تعرضت رانيا يوسف لهجوم شرس بسبب فستانها الذى ظهرت به فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والذى أسدل الستار على دورته الأربعين، الخميس الماضى، إذ شهد المجتمع الافتراضى «السوشيال ميديا» حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لإطلالتها، وزاد من إشعال النار فى الهشيم إعلان بعض المحامين رفع دعاوى قضائية تتهمها بالتحريض على الفسق والفجور، وهو ما دفع رانيا لإصدار بيانا توضيحيا تعتذر فيه عن سوء تقديرها للفستان، وهو ما وصف البعض بشجاعة الفرسان، أن تعترف بالخطأ وتعتذر عنه. حالة من الذهول والدهشة انتابت رانيا يوسف منذ الوهلة الأولى عند معرفتها بالهجوم الشرس على فستانها الذى ظهرت به فى مهرجان القاهرة، والذى وصفه البعض بالفستان الفاضح، ويحرض على الفسق والفجور، وذلك لأنها ليست من هواة إثارة الجدل والبحث عن فضيحة من أجل الشهرة، أو لفت الأنظار كما روج البعض للأزم، إلا أن استمرار الهجوم دفعها للظهور على شاشة التليفزيون من خلال برنامج للإعلامى عمرو أديب والذى يذاع على قناة mbc مصر، لتشرح لجمهورها ملابسات ما حدث وتؤكد على نيتها الطيبة، إلا أن جانبها التوفيق فى هذا القرار، حيث زاد من حالة الاحتقان خاصة مع طريقة تعبيرها عن الحقيقة لم يكن موفقاً، حيث انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعى مرة أخرى حول مبرراتها وكان هناك مؤيد ومعارض لما عبرت عنه فى البرنامج، وهو ما تناوله الكثيرين واعتبروه غير مقنع من وجهة نظرهم. الا أن رانيا قد أكدت أن الأمر برمته كان سوء تقدير منها ولم تكن قاصده إثارة الجدل، خاصة أن طوال تاريخها الفنى الحافل بالأعمال الناجحة، لم تقترف فعلا مثل هذا من قبل، وكانت حريصة على الظهور باستمرار فى شكل يتناسب معها ومع المجتمع المحيط بها، وليس من المعقول أن تتحول بنسبة 180 درجة فى الوقت الحالى بهدف لفت الأنظار. وأضافت رانيا قائلة: «قدمت اعتذارا لإيمانى الشديد بأن خطئي عن غير قصد عند إرتدائى الفستان وظهوره بهذا الشكل المبالغ فيه، ولكنى شعرت أيضا بحالة من الذهول و الخوف لما أثير حول الفستان، حيث ردود الفعل كانت عنيفة ضدى، لم يكن هناك تقدير لإعتذارى خاصة من بعض جمهورى والذى أكن له التقدير والاحترام، لأنه السبب الحقيقى فى وجودى بالأضواء والشهرة، وأوضحت من قبل عن ملابسات الأمر، وسر ظهور الفستان بهذا الشكل المبالغ فيه، إذ تم رفع البطانة الخاصة به، وهو ما تسبب فى احراجى، ولم أكن على دراية بما يحدث حتى انتهاء حفل الختام، وتلقيت بعدها عديد من التعليقات اللاذعة، واتصالات سواء من الأقارب أو الأصدقاء الذين يحاولون الوقوف بجوارى فى هذه الأزمة غير المقصودة». ووصفت رانيا نفسها قائلة: «لم أكن بهذا الغباء من أجل ظهورى بهذا الشكل المبالغ فيه، وغير المقبول، وأضر بنفسى وعائلتى وبناتى من أجل إرتداء فستان لإثارة جدل حولى، فطوال تاريخى الفنى لم أثير الجدل إلا من خلال أعمالى التى لاقت نجاحا كثيرا من الجمهور، وأخرها مسلسل «كأنه إمبارح» الذى يعرض حاليا على أحدى القنوات الفضائية، وحقق العمل نجاحا كبيرا، وأعتبر ذلك هو النجاح الحقيقى الذى أسعى دائما لتحقيقه بعيدا عن إثارة الجدل بأشياء أخرى». وقالت رانيا: «أعتذر لجمهورى على هذا الخطأ غير المقصود، وأتمنى أن يتقبل الجميع اعتذارى، خاصة أننى لم أرغب فى إثارة الجدل كما روج البعض، وأتمنى من الجميع أن يكون هناك نوعا من رحمة وعدم القسوة على أى شخص لمجرد أنه أخطأ، فلابد أن نمنحه فرصة أخرى خاصة عندما يكون لديه شجاعة الاعتذار». البداية بعد ختام مهرجان القاهرة السينمائى، الخميس الماضى، شهدت الساحة حالة من الهجوم على رانيا يوسف بسبب فستانها الذى وصفه البعض بالفاضح، واشتد الهجوم بعد إعلان عدد من المحامين رفع دعاوى قضائية ضدها يتهمونها فيه بالتحريض على الفسق والفجور، وهو ما دفع نقابة المهن التمثيلية لإصدار بيان ضد رانيا يوسف فى البداية وجاء فيه: «عبر الكثير من المهتمين بالشأن الثقافى والفنى عن انزعاجهم الشديد لما لاحظوه أثناء حفلى افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى نعتبره جميعا من أهم الفعاليات الدولية التى تمس صورة الفن المصرى والعربى أمام العالم فى مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب، غير أن المظهر الذى بدت عليه بعض ضيفات المهرجان لا يتوافق مع تقاليد المجتمع وقيمه وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذى أساء لدور المهرجان والنقابة المسئولة عن سلوك أعضائها». وأضاف البيان: «ورغم إيماننا بحرية الفنان الشخصية إيمانا مطلقا فإننا نهيب إدراك مسئوليتهم العامة تجاه جماهير تقدر فنهم، ولذلك سوف تقوم النقابة بالتحقيق مع من تراه تجاوز فى حق المجتمع، وسيلقى الجزاء المناسب، حتى تضمن عدم تكرار ذلك بالتنسيق مع الإدارة العليا للمهرجانات واتحاد النقابات الفنية». دفاع ودفع هذا البيان وحالة الهجوم رانيا يوسف لإصدار بيان توضيحى قالت فيه: «من الممكن أن يكون خاننى التقدير»، مشيرة إلى أنها «لم تكن تقصد الظهور بشكل يثير حفيظة وغضب الكثيرين ممن اعتبروا الفستان غير لائق». وأضافت: «لم أكن أتوقع كل ما حدث، وإن كنت أعلم لما ارتديت الفستان، وهنا أكرر التأكيد على تمسكى بالقيم والأخلاق، التى تربينا عليها فى المجتمع المصرى التى كانت ولا تزال وستظل محل احترام». وبررت يوسف اختيارها للفستان بأن «آراء مصممى الأزياء ومتخصصى الموضة غالبا ما تؤثر على قرارات اختيار الملابس، وقد يكونوا وضعوا فى الاعتبار أننا فى مهرجان دولى». بيان تضامن وبعد اعتراف رانيا يوسف بخطأها قررت نقابة المهن التمثيلية إصدار بيان آخر مغاير تماما للبيان الأول الذى صدر عن النقابة حيث تدافع عن رانيا يوسف، مؤكدة التضامن معها والوقوف بجوارها فى أى دعوى قضائية، والدفاع عنه فى أى قضية تنظر أمام المحكمة. وجاء فى بيان نقابة الممثلين: «تعرب نقابة المهن التمثيلية عن انزعاجها من التصعيد غير المبرر لسلوك جانبه الصواب من إحدى عضوات النقابة وهو الأمر الذي رأت النقابة معالجته داخل البيت النقابي وفي إطار مهني بعدم تكراره تقربا للتوازن بين الحرية الشخصية والمصلحة العامة المتمثلة في الصورة المشرفة للفعاليات الثقافية الهامة التي ترعاها الدولة المصرية». وتابع البيان: «ولكن النقابة ترى أن تحويل أحد أعضائها إلى القضاء بتهم جنائية هو أمر شديد الخطورة ولا يتناسب مع الفعل غير المقصود، والذى سبقت إدانته كما أنه يسىء إلى مناخ الحرية الذى نسعى إلى توسيع دائرته فى مجتمع يسعى إلى مقاومة التطرف والإرهاب». وأضاف: «تعلن النقابة أنها اضطلاعا منها بدورها فى حماية أعضائها ترسل فريق من المحامين للدفاع عن أى عضو يقدم إلى محاكمة جنائية أو تأديبية، كما نهيب بالجميع الالتفاف إلى القضايا الأساسية المتمثلة فى أزمات الصناعات الفنية والثقافية وعدم الانجرار إلى قضايا شكلية تبتعد بنا عن دورنا الأساسى فى الدفاع عن حقوق الجميع فى العمل داخل مؤسسات حرة وديمقراطية».