ضبط شخص يوزع مبالغ مالية لشراء أصوات الناخبين بسوهاج    ارتفاع مفاجئ في سعر الذهب.. عيار 24 يسجل 6943 جنيها للجرام    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    فتح المطارات للاستثمار |شراكة تشغيلية مع القطاع الخاص دون المساس بالسيادة    الصومال يطالب إسرائيل بسحب اعترافها ب"أرض الصومال"    فرنسا ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا    موعد مباراة الزمالك وبلدية المحلة في كأس مصر    النصر يحطم أرقام دوري روشن بانطلاقة تاريخية بعد ثلاثية الأخدود    الأهلي يفوز على الكويت الكويتي ويتوج بالبطولة العربية لكرة الماء    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء سيدة بقيام أخرى بتوزيع سلع لدعم مرشح في الانتخابات    يسرا ناعية داوود عبد السيد.. «هفضل فكراك بضحكتك وحكاياتك»    بشير عبدالفتاح: إسرائيل تسعى إلى تموضع عسكرى فى صومالى لاند    رجال السياسة والفن والإعلام يحضرون العرض الخاص لفيلم الملحد    سهر الصايغ وعمرو عبد الجليل يتعاقدان على «إعلام وراثة» | رمضان 2026    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    نيجيريا ضد تونس .. نسور قرطاج بالقوة الضاربة فى كأس أمم أفريقيا    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    خبيرة تكشف طرق الاختيار السليم للزواج وتوقعات الأبراج 2026    218 فعالية و59 ألف مستفيد.. حصاد مديرية الشباب والرياضة بالمنيا خلال 2025    وزير الصحة يكرم الزميل عاطف السيد تقديرًا لدوره في تغطية ملف الشئون الصحية    موجة جوية غير مستقرة بشمال سيناء تتسبب بإغلاق ميناء العريش    الجيش السوداني يعلن استعادة السيطرة على منطقة الداكنوج بكردفان    النائب أحمد سيد: السياحة قضية أمن قومي وصناعة استراتيجية تقود الاقتصاد الوطني    الدفاعات الجوية الروسية تسقط 111 مسيرة أوكرانية خلال 3 ساعات    عظمة على عظمة    تأجيل قضية فتى الدارك ويب المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة لجلسة 24 يناير    تعليم العاصمة تعلن انطلاق البث المباشر لمراجعات الشهادة الإعدادية    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    خبير نووى: الأوروبيون فقدوا أوراق الضغط وإيران تتحرك بحرية فى ملف التخصيب    "القصير" يتفقد غرفة العمليات المركزية للجبهة الوطنية لمتابعة جولة الإعادة بال19 دائرة الملغاة    جهود لإنقاذ طفل سقط في بئر مياه شمالي غزة    مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: واشنطن لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم على إيران    ألمانيا تغلق مطار هانوفر بعد رصد مسيرات في مجاله الجوي    إقبال كثيف للناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان بقرى مركز سوهاج    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    يصيب بالجلطات ويُعرض القلب للخطر، جمال شعبان يحذر من التعرض للبرد الشديد    السجن 10 أعوام وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بحيازة مخدرات وسلاح ناري بالإسكندرية    جولة في غرفة ملابس الأهلي قبل مواجهة المصرية للاتصالات بكأس مصر    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    موعد مباراة السنغال والكونغو الديمقراطية بأمم أفريقيا.. والقنوات الناقلة    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيادة حدة الاستقطاب في الانتخابات الأمريكية
اعتماد جمهوري علي نجاحات ترامب.. وقلق ديمقراطي من افتقار الحزب لرسالة واضحة
نشر في أخبار السيارات يوم 03 - 11 - 2018

ساعات قليلة وينطلق ماراثون انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأمريكية المقررة بعد غد الثلاثاء. ومع بدء العد التنازلي لعملية التصويت، ارتفعت حدة القلق والاستقطاب بين أعضاء ومؤيدي الحزبين الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب، والديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس السابق باراك أوباما. وبدت التوقعات حول نتيجة الانتخابات المقبلة متباينة إلي حد كبير، وتتغير تفاصيلها كل ساعة.. تختلف الانتخابات النصفية هذه المرة عن معظم الانتخابات التي جرت في الولايات المتحدة علي مدي العقود الماضية. ويبدو ذلك في عدة نقاط:
أولا، بالرغم من أن هذه الانتخابات تشريعية وتتعلق بشخصية كل مرشح علي حده، إلا أنها ترتبط بشكل كبير بمستوي رضا الناخبين عن عمل الإدارة الأمريكية الحالية.
ثانيا، تشهد الانتخابات التشريعية هذا العام ظاهرة جديدة تتمثل في ترشح النساء في جميع أنحاء البلاد بأعداد قياسية لم تشهدها الولايات المتحدة من قبل، ويرجع المحللون السبب وراء ذلك إلي زيادة نسبة سخط السيدات من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ثالثا، في حالة فوز الجمهوريين في هذ الانتخابات ستتغير ملامح السياسة الأمريكية بشكل كبير خلال العشر سنوات المقبلة، بل وقد يمتد تأثيرها لعقود قادمة، وسيتمكن الحزب الجمهوري من تمرير حزمة من القوانين التي تتعلق بقضايا خلافية، طبقا لرؤية واستراتيجية الرئيس ترامب، دون أن يكون للحزب الديمقراطي ناقة ولا جمل في عملية تمريرها. كما أن فوز الجمهوريين سيعزز من فرص إعادة انتخاب ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
رابعا، ستؤثر نتائج الانتخابات المقبلة علي التقسيم القادم للدوائر الانتخابية المقرر إجراؤه عام2021. فطبقا للدستور الأميركي، يتم تعديل تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب كل عشر سنوات لتحديد الوزن النسبي لكل مقاطعة داخل المجلس. أخيرا، يخشي الديمقراطيون من ارتفاع نبرة الصقور داخل الإدارة الأمريكية في حالة حصل الحزب الجمهوري علي مقاعد تكفي لزيادة أغلبيته في الكونغرس خاصة في مجلس الشيوخ. وبدت بالفعل أصوات الصقور تعلو في السياسة الأمريكية منذ تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية وجون بولتون مستشاراً للأمن القومي لترامب.
علي الجانب الآخر، سيمنح نجاح الديمقراطيين في السيطرة علي أي من مجلسي الكونغرس قوة تكفي لإرجاء أو إبطاء أجندة ترامب السياسية، وسيكون لذلك توابع جوهرية علي الفترة المتبقية في رئاسة ترامب، كما أنه سيؤثر حتما علي فرصه في الفوز بفترة ثانية. وسيتمكن الديمقراطيون من فتح تحقيق موسع ضد الرئيس وبعض مساعديه حول العديد من القضايا، أهمها التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية. كما سيتمكن الديمقراطيون من إصدار مذكرات استدعاء للعديد من معاوني ترامب. وبصرف النظر عن نتيجة الانتخابات بالنسبة للجمهورين أو الديمقراطيين فإنها ستعطي الصورة الحقيقية عن الشعب الأمريكي ومدي قبوله أو رفضه لسياسيات ترامب المتشددة تجاه المهاجرين ومنهجه الحمائي في التجارة.
أجندات مختلفة
يتركز الرهان الأكبر للحزب الجمهوري خلال هذه الانتخابات علي استخدام ورقة النجاح الاقتصادي الذي يشهده سوق العمل الأمريكي، وما صاحب ذلك من زيادة معدلات النمو، وانخفاض معدلات البطالة، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المتوقعة والحالية. ويرجع الجمهوريون الفضل في ذلك إلي قانون الإصلاح الضريبي الذي تم تمريره في ديسمبر العام الماضي، وهو أحد الوعود الانتخابية للرئيس ترامب، فضلا عن النجاح الذي حققه ترامب فيما يتعلق بمسألة التهديد النووي الكوري بعد لقائه التاريخي مع كيم يونغ أون في سنغافورة. كما أن قرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل يمثل، بشكل أو بآخر، نقطة إيجابية تضاف إلي رصيد ترامب باعتباره وعدا انتخابيا تم تنفيذه.
تاريخيا، يستند الحزب الجمهوري علي الناخبين المسيحيين البيض خاصة الإنجيليين الذين يتبعون منهجاً محافظاً. وحصل الرئيس ترامب علي تأييد ساحق من هذه الفئة في الانتخابات الرئاسية عام 2016، حيث حصل علي 81 في المائة من أصواتهم ويتوقع الجمهوريون المزيد من الأصوات من هذه الفئة في الانتخابات الحالية. وكشف معهد بحوث الديانة العامة »بي أر أر أي»‬، في مسح أجراه، أن أكثر من 80 في المئة من الناخبين الإنجيليين البيض سيصوتون لصالح مرشحهم الجمهوري أمام الكونجرس يوم الثلاثاء المقبل.
فيما تعتمد الأجندة الانتخابية للديمقراطيين بشكل أساسي علي انتقاد سياسات الرئيس ترامب، خاصة في بعض القضايا، مثل الهجرة والمناخ والتجارة. وحذر العديد من الأعضاء بالحزب الديمقراطي من افتقار حزبهم إلي الرسالة التي يحتاجها للفوز في الانتخابات. ويعتقد الديمقراطيون أن لديهم فرصة جيدة لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب، علي الأقل، استنادا إلي حقيقة أن قاعدتهم الانتخابية تنطلق من منظور إرسال رسائل ضد الرئيس.
ويقول الخبير الاستراتيجي الديمقراطي كريس كوفينيس، »‬من حيث أن الحزب الديمقراطي يمتلك حتي ما يشبه رسالة ما، فهذا ليس موجوداً، وهذا هو السبب في أن هذه الانتخابات لن تكون قابلة للتنبؤ بها. لا ينبغي لأحد أن يفاجأ إذا كانت ليلة جيدة أو ليلة سيئة». ولمح بعض الديمقراطيين إلي المعارك التي قد تحدث في حال فشل الحزب في أداء دوره كما ينبغي، وفشل علي الأقل في استعادة الأغلبية في مجلس النواب.
تحولات دراماتيكية
لكي نفهم كيف يمكن أن تؤثر نتائج الانتخابات المقبلة علي مستقبل الحياة السياسية في الولايات المتحدة، علينا أولا أن نفهم طبيعة الوضع الراهن لكل حزب داخل الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب. فيما يتعلق بمجلس الشيوخ فهو يتكون من 100 عضو يتم انتخابهم من جميع الولايات الأمريكية التي يبلغ عددها خمسين ولاية، بحيث يكون لكل ولاية تمثيل متساو داخل المجلس، حيث يتم انتخاب عضوين ممثلين لكل ولاية. وتبلغ مدة كل عضو بالمجلس ست سنوات. وفي حالة وفاة أو استقالة أي عضو خلال مدته بالمجلس، يقوم محافظ الولاية بتعيين بديل مؤقت عنه ولكن من نفس الحزب الذي كان يتبع له العضو السابق، وذلك حتي إجراء التنافس علي المقعد في أقرب انتخابات نصفية مقبلة، إلا أن بعض الولايات لا تسمح للمحافظ بتعيين أعضاء جدد وتشترط إجراء انتخابات خاصة مبكرة. طبقا لقانون مجلس الشيوخ يتم إجراء انتخابات تجديدية دورية )انتخابات نصفية (كل سنتين، يتم فيها إعادة انتخاب ثلث أعضاء المجلس. والهدف من ذلك هو إعطاء الفرصة للمواطنين الأمريكيين من تغيير القوة المسيطرة في الكونغرس إذا كانت لا تعبر عن تطلعات الشعب، وبناء علي نتيجة الانتخابات يتحدد شكل الأغلبية التشريعية، إما أن تكون في يد الحزب الحاكم التابع له رئيس الجمهورية أو أن تنتقل إلي الحزب المعارض، وبذلك لا يمكن لأي حزب الاستئثار بالسلطة التشريعية لأكثر من عامين، إلا إذا حصل علي تأييد الشعب مرة أخري في الانتخابات النصفية.
يستحوذ الجمهوريون حاليا علي51 مقعدا، أي 51 في المائة من مجمل الأصوات بالمجلس، فيما يبلغ عدد مقاعد الحزب الديمقراطي 49 مقعدا. ويعني ذلك أن الجمهوريين يتمتعون بأغلبية بسيطة داخل المجلس، تمكنهم من تمرير بعض القوانين، في بعض الحالات دون الحاجة إلي موافقة أي من الأعضاء الديمقراطيين. ولكن طبقا لنظام تأسيس مجلس الشيوخ يوجد قاعدة تسمي »‬تأجيل أو تعطيل القوانين» والتي تشترط الحصول علي موافقة 60 عضوا لتمرير القوانين التي تخضع لهذه القاعدة. وهذ هو السبب الرئيسي الذي يحول بين الجمهوريين وتمرير قانون الهجرة الذي يعترض عليه الديمقراطيون. وفي حالة تساوت الأصوات المؤيدة والمعارضة بين الحزبين في مجلس الشيوخ يصبح صوت نائب رئيس الجمهورية صوتا مرجحا. وهو ما يجعل البعض يعتبر أن عدد مقاعد الحزب الجمهوري حاليا هي 52 مقعدا، لأن مايك بينس، نائب الرئيس ترامب، من الحزب الجمهوري.
ستجري الانتخابات علي 35 مقعدا بمجلس الشيوخ، بمعني أنه سيتم انتخاب 35 عضوا، إما أعضاء جدد أو أعضاء حاليين يعاد انتخابهم. ويسعي الجمهوريون لتحقيق صحوة حمراء (في إشارة إلي لون الحزب الجمهوري) في هذه الانتخابات الحصول علي تسعة مقاعد إضافية بحيث يبلغ عدد المقاعد التي يستحوذ عليها الحزب 60 مقعدا، وهو العدد الكافي لتمرير أي قانون دون الحاجة إلي موافقة أي عضو ديمقراطي أو مستقل بالمجلس. علي الجانب الآخر، يصارع الديمقراطيون لزيادة البقعة الزرقاء علي الخريطة الانتخابية (يشار إلي الحزب الديمقراطي باللون الأزرق). ويحتاج الحزب إلي 11 مقعدا إضافيا، علي الأقل، للحصول علي الأغلبية وإعادة سيطرته مرة أخري علي المجلس.
منافسة شرسة
لتوضيح فرص كل حزب بشكل أكبر، يجب الإشارة إلي أن 26 مقعدا من إجمالي المقاعد التي سيتم إعادة الانتخاب عليها في مجلس الشيوخ يشغلها أعضاء ديمقراطيون، بينما يشغل الأعضاء الجمهوريون تسعة مقاعد فقط من إجمالي المقاعد التي سيتم إعادة الانتخاب عليها. ويعني ذلك أن أكبر عدد يمكن أن يفقده الجمهوريون في هذه الانتخابات لن يتعد تسعة مقاعد في جميع الأحوال، وذلك في حالة إذا خسر الحزب جميع المنافسات في الدوائر التي سيجري فيها انتخابات، وهو أمر مستبعد بشكل كبير حتي الآن.
علي الناحية الأخري، يبلغ عدد المقاعد التي يمكن أن يفقدها الديمقراطيون، إذا لم تأت الرياح بما يشتهونه، 26 مقعدا. ويعني ذلك أنه إذا أراد الديمقراطيون أن يسيطروا علي مجلس الشيوخ فعليهم الحفاظ علي 26 مقعدا يشغلهم أعضاء ديمقراطيون حاليون، فضلا عن انتزاع مقعدين إضافيين علي الأقل حتي يتصبح لهم أغلبية بسيطة »‬51 في المائة».
تشير المؤشرات الأولية الصادرة عن المراكز والمؤسسات المختصة بنتائج الانتخابات إلي أن الحقائق علي أرض الواقع تبدو مغايرة لما يرجوه الديمقراطيون. فمن بين 9 مقاعد يشغلهم أعضاء جمهوريون ويدخلون في سباق المنافسة، تشير التوقعات إلي أن أربعة مقاعد يسيطر عليها الجمهوريون بقوة ومن المرجح بنسبة كبيرة أن يحافظوا عليهم، وهذه المقاعد في ولايات نبراسكا، أوتاه، وميسيسبي. وثلاثة مقاعد تصل فيها احتمالات احتفاظ الحزب الجمهوري بهم إلي 70 في المائة. ويتبقي مقعدان تتساوي فيها نسبة الاحتمالات بين الجمهوريين والديمقراطيين. فيما يخص الحزب الديمقراطي، فيصل عدد المقاعد التي من المرجح بقوة أن يحافظ عليها إلي 14 مقعدا، بينما يوجد سبعة مقاعد تصل فيهم نسبة الاحتمالات إلي 70 في المائة. ويتبقي خمسة مقاعد تتساوي فيهم نسبة احتمالات الفوز بين الحزبين. وبذلك يتضح أن نسبة المخاطرة والتحدي التي يواجها الحزب الديمقراطي ثلاثة أضعاف ما يواجه الجمهوريون.
فرص بديلة
يري المحللون أن فوز الديمقراطيين بجميع مقاعد الشيوخ في الانتخابات المقبلة قد يبدو صعب المنال. ولكن القصة لم تنته هنا. فمازال أمام الحزبين فرصة أخري وهي زيادة سيطرتهم علي الذراع اليسري للكونغرس وهو مجلس النواب، الذي يتكون من 435 ممثلا يتم اختيارهم من جميع الولايات الأمريكية. وعلي عكس مجلس الشيوخ، الذي تتساوي فيه القوي النسبية لجميع الولايات، تختلف القوي النسبية لكل ولاية داخل مجلس النواب طبقا لحجم السكان ومعدل الزيادة السكانية بها. وفي جميع الأحوال، لا يزيد عدد أعضاء المجلس علي 435 عضوا. وتبلغ مدة العضوية بالمحلس عامين، حيث يتم انتخاب جميع الأعضاء كل سنتين. وعلي عكس مجلس الشيوخ، لا يجوز للمحافظين تعيين أعضاء مجلس نواب في حالة استقالة أو وفاة أي من الأعضاء الحاليين بالمجلس، والخيار الوحيد لشغل المقاعد الشاغرة هو الانتخاب.
منذ أن فقد الديمقراطيون سيطرتهم علي مجلس النواب عام 2010، انتقلت الأغلبية إلي لحزب الجمهوري. ويشغل الديمقراطيون حاليا 193 مقعدا من أصل435 مقعدا، فيما يستحوذ الجمهوريون علي 235 مقعدا، ويوجد سبعة مقاعد شاغرة، بسبب استقالة ستة أعضاء ووفاة عضو. يحتاج أي حزب إلي 218 مقعدا علي الأقل حتي يكون له الأغلبية في المجلس. ويعني ذلك أن الديمقراطيين يحتاجون إلي25 مقعدا إضافيا حتي يستعيدوا السيطرة علي المجلس مرة أخري. وعلي عكس الوضع بالنسبة لمجلس الشيوخ، تميل الخريطة الانتخابية لمقاعد مجلس النواب إلي الحزب الديمقراطي بشكل أكبر. فمن بين 435 مقعدا سيتم التنافس عليهم، تقول المؤشرات إن 182 دائرة انتخابية سيعطون أصواتهم بأغلبية إلي المرشحين الديمقراطيين، بمعني أن هناك احتمالات قوية لحصول الحزب الديمقراطي علي 182 مقعدا بدون منافسة حقيقية من الجمهوريين. بينما توجد 161 دائرة انتخابية من المرجح بقوة أن تصوت للحزب الأزرق (الجمهوري). ويتبقي 92 مقعدا تتساوي فيهم احتمالات فوز مرشحي الحزبين.
يتفق معظم المحللين علي أن عدداً كبيراً من المقاعد التي يتنافس عليها في مجلس النواب تقع في مناطق نفوذ الجمهوريين أو ما يطلق عليه »‬ جيب الجمهوريين». وجميعها يقع في ضواحي تشكل الأغلبية العظمي منها الطبقة العاملة أو ما يطلق عليهم »‬أصحاب الياقات البيضاء» (الموظفون والعاملون بالشركات). ومعروف تاريخيا عن تلك الضواحي أنها تصوت للحزب الجمهوري، وتقع معظمها في ولايات كاليفورنيا، فيلاديلفيا، دينفر، نيوجيرزي، وميامي بفلوريدا. وتشير المؤشرات الأولية إلي أن النفوذ الجمهوري في تلك المناطق ارتفع بشكل طفيف خلال الفترة الماضية خاصة بعد إقرار التخفيضات الضريبية التي استفادت منها شريحة كبيرة من هذه الطبقة.
بينما يستحوذ الديمقراطيون، تاريخيا، علي المناطق التي تزداد فيها نسبة خريجي الكليات والمدن الكبري مثل نيويورك ومقاطعة كولومبيا. وبدا من الواضح أن المنافسة الحقيقية ستكون داخل الولايات المحايدة أو ما يطلق عليها »‬ الولايات البنفسجية» وهي التي تتساوي فيها احتمالات فوز مرشحي الحزبين. وتختلف طبيعة المنافسة في انتخابات الشيوخ عن النواب، في أن الأولي تحددها انتماء الولايات الحزبية، فيما تتنوع محددات المنافسة في مجلس النواب وتتشعب أليات التنبؤ بنتائجها خاصة أنها تعتمد بالدرجة الأولي علي قري وضواحي ومقاطعات ذات توجهات واهتمامات مختلفة، حتي وإن كانوا داخل ولاية واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.