أصدرت المكتبة العربية للنشر والتوزيع، كتابا بعنوان (رايات النصر وجيوش الشمس) للزميل الكاتب محمد حسن حمادة، ويروى فيه ملحمتي حرب الاستنزاف والعبور العظيم. يبرز فيه الكاتب كيف انطلق جند الله أبطال الجيش المصري البواسل خير أجناد الأرض لزرع أرواحهم بذورًا بين كثبان أرض الفيروز التي رووها بدمائهم الذكية حتي تنموَ أعلامًا خفاقةً ترفرف فوق أرض سيناء لاسترداد الأرض والعرض والشرف والوطن والكرامة، في ملحمة أسطورية سطرتها الشهداء. كما يلقي الكاتب الضوء علي عزيمة وإرادة الأبطال الذين صنعوا المعجزة وقهروا الجيش الذي لايقهر وعبروا أكبر مانع مائي في العالم ( قناة السويس) ودمروا خط بارليف الحصين أقوي مانع دفاعي في التاريخ العسكري. كما يبرز الكاتب البطولات التى يعجز العقل عن تصديقها وهى أن ثمانية الآلاف مقاتل مصري من قوات الصاعقة والمشاة يدحرون أكثر من 50 ألف صهيوني في ست ساعات، ويقتلون ويأسرون كل من تحصن في الدشم والمواقع المنتشرة على طول 175 كيلومتر شرق القناة. وتطرق الكاتب إلى حالة الرعب التي دبت في قلوب الصهاينة بمجرد أن سمعوا صيحات "الله أكبر" التي زلزلت الأرض من تحت أقدامهم وخلعت قلوبهم فكانوا يهرولون كالفئران المذعورة ويصرخون كالنساء بينما الجندي المصري يتسلق خطهم المنيع وبيسر وسهولة يحصد رؤوسهم في حصونهم وأبراجهم المشيدة، بعدما توهمت إسرائيل أن الغرف الحصينة ستعصمهم من غضبة الجندي المصري عندما يثأر لكرامته، في تلك السويعات تغير طعم التاريخ. ويركز الكاتب علي دور واشنطن في هذه الحرب وجسرها الجوي الذي أنقذ إسرائيل من هلاك محقق، ويكشف حقيقة ثغرة الدفراسوار مؤكدا أنها لم تكن إلا فيلماً هوليودياً فشلت تل أبيب في إنتاجه وتسويقه. كما يبرز الكاتب الدور المهم لحرب الاستنزاف التي كانت عقاباً أميركياً على نجاح عبد الناصر في بناء نموذج ثورى واقتصادى واجتماعي ناجح ليس للعالم العربي فحسب بل لكل دول العالم الثالث مما شكل خطراً جسيماً على المشروع الصهيو أميركي في المنطقة، حيث كانت حرب الاستنزاف هي طريق العبور الأول لنصر أكتوبر العظيم.