• واحة سيوة الفريدة تشهد اليوم الأحد انطلاق عيد السياحة والذي يتزامن مع بدء موسم عمليات حصاد البلح والزيتون في النصف الثاني من شهر أكتوبر من كل عام وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام حتي بعد غد الثلاثاء المقبل بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح، ومشاركة جميع أهالي سيوة والسياح الاجانب من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون علي الواحة خلال تلك الفترة للاستمتاع بجوها الساحر وشمسها الدافئة وعيون المياه الساخنة المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها إلي العصور الرومانية القديمة،ومن المنتظر أن يتم خلال اليوم الأول من الاحتفالات بعيد السياحة والحصاد، مشاركة الآلاف من أبناء قبائل واحة سيوة الاحدي عشرة وعدد كبير من عشاق الواحة من محافظات مصر المختلفة والسياح الأجانب. وتبدأ الاحتفالات بعد أن يطلق الحاج عبدالرحمن الدميري احد اكبر عواقل واحة سيوة إشارة بدء الاحتفالات من أعلي قمة جبلية بالواحة وهي جبل الدكرور،ليقوم علي الفور منظمو الاحتفال بتقديم وجبات الطعام لآلاف المشاركين، بعد نحر الذبائح وطهي الطعام في ساحة الاحتفال باستخدام اواني الطبخ و»القصاعي» التي يتم وضع الطعام بها وإشعال الحطب من اخشاب اشجار الزيتون،وتتضمن الوجبات اللحم الذي تم طهيه علي الطريقة السيوية والفتة والأرز، وتوزيعها في »قصعات: كبيرة علي كل مجموعة من ضيوف الاحتفال، بحيث يتناول الوجبة من شخصين إلي 4 أشخاص في كل قصعة. ويلفت الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسي بواحة سيوة وأحد المشاركين في تنظيم الاحتفالات، إلي أن الاحتفالات تبدأ مع تقديم وجبات الطعام للضيوف واهالي الواحة بالطريقة السيوية لطهي اللحم وهي وضع الشوك بقطع اللحم، وتعني وضع شوكة نخيل طويلة في كل قطعة لحم، قبل وضعها في القدور لتسويتها، وهي تشبه العصي الخشبية التي توضع في » الشيش طاووك»،ويصاحب استقبال المشاركين واعداد الطعام ترديد جماعي للأذكار والتواشيح الدينية، باللغتين العربية والأمازيغية، في حين يتجمع كبار السن في حلقات للذكر ومدح الرسول الكريم. ويحرص أهالي واحة سيوة علي هذا الاحتفال السنوي، الذي يعتبر بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة،ويعقد في الليالي القمرية من شهر أكتوبر أو نوفمبر من كل عام عقب موسم حصاد البلح والزيتون، لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، وعيد المصالحة، فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلي جبل الدكرور حيث مدينة »شالي» أو سيوة القديمة، والإقامة في البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال،ليعلن الجميع نبذ الخلافات والصراعات التي حدثت بين قبائل الواحة طوال العام ويتصالح المتخاصمون وإنهاء أية خلافات مهما عظمت أو صغرت بين أهل الواحة. وتعود بداية هذا الحدث لنحو 160عاما، عقب إنهاء المعارك والحروب بين قبائل سيوة الغربيين من ذوي الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوة الشرقيين ذوي الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم،رغم أن جميعهم يتحدثون اللغة الأمازيغية والعربية، ولكن وبسبب النزاع علي الأراضي وغيرها، ازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش في السهل، ولم يستمر ذلك طويلا،حيث تمت المصالحة بينهم علي يد الشيخ محمد حسن المدني الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية في سيوة، الذي تمكن من المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة والتصالح ومن هنا جاء مسمي عيد السياحة،ويجلس فيه الجميع علي الأرض ويتناولون الطعام معا في جو من التصالح والحب.