة ومستطيلة شيد سقفها علي أساطين خشبية وكأنها زهرات اللوتس. وخلف هذه القاعة شيد (أني) الصرح الخامس وفي الناحية الغربية من نهر النيل العظيم أمر بحفر بحيرة وغرس أشجار الفاكهة علي ضفافها. وبلا شك فإن الطفلة كانت تترك منف وتذهب إلي طيبة وتزور آثار أجدادها وتشاهد الصروح العظيمة التي يقوم بتشييدها المهندس العبقري (آني) الذي اعتمد عليه أبوها الملك (تحتمس الأول) في كل مشروعاته الدينية استطاع أن يحفر اسمه في التاريخ.