القانون يحدد ضوابط لنقل وزراعة الأعضاء البشرية.. تعرف عليها    القانون يحدد شروط وضوابط ممارسة مهنة الطب البيطري.. تعرّف عليها    وزير الدفاع الإيرانى: لا نسعى إلى زعزعة أمن المنطقة وسنرد على أى هجوم ضدنا    ترامب يطارد جائزة نوبل للسلام: كيف يمكنه تحقيق المستحيل؟    هتقلب موازين سوق الانتقالات بأوروبا، رحيل ثنائي ريال مدريد بعد فضيحة مونديال الأندية    وسام أبو علي يتمرد بعد قرار الأهلي    وسام أبو علي يرفض قرار الأهلي بإغلاق ملف رحيله    التهم 91 مركبة منهم 62 توكتوك و20 سيارة، حصيلة كارثية لحريق منطقة البتروكيماويات في الإسكندرية    الأرصاد الجوية: طقس شديد الحرارة رطب نهارًا على أغلب المناطق خلال الساعات المقبلة    د.حماد عبدالله يكتب: جودة الحياة في مصر!!    محمد صبحي يوافق على الانتقال لبيراميدز (خاص)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب ترتفع 440 للجنيه اليوم الثلاثاء 15 يوليو بالصاغة    محمد حمدي: الظروف لم تساعدني في الزمالك.. وكنت أرحب باللعب للأهلي    رسميا.. الحكم محمد الحنفي يعلن اعتزاله    أحمد وفيق: جلال الشرقاوي دعمني بعد رفضي من معهد الفنون المسرحية    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالHسواق اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025    الانتخابات المنسية    القضاء الإداري يصدر أحكاماً في طعون انتخابات مجلس الشورى (تفاصيل)    قوات الاحتلال تقتحم عدة مناطق في جنين    رسميًا.. غزل المحلة يضم لاعب منتخب تنزانيا للشباب    مستوطنون يحرقون مخزن سيارات «شرق رام الله» بالضفة الغربية    بيير يعقوب يكتب: صعود زهران ممداني.. فصل جديد في علاقة الديمقراطيين باللوبي اليهودي    السيطرة على حريق في مخلفات غزل ونسيج بالغربية    حريق رمسيس وأخواته في جامعه هارفارد    قريبًا.. البنتاجون يبدأ استخدام نموذج «جروك» للذكاء الاصطناعي المملوك لإيلون ماسك    الأوقاف تُطلق الأسبوع الثقافى ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    سعر السبيط والجمبرى والأسماك بالأسواق اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025    حاول الابتعاد عن الصخب الاجتماعي.. حظ برج العقرب اليوم 15 يوليو    4 أبراج «بيبصوا لنُص الكوباية المليان».. متفائلون دائمًا يحولّون الأزمات لمواقف مضحكة    أمين الفتوى: صلاة المرأة في الأماكن العامة ليست باطلة (فيديو)    المنقلبون على أعقابهم!    لتجنب انخفاض الكفاءة والعفن.. طريقة تنظيف الغسالة في 4 خطوات بسيطة    علاج شعبي ونبات رسمي لولاية أمريكية.. التين الشوكي فاكهة ذات 12 فائدة    بمكونات موجودة في المنزل.. 5 طرق طبيعية للقضاء على ألم الأسنان    نتنياهو صوت ضده، نائب عربي ينجو من إسقاط العضوية بالكنيست الإسرائيلي    غزل المحلة يضم الظهير التنزاني رحيم شوماري    مصر العاشر عالمًا في تحسن الأداء السياحي بالربع الأول من 2025    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في قنا    أسعار اللحوم البلدي والكندوز اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    اليونيسف تنعى 7 أطفال قُتلوا أثناء انتظارهم للحصول على الماء في غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في محافظة قنا    فاينانشيال تايمز تنصح المستثمرين الأمريكيين بتوخي الحذر من التراخي في تطبيق التعريفات الجمركية    ضحية واقعة "شهاب سائق التوك توك": وثّقت الحادثة للتقويم لا للتشهير.. والداخلية تحركت فورًا    "الإفريقي للتنمية" يقدم منحة بقيمة 62 مليون دولار لاستعادة الخدمات الأساسية في السودان    "الوطنية للانتخابات" تطلق "دليلك الانتخابي" عبر الموقع الرسمي وتطبيق الهيئة    بالزيادة الجديدة، صرف معاش تكافل وكرامة لشهر يوليو اليوم    رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة    رئيس مجلس القضاء الأعلى يصدر حركة تغييرات محكمة النقض    «الأزهر العالمي للفتوى» يعلن خارطة فقهية للتعامل مع نوازل الزواج والطلاق    الداخلية تلقى القبض على شخصين تعديا على 3 سيدات بالضرب بالدقهلية.    نتيجة الثانوية العامة الأسبوع الأخير من يوليو    أحمد زاهر يشيد بديو "الذوق العالي" لتامر حسني ومحمد منير: حاجة عظمة    سينتيا خليفة تدخل المستشفى بسبب تسمم غذائي خلال إجازتها في لبنان    هيئة الإسعاف عن دخول أول إسعاف بحري الخدمة بالإسكندرية: نقلة جديدة تخدم قطاع السياحة    محافظ المنيا يعلن غدا انطلاق حملة «100 يوم صحة» لتقديم الخدمات الصحية في القرى الأكثر احتياجًا    كيفية تطهر ووضوء مريض القسطرة؟.. عضو مركز الأزهرتجيب    خالد الجندي: محبة الله أساس الإيمان وسر السعادة في المساجد    السعيد حويلة.. قصة 45 سنة حداد ماكينات ري الأراضي الزراعية بكفر الشيخ: بحبها من صغري ومعنديش شغلانة غيرها (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صاحب ال1300 صفحة عن صاحب « القاهرة الجديدة
شوقي بدر يوسف: ببليوجرافيا نجيب محفوظ لم تنته برحيله
نشر في أخبار السيارات يوم 22 - 09 - 2018

يتمتع الناقد السكندري شوقي بدر يوسف بدأب شديد في عمله، وبآراء نقدية ترتكن إلي معرفته الدقيقة بمسيرة من يتحدث عنه، إذ لا يكتفي بقراءة أعماله، بل يبحث عن صورة هذا الأديب أو ذاك لدي الآخرين نقادا وباحثين، ومن بين نتاجاته المتنوعة، تجئ موسوعته »ببليوجرافيا نجيب محفوظ»‬ لتكون من أكبر المؤلفات التي تتعرض لأدبه، فيما يقرب من 1300 صفحة، في جزئين.
حول هذا الجهد والدافع إليه وتفاصيل عمله، جاء هذا الحوار، الذي أشار في بدايته إلي أنها صدرت عن المجلس الأعلي للثقافة متزامنة مع مئويته عام 2011، وأضاف أنها جزء من منظومة ببليوجرافية كبيرة تستهدف السرد في العالم العربي، وعند بعض مشاهير العالم الذين ترجمت أعمالهم إلي العربية. وهي منظومة انطلق العمل فيها منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، شملت الكاتب والجنس الأدبي السردي والتيارات والمدارس النقدية المصاحبة له.
وواصل: في مئوية نجيب محفوظ تم اجتزاء سيرته الببليوجرافية من هذا العمل الببليوجرافي الكبير حين طلب المجلس الأعلي للثقافة بالاشتراك مع مكتبة الإسكندرية إنجازه تمهيدا لإصداره في المئوية، ضمن عدد من الكتب التي كان مقررا إصدارها. ومن ثم فقد صدر هذا العمل في جزئين كبيرين عن المجلس الأعلي للثقافة، كما قامت مكتبة الإسكندرية بوضع هذه الببليوجرافيا وبعض المواد المصاحبة لها من مطبوعات وصور علي موقع ذاكرة مصر الخاص بالمكتبة.
هل كان نجيب محفوظ يعلم بأنك تعد ببليوجرافيا عنه؟
لم يكن يعلم، لكني أخبرته بها في لقاء جمعني به في لقائه الأسبوعي في فندق (سوفتيل المعادي) يوم 28 ديسمبر 2005 أثناء مشاركتي في مؤتمر »‬الرواية والتاريخ» بالمجلس الأعلي، وكان مصاحبا لي في هذا اللقاء الروائي الراحل محمد الجمل. ولم يعلّق كاتبنا الكبير علي ذلك وإنما ابتسم ابتسامة ذات معني فهمت منها مباركته لهذا الجهد.
هل هناك أعمال ببليوجرافية أخري تناولت إبداع نجيب محفوظ؟
بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988 بدأ الاهتمام الإعلامي والبحثي داخل مصر وخارجها يتزايد بطريقة غير عادية، وأخذ المتخصصون بهذا الحقل في الاهتمام بإعداد قوائم عن عالم نجيب محفوظ الإبداعي مثل: »‬نجيب محفوظ في المرآة .. ببليوجرافيا عن صاحب جائزة نوبل» إعداد مركز الخدمات البببليوجرافية والحساب العلمي بدار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2003، »‬نجيب محفوظ ببليوجرافيا تجريبية وسيرة حياة ومدخل نقدي»، د. حمدي السكوت، وقد صدرت ضمن سلسلة مكتبة نجيب محفوظ.. عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2007، كما قام الأستاذ الدكتور سامي سليمان بإعداد ببليوجرافيا نجيب محفوظ نشرت قوائمها بإحدي أعداد مجلة فصول.
كيف تم إنجاز هذا الجهد الكبير لإعداد الببليوجرافيا؟
حتي الآن لا أعرف كيف تم هذا الجهد، فهو جهد استمر العمل فيه ضمن منظومة كبيرة وكان نجيب محفوظ واحدا من أكثر الأسماء المحتفي بها، نظرا لقيمته وثقل حجمه في إبداعنا السردي المعاصر.
إذن كيف جمعت هذه المادة الغزيرة في مجملها؟
هو جهد كما ذكرت بدأ من فترة طويلة، لكنني قمت بتطويره ضمن التطوير الذي أدخلته علي الضبط الببليوجرافي العام من خلال DATA ضخمة تضم جميع المبدعين في مجال السرد فقط، علي مستوي العالم العربي، وقد أخذ مني نجيب محفوظ جهدا كبيرا لتشعب أعماله في شتي المحاور السردية وغزارة منجزة وما كتب عنه في فصول من الكتب والدوريات وما تم إعداده من دراسات نقدية وأكاديمية عن عالمه السردي من كافة الوجوه.
ما المعالم الرئيسية لهذه السيرة الببليوجرافية؟
هي نجيب محفوظ نفسه، هي تتحدث عن عالم هذا الكاتب الظاهرة الذي قلما يجود الزمان بمثله. وهي في نفس الوقت تعتبر ثمرة التفاعل مع هذا العالم الروائي الأصيل في كل نتاجاته، وهذه الرؤي المتقاطعة والمتداخلة ما بين السرد الروائي والقصصي والمقالات، وما بين لغة الفن السابع وما تحويه من عناصر لها خصوصيتها الفنية سواء ما أبدعه نجيب محفوظ من سيناريوهات لهذا الفن، أو ما تم توظيفه من خلال إبداعاته الروائية علي شاشة السينما . لذا فقد أعدت هذه البانوراما الببليوجرافية الكبيرة لتعبر وتجسد هذه الرحلة الطويلة من الإبداع بكل ما تحويه من أفكار، ورؤي، وفلسفات، وبكل ما كتب عنها، وما أعد لها من دراسات، ومقالات، وشهادات، ونقد، تصدرتها بيوجرافيك موجز عن سيرته الذاتية توضح أبرز وأهم المحطات الرئيسية في حياته والتي كان لها أثر فعال علي إبداعاته منذ ولادته في 11 ديسمبر عام 1911 وحتي رحيله في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما عاشها نجيب محفوظ أديبا وكاتبا وروائيا وقاصا وسينمائيا وإنسانا يجمع داخله حب الناس وحب الإنسانية وحب الحياة وحب الموت أيضا كما أشار في إحدي حواراته وشهاداته الشهيرة .
ما الجديد في تحرير هذه الببليوجرافيا عن أديب نوبل نجيب محفوظ؟
الجديد في شكل السيرة الببليوجرافية لأديب نوبل نجيب محفوظ هي الجائزة نفسها، فما كتب عنه قبل أكتوبر 1988 يختلف تماما عما كتب عنه بعد هذا التاريخ. كذلك الحوارات التي أجريت معه قبل حصوله علي الجائزة تختلف اختلافا كبيرا عن الحوارات التي أجريت معه بعدها. كما أن الدراسات الخاصة بكلتا الفترتين تختلف في التناول والقراءة والترتيب. ولاشك ن ترتيب هذا العالم عالم الرواية - يجئ من خلال أهمية كل محور من المحاور الإبداعية عند كاتبنا الكبير، وترتيب أهميتها في عالمه. فكان البدء بالإبداع الروائي، وهو الأكثر أهمية بالنسبة له، حيث شكلت كل رواية وحدة مستقلة بذاتها من حيث الضبط الببليوجرافي من خلال التحديدات الأولية للنص متمثلة في العنوان وجهة الإصدار ومكان النشر وسنة النشر وما إذا كان سبق نشرها مسلسلة في إحدي الدوريات، يلي ذلك اقتطاع جزء مهم من النص يعتبر نقطة فارقة لإبراز هويته والمضمون والتوجه الذي يعبر عنه . ثم رصد الكتب التي صدرت عن هذا النص والدراسات المستقلة، نجد ذلك في حالات مثل الثلاثية، وملحمة الحرافيش، وروايات زقاق المدق، وبداية ونهاية، وأولاد حارتنا، واللص والكلاب، ثم رصد ما كتب عن النص في فصول من الكتب ثم في الدوريات وتنتهي الببليوجرافيا للنص الروائي بمقطع مهم لأحد النقاد المتميزين. وقد تم التعامل مع جميع الروايات من خلال هذا المنظور بحيث شكلت ببليوجرافيا الرواية عند نجيب محفوظ محورا مهما وضع هذا النوع من الإبداع في شكل تحليلي ونقدي، وفي نسق يسهل لأي باحث إعادة القراءة والرجوع إليه، وإعادة إكتشاف كل نص من النصوص الروائية عند كاتبنا الكبير في سهولة ويسر، بل إنها تساعده في نفس الوقت علي استصدار أحكام ورؤي جديدة حول النص شكلا ومضمونا. وقد تم مراعاة التسلسل التاريخي في هذا الضبط الببليوجرافي بصفة عامة . وكلنا نعرف البدايات الأولي لعالم الرواية عند نجيب محفوظ، وبواكيره في هذا المجال، فقد أصدر نجيب محفوظ أولي رواياته وهي رواية »‬عبث الأقدار» عام 1939 أصدرها له سلامة موسي في سلسلة المجلة الجديدة وكان نجيب محفوظ في ذلك الوقت في الثامنة والعشرين من عمره ثم أتبعها برواية رادوبيس عام 1943، و كفاح طيبة عام 1944، والغريب أن هذه الروايات الثلاث التي تمثل المرحلة التاريخية قد صدرت جميعها أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو أمر يحتاج إلي وقفة تأملية إذ أن هذه الروايات قد جاء معها في نفس النسق بعض الروايات الأخري التي تتناول نفس المرحلة التاريخية عند كل من السحار وعلي أحمد باكثير وعادل كامل وغيرهم،
فما العلاقة بين صدور هذا التيار وواقع الحرب الدائرة في ذلك الوقت؟ انه تساؤل يفرض نفسه في هذا السياق.
أما الضبط الببليوجرافي لمجال القصة القصيرة وهو المحور الثاني في الأهمية في عالم نجيب محفوظ فقد تم رصد خطوطه الرئيسية بطريقة تحليلية، بحيث ضم هذا المحور ثبت عام بكل ما نشر لنجيب محفوظ في الدوريات المختلفة بدءا من أول قصة نشرت له وهي قصة »‬فترة من الشباب» بمجلة السياسة في الثالث من يوليو عام 1932 وقد نشرت له هذه القصة وكان عمره في ذلك الوقت يناهز العشرين بقليل . تلتها مجموعة من القصص نشرت علي صفحات »‬المجلة الجديدة» لصاحبها سلامة موسي الذي كان يمثل الأب الأدبي الروحي له في ذلك الوقت، بدأت بقصة ثمن الضعف بالعدد رقم 6 الصادر في الثالث من أغسطس 1934، ثم قصة »‬أدلة الاتهام» بالعدد 12 الصادر في 14 سبتمبر 1934، تلتها قصة »‬وفاء» بالعدد 15 الصادر في 5 أكتوبر عام 1934، حتي عام 1937 حينما بدأ نجيب محفوظ في نشر عدد من القصص في مجلة الرواية لصاحبها أحمد حسن الزيات، بدأت بقصة خيانة في رسائل »‬نشرت بالعدد 12 الصادر في 15 يوليو عام 1937، كما نشر نجيب محفوظ أيضا في بواكيره الأولي بعض القصص في مجلة »‬مجلتي» لصاحبها أحمد الصاوي محمد، ورسالة الزيات، وثقافة أحمد أمين، وغيرها من الدوريات الثقافية التي كان لها وزنها وثقلها في ذلك الوقت، علي أثر ذلك بدأت العديد من الدوريات المختلفة تتهافت علي نشر قصصه القصيرة حتي استحوذ عليه الأهرام بدءا من عام 1959 من خلال عدد كبير من القصص القصيرة التي نشرت علي صفحاته أبتداء من هذا التاريخ. إضافة إلي نشر رواية »‬أولاد حارتنا» مسلسلة. أما المجموعات القصصية التي صدرت لنجيب محفوظ والتي تم رصدها في هذا المجال فقد تم مراعاة نفس الأسس التي تمت في رصد الإبداع الروائي، بحيث مثلت كل مجموعة وحدة ببليوجرافية مستقلة وتم التعامل معها فنيا من خلال رصد الفهرس الخاص بالمجموعة، ثم انتقاء قصة من المجموعة لتحدد هويتها وتوجهها، ثم تحديد ما كتب عن هذه المجموعة نقديا في فصول من الكتب ثم في الدوريات. ثم إقتطاع جزء من دراسة نقدية تخص المجموعة للتنويه عنها نقديا. هذا بالإضافة إلي رصد الكتب التي صدرت عن القصة القصيرة عند نجيب محفوظ وعرضها عرضا فنيا يجسد المظاهر الفنية والبنائية والدلالية حول القصة القصيرة في عالم نجيب محفوظ الإبداعي. وقد لوحظ أن عدد الكتب التي صدرت عن القصة القصيرة عند نجيب محفوظ قليل جدا بالقياس إلي عدد الكتب الذي صدر في مجال الرواية .
وقد بلغ عدد المجموعات القصصية التي صدرت لنجيب محفوظ ثماني عشرة مجموعة تضمنت كل منها عددا من القصص تراوح ما بين الثلاث قصص والثلاثين قصة قصيرة، وقد سبق نشر عدد كبير منها في الدوريات المختلفة. و بدأ صدور هذه المجموعات عام 1948 بمجموعة »‬همس الجنون» عن دار الكتاب العربي بالقاهرة. تلتها مجموعة »‬بيت سئ السمعة» عام 1960 ثم تتابع صدور المجموعات القصصية تباعا حتي صدور آخر مجموعة وهي مجموعة »‬آخر العطوف» عام 2001 عن مكتبة مصر بالقاهرة. وتبين من الرصد الخاص بالقصة القصيرة أن هناك عددا من المجموعات القصصية صدرت كمختارات تم انتخاب نصوصها من المجموعات السابقة مثل مجموعة أهل الهوي وهي مجموعة اختارها نجيب محفوظ بنفسه عقب فوزه بجائزة نوبل عام 1988 وصدرت عن دار الهلال، كما صدرت مجموعة تحت عنوان »‬السهم» ضمن سلسلة مكتبة الأسرة التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب عام 1996 بمقدمة للأستاذ محمد سلماوي.
يشير كثير من المبدعين إلي أن النقد الذي حظيت به أعمال نجيب محفوظ حجب شمس النقد عن كثير من المبدعين، فما رأيك فيما قيل من واقع هذه الغزارة النقدية التي واكبت أعمال نجيب محفوظ طبقا لما أوضحته الببليوجرافيا؟
هذه المقولة غير صحيحة بالمرة، بالعكس فقد كان النقد الذي شمل أعمال نجيب محفوظ ونقاده علامة مهمة وصحية في النقد المعاصر، فلم يحظ كاتب ربما في العالم بأكمله بمثل هذا الزخم الكبير من النقد والمتابعات والبحوث والدراسات مثل ما حظي به نجيب محفوظ من كتابات نقدية متنوعة فاقت كل الحدود، فقد صدر عن إبداع نجيب محفوظ الكثير من الدراسات والبحوث النقدية والأكاديمية الدارسة والباحثة في شتي زوايا وجوانب إبداعه الروائي والقصصي والسيّري والمسرحي، ويمثل هذا الزخم النقدي المتنّوع الكبير الذي يتناول منجز عالمه الشخصي والإبداعي مما تناوله نقاده في كتبهم وأعمالهم البحثية النقدية والأكاديمية أيقونة نقدية مهمة في عالم النقد المعاصر، والتي تجاوزت الكثير والكثير مما كان متصورا في مثل هذا المجال البحثي والنقدي المعاصر، بدأها غالي شكري بكتابه المنتمي.. دراسة في أدب نجيب محفوظ عام 1964، توالت بعدها الدراسات النقدية البحثية في كتب أغنت المشهد النقدي العربي وهو ما جعل كثيرا من المبدعين يقولون بأن نجيب محفوظ قد حجب شمس النقد عن سماء كثير من كتّاب السرد في مصر والعالم العربي. لكن الحقيقة هي عكس ذلك، فقد أدت هذه الناحية علي وجه التحديد إلي تنشيط الحركة النقدية وتفعيلها وتطور إحداثياتها بشكل غير عادي ما جعل بقية المبدعين في المشهد السردي العربي يحصلون علي أنصبتهم الموازية والمناسبة من النقد والدراسة والبحث والتحليل، مما أثري الحركة النقدية العربية في مجال السرديات بفضل الاتكاء علي عالم إبداعي له ثقله وحجمه الكبير مثل عالم نجيب محفوظ ومجايليه من كتّاب السرد في العالم العربي.
وما هو الجديد أيضا في هذه الببليوجرافيا التحليلية الكبيرة؟
عندما رحل نجيب محفوظ في الحادي والثلاثين من أغسطس عام 2006، انبرت الأقلام ووسائل الإعلام المختلفة في تناول سيرته وإبداعاته وحياته المديدة، فلم يجف المداد بعد أن رحلت أسطورة نجيب محفوظ الخالدة إلي بارئها وبدأ الجميع في رصد وطرح مآثره وكل ما يجول بخاطر وذهنية أصدقائه ومعارفه وقرائه ونقاده بهذه الكلمات المعبرة عن حالة هذه الشخصية النادرة التي عبرت هذا الزمان وتركت بصماتها الخالدة علي الإبداع السردي المعاصر في كل مكان. وقد عني الضبط الببليوجرافي بما كتب عنه بعد رحيله عناية خاصة ظهرت علي الفور في العديد من الملفات والإعداد الخاصة من الصحف والدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية، كان بعضها يتمحور حول حياته الخاصة والعامة، والبعض الآخر يتحلق حول إبداعه شكلا ومضمونا، وبدأ الضبط الببليوجرافي يصب في نهره كل ما رصدته أقلام الكتّاب والصحافة عن أسطورة نجيب محفوظ من خلال زوايا عدة، كل يدلو بدلوه في نهر الكتابة عن نجيب محفوظ فيما بعد الرحيل. ولم تترك أي دورية هذا يمر دون أن تعني بملف أو أكثر عن أدق الأسرار والمعلومات والمعارف الخاصة والعامة عن إبداع نجيب محفوظ خلال سني حياته منذ أن بدأ أول الغيث من إبداعه وهو ترجمته للرواية القصيرة مصر القديمة للكاتب الأنجليزي جيمس بيكي عندما كان شابا جامعيا وحتي حصوله علي نوبل وما بعدها من إنجازات أدبية وضعت سيرته وإبداعه علي قمة الأدب العالمي الخالد علي مر العصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.