سوزان نجم الدين سوزان نجم الدين أفضل ممثلة بمهرجان الإسكندرية السينمائي عن دورها في فيلم »روز»، والذي يدور حول فتاة تختطف من قبل الجماعات الإرهابية في سوريا، وتتعرض لأبشع أنواع الأسر والتعذيب هي وعشرات الفتيات السورية، مجسدة الواقع السوري الأليم، عن شخصية »روز» التي تألقت بها وعن الصعاب التي واجهتها في الفيلم تحدثت لل»الأخبار» كيف تعايشتي مع »روز» وواقعها الأليم؟ - استعدادي النفسي للشخصية تطلب ترك كل شيء والتعايش مع الشخصية بكل آلامها وعذابها وتعبها، وعندما قرأت الورق تحمست له بشدة، بل وشعرت أن هناك أشياء كثيرة لم تقال، وطلبت من المخرج والكاتب أن نزيد جرعة الحقيقة أكثر، لكن هناك سقف لا يمكننا تجاوزه لأن الناس لن تتحمل كل هذا الألم، وهذا الفيلم كان معسكراً ميدانياً بالفعل وليس مجرد تمثيل عاد. وكيف استعديت جسديا لتلك الشخصية الشاحبة؟ - لا اهتم بالشكل نهائيا في أعمالي، ومعظم الشخصيات التي أقدمها حقيقية، فأذهب بشخصيتي إلي روح الدور الذي أقدمه وليس إلي سوزان نفسها. هل تعرفين أشخاصا تعرضوا بالفعل لتلك التفاصيل؟ - أعرف كثير من الناس الذين ذهبوا ولم يعودوا، وأشخاص كثيرين فقدوا أعز الناس عليهم ويتألموا في انتظار عودتهم، وإحدي عماتي لديها 3 أبناء، استشهد الأول 23 سنة، والثاني 19 سنة، واختطف الثالث، ومازالت تعيش علي أمل عودته، فقدت كل إحساسها بالحياة، من مات مات لكنها تأمل أن يعود المخطوف لها ذات يوم، فهناك معاناة كبيرة يعيشها آلاف السوريين. ما الصعاب التي تعرضتم لها خلال التصوير؟ - واجهنا العديد من الصعاب، لدرجة أن هناك أشخاص ماتوا أثناء التصوير، فكان هناك قذائف تمر فوقنا، ومتفجرات وألغام زرعها الدواعش قبل أن يتركوا أماكنهم، وفي كثير من الأحيان كنا نمر بجوار لغم وينفجر علي بعد متر أو مترين منا، فكان من الوارد جدا أن تنفجر فينا. و ما أصعب مشهد من وجهة نظرك؟ - أصعب مشهد كان مشهد الاغتصاب، فقد كان بكاميرا واحدة ويعاد أكثر من مرة، كما تعرضت لمشهد موت حقيقي بالنسبة لي، فبعد أن انتهيت من يوم تصوير سقطت في الخندق الذي حفرناه لتهرب منه الفتيات المخطوفات في الفيلم، وكان مليء بالصخور والحديد وبعيد عن موقع التصوير، وصرخت كثيرا دون جدوي، فلم يسمعني أحد، ثم تذكرت أن الموبايل في جيبي فأتصلت بهم، وعندما أخرجوني لم يصدق أحد إنني لم أتعرض لأي إصابات. ألا تعتقدي أن الشعوب العربية ملت تجسيد هذا الواقع المر ؟ - لماذا نمل إذا رأينا الحقيقة، هناك العديد من الناس أخبروني إنهم لم يكونوا يتوقعوا أن الأمور بتلك السوء في سوريا، فعلينا واجب أن نكشف للعالم حقيقة ما يحدث، لأنه علينا أن نكشف الوجع لنتمكن من تخطيه وتجاوزه. هل توقعت أن يحصل فيلمك علي جائزة؟ - بذلنا مجهوداً كبيراً في الفيلم، وتوقعت أن هذا التعب يستحق أن يحصل علي جائزة. ماذا عن عملك في مصر؟ - أحضر للعديد من المشروعات الفنية في مصر، وبصدد الدخول في فيلم سينمائي جديد، ولكني لم أحسم موقفي منه بعد.