الآن وصلنا إلي الأرقام المخيفة التالية : حالة طلاق تحدث كل أربع دقائق في مقابل حالة زواج في نفس المدة !، كل 24 ساعة يتسع 300 بيت لقصة حب جديدة بين إثنين يبدآن حياة بزغرودة فرح، بينما 300 بيت يطفئ نوره ويقتل حلمه ويترك طفل أو أكثر في وجه العاصفة بسبب الطلاق . عالميا نحن الآن »في مصر» نتقدم الصف في المرتبة الأولي لحالات الطلاق، وبنهاية 2018 نُسجل أن لدينا تقريبا : عشرة آلاف حالة طلاق في السنة الواحدة، 12 ألف طفل وطفلة ينهون العام بدون عائلة مكتملة، خمسة ملايين امرأة مطلقة، عشرة ملايين طفل وطفلة يعيشون بدون وجود الأب أو الأم أو ربما الإثنين معا . الأرقام يمكن تصنيفها تحت عبارة ( شديد الخطورة ) العبارة التي تنذر بعشرات الأعراض المدمرة للمجتمع والتي بدأت حتما في التهام أصول وعادات وقيم وتقاليد من آثار حُمي انتشار الطلاق بهذه السهولة . اذ ماذا تتوقع من أبناء لم يكتمل نموهم في ظروف عائلية مكتملة، ويشهدون في طفولتهم صراعات عنيفة بين الأب والأم قد تصل إلي محاكم وتبادل تُهم قاسية ؟ خلق الزواج علي (المودة)، فكيف نتصور أن أقرب إثنين في الحياة يصبحان أبعد إثنين في الدنيا وأكثرهما عداوة ؟ معادلة مربكة، تزداد تعقيدا بارتفاع معدلات البعد والكراهية من طلاق يسجل خمسين في المائة وكان لا يتجاوز إثنين في المائة ! أمس تقدمت د. غادة والي وزيرة التضامن بمشروع إنساني أطلقت عليه »مَوَدة» لإنقاذ مايمكن إنقاذه من انهيار وخراب البيوت، مشروع مثالي أرجو أن يضرب في جذور المشكلة ويعالج العفن الذي أصاب التربة قبل زراعة محاولات زواج جديدة، وأن يفك »مودة» شفرة الانهيار فيوقفها، وينتشر في المدارس والجامعات والدراما لإحلال وتجديد أفكار بالية منتهية تؤدي إلي ما وصلنا له . الموضوع كبير ويحتاج إلي مشروع كبير وعميق وحقيقي وناضج لكي يؤثر، حسنا فعلت غادة والي بجرأة في فتح هذا الملف، وعلي كل أجهزة الدولة أن تساعد وتدعم وتفكر وتخاف من آثار استمرار تجريف الأسرة المصرية . البداية عند د. غادة والي فمن يكمل معها العبارات الناقصة؟