«الهنيدي» يستعرض تقرير مشروع قانون تقسيم الدوائر الانتخابية    انطلاق احتفالية الأزهر لتكريم طلابه الأوائل في «تحدي القراءة العربي»    استقرار أسعار العملات العربية في بداية تعاملات الأحد 25 مايو    مدبولى: شبابنا يمثل أحد أهم مواردنا في التزامهم بالتحول الرقمي    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 25 مايو 2025    تفاصيل افتتاح كامل الوزير مشروعات كبرى بسوهاج    مميزات القطارات الجديدة المقرر تشغيلها بالخط الأول للمترو    وزير الري: 10 أيام مهلة لتطهير الترع والمصارف بالبحيرة    صفارات الإنذار تدوي في القدس وجنوب إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية    مسؤول أوكراني: مقتل ثلاثة أشخاص بضربات روسية في منطقة كييف    «جوتيريش» يدعو إلى بناء مستقبل مستدام لشعوب إفريقيا    مبعوث ترامب: الحكومة السورية توافق على التعاون لكشف مصير المفقودين الأمريكيين    وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية    برشلونة ضيفًا على بلباو في ختام الدوري الإسباني    سحر ميسي ينقذ إنتر ميامي من مواصلة السقوط    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام نوتينجهام فورست بالبريميرليج    بعثة بيراميدز تعود من جنوب إفريقيا بعد التعادل مع صن داونز    إياب نهائي الكونفدرالية| نهضة بركان يقترب من المجد وسيمبا يسعى للريمونتادا    «التعليم»: تصحيح كراسات إجابات امتحانات صفوف النقل يتم بشكل مستمر    «خدعوا المواطنين وسرقوا بياناتهم».. ضبط تشكيل عصابي انتحل صفة موظفي بنوك بالمنيا    إنفوجراف| «الأرصاد» تعلن حالة الطقس غدًا الإثنين 26 مايو 2025    2 يونيو.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بالاتجار بالأسلحة بالمرج    بسبب بقرة .. مقتل سيدة على يد جيرانها بكفر الشيخ    مصرع ربة منزل بتسمم بعد تناولها "صبغة شعر" بطريق الخطأ فى البلينا سوهاج    قرار جمهوري بالعفو عن عدد من المحبوسين بمناسبة عيد الأضحى    تامر حسني يحتفل بالعرض الخاص لفيلم «ريستارت».. اليوم    بسبب «المشروع x».. كريم عبدالعزيز على قمة شباك تذاكر السينما    «يوم بحس فيه أني محظوظة».. رسالة وفاء عامر لجمهورها بعيد ميلادها    الكشف عن مبني أثري بمنطقة منقباد بأسيوط    توترات وضغوط ل 9 أبراج في شهر يونيو 2025 (احذر حياتك هتتقلب)    فضل العشر الأوائل من ذي الحجة 2025.. متى تبدأ وما الأعمال المستحبة خلال هذه الأيام المباركة؟    وكيل صحة سيناء يفاجئ مستشفى العريش العام بزيارة منتصف ليل اليوم الأحد    هيئة الرعاية الصحية تطلق حملة "اطمن على ابنك" للفحص الطبي لطلاب المدارس    «الرقابة الصحة»: اعتماد 495 منشأة وفقا لمعايير الجودة وسلامة المرضى    وزير الصحة يبحث الالتحاق بمسارات التعليم التخصصي والدراسات العليا للأطباء    مدبولي: مصر لها تاريخ طويل من الشراكات المثمرة مع أمريكا    بيسيرو: حاولت إقناع زيزو بالتجديد.. والأهلي سمعه أفضل من الزمالك    شركة السويس للأكياس توقع اتفاقية مع نقابة العاملين في صناعات البناء والأخشاب    "أُحد".. الجبل الذي أحبه النبي الكريم في المدينة المنورة    بعد قليل.. بدء أولى جلسات محاكمة "سفاح المعمورة" أمام جنايات الإسكندرية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    بكاء كيت بلانشيت وجعفر بناهي لحظة فوزه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    نموذج امتحان الأحياء الثانوية الأزهرية 2025 بنظام البوكليت (كل ما تريد معرفته عن الامتحانات)    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    الليلة.. محمد صلاح يتحدث حصريا ل"أون سبورت" بعد إنجازه التاريخى فى الدورى الإنجليزى    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    الأردن وجرينادا يوقعان بيانا مشتركا لإقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان.. لصوص الأوطان
تحولوا إلي عملاء لخدمة مشروعات تقسيم المنطقة ويسعون إلي تخريب مجتمعاتهم
نشر في أخبار السيارات يوم 15 - 09 - 2018

أينما حلوا فالخراب رفيقهم.. وأينما ذهبوا فالموت طريقهم.. هكذا هم عناصر جماعة »الإخوان»‬ الإرهابية.. تجار للموت والخراب، لم يعد يقتصر دورهم فقط علي مصر وحدها، وان كانت مصر اكتوت بجرائمهم ومؤامراتهم وخيانتهم، ولكن الكثير من المجتمعات العربية دفعت وتدفع ثمنا فادحا لمخططات الإخوان وتآمرهم، والدليل ما فعلوه في دول ما بات يعرف بالربيع العربي.
ولا يكتفي »‬الاخوان» بعنفهم وإرهابهم، بل تحولوا فعليا الي لصوص للأوطان وعملاء لمشاريع التقسيم الخارجية للمنطقة، فهم لا يؤمنون بالأوطان، ولا يحترمون حدودها أو بقاءها، فالجماعة عندهم أهم من الأوطان، فهم أقرب الي العصابة التي تدير مشروعا للسيطرة، يستعينون بالأموال المشبوهة، ويحاولون اختراق الإعلام العالمي لاستخدامه في ترويج أكاذيبهم.
»‬الأخبار» تواصل فتح الملف الاسود لجماعة الاخوان وارهابها وخيانتها.
عام حكم الجماعة..ملطخ بالدماء
◆ بكري: حاولوا تغيير هوية الدولة المصرية لتصبح إخوانية
◆ درويش: يسعون لنشر ميليشياتهم المسلحة في كل مكان
◆ الخولي: تنتهج العنف والقتل أسلوبا لتحقيق أهدافهم
◆ الغزولي: هددوا المصريين بالقتل وتوعدوا بطرد الأقباط
كتب أحمد خليل واسماعيل مصطفي :
وجه قبيح.. وعام ملطخ بالدماء هو اختصار لمشهد فوضوي شهدته البلاد لمدة عام كامل اثناء حكم الجماعة الارهابية لسدة الحكم..الممارسات التي اتخذتها الجماعة اتجهت نحو استبدال الدولة بالإخوان وإحلال حكم الجماعة محل الدولة لتغيير الهوية المصرية بالاضافة إلي نيتهم تشكيل ميلشيات عسكرية لاستخدام العنف ضد الدولة.
في البداية يؤكد مصطفي بكري عضو مجلس النواب أن الجماعة الارهابية منذ يومها الأول عملت علي إحلال الجماعة محل الدولة بهدف تغيير هوية الدولة المصرية لتصبح الدولة الدينية الإخوانية.
وأضاف بكري أن الأمر الثاني قد جري بالاستعداد للتفريط في الامن القومي المصري حيث ظهر ذلك عند زيارة الرئيس الايراني الذي زار مصر في فبراير 2013 لإبرام معاهدة دفاع مشترك معهم لولا تصدي الجيش لكانت ابرمت المعاهدة، ووضح ذلك أيضا من السعي نحو إقامة دولة غزة الكبري في اراضي سيناء ولقد تصدت القوات المسلحة والقائد العام بإصدار قانون في ديسمبر 2012 يرفض تأجير الأراضي أو حق الانتفاع الملكية بعمق 5 كيلو متر بطول خط الحدود مع غزة وكذلك الحال رفض تصريحات المرشد الأسبق محمد عاكف الذي قال أن حلايب وشلاتين يمكن أن تذهب إلي السودان.
الأوضاع الفوضوية
وتابع عضو مجلس النواب أن الأمر الثالث هو الأوضاع الفوضوية التي سادت البلاد واقصاء كافة القوي السياسية والتعامل فقط مع القوي ذات المرجعية الدينية منذ وصول مرسي للسلطة وحتي سقوط الاخوان علاوة علي ذلك تم اعداد المزيد من الميلشيات المسلحة التي كانت مهمتها الاساسية والأخيرة هي التحرك واستخدام العنف في حال اسقاط حكم الجماعة أو وجود مظاهرات شعبية ولكن تحرك القوات المسلحة احبط هذا المخطط فعاد الإخوان ليكشفوا عن وجههم ويبدأوا حرب شوارع ضد مؤسسات الدولة وهذا يعني أن نظام الحكم كان متورطا في اعداد هذه المشيليات سواء في سيناء أو داخل البلاد،ولكل ذلك كان أن يتحرك الجيش بعد تحرك الشعب في ثورته.
ويقول المهندس حسام الخولي الأمين العام لحزب مستقبل وطن إن جماعة اﻷخوان اﻹرهابية لا تؤمن بوطن، كانت تستخدم الدين، ولا تؤمن بوطن أو حدود، وفرّقت المصريين، »‬وأول ما طلعوا بسلم الديموقراطية رموه؛» فهم الداعم اﻷول للإرهاب».
ويضيف الخولي، أن المشكلة ليست خلافاً سياسياً مع هذة الجماعة التي تنتهج العنف والقتل أسلوبا للوصول ﻷهدافهم، ولكنها تكمن في عدم اعترافهم بالوطن والعلم الذي سالت الدماء من أجله. ويشير إلي أن الجماعة لا يؤمنون بحدود الوطن، ومن يفرط في أراضي بلاده ولا يحترم سيادة دولته عليها فهو عديم الوطنية والانتماء.
المادة الخام للإلحاد
ويقول النائب عماد سعد حمودة إن جماعة الإخوان الإرهابية أصبحت تصدر المادة الخام للإلحاد وتشويه صورة الدين، وذلك من خلال مجموعة من الإعلاميين الهاربين اصحاب »‬السبوبة» المتواجدين في تركيا سواء المجرم معتز مطر او هشام عبد الله ومحمد ناصر وغيرهم من المجرمين، مؤكدا علي أن تصرفاتهم وأفعالهم الإجرامية سبب رئيسي في تشويه صورة الإسلام.
وأضاف حمودة أن هذه الجماعة الإرهابية ارتكبت العديد من الجرائم في حق الشعب المصري، وأن هناك مخططا تم الاتفاق عليه قبيل ثورة يونيو لوأدها والقيام بعمليات عنف وإرهاب وتم الاتفاق علي المخطط بين قيادات الإخوان، من خلال نشر الفتنة واستخدام العنف والإرهاب وإشعال الدولة نارا وهدم كل مؤسسات الدولة، من خلال مسلحين مدججين بالأسلحة.
وأوضح النائب أن هذه الجماعة الإرهابية سعت لتدمير الاقتصاد الوطني وإحلال الجماعة محل الدولة، وذلك من خلال تكوين مليشيات اخوانية، تستغل في القتل والتخريب والتدمير وإثارة الفتنة والبلبلة في كل ربوع الجمهورية.
واكد حمودة، ان معتز مطر ومحمد ناصر ليسوا سوي فشلة، التقطتهم الجماعة الارهابية للمساهمة في تشويه وطنهم، مشيرا إلي انه سيأتي اليوم الذي سيحاسبوا فيه، بالاضافة إلي حكم التاريخ الذي سيذكرهم بالخيانة والخزي والعار.
سنة سوداء
ويقول النائب أحمد سميح درويش وكيل لجنة القيم بمجلس النواب أن حكم الاخوان يعتبر سنة سوداء في تاريخ الوطن واذا لم تقم عليهم الثورة الشعبية الأكبر والأعظم في التاريخ لكان البديل ميلشيات مسلحة في كل مكان، وانتشا ر جرائم مثل خطف السيدات من بيوتها، وانتشار عمليات القتل وتقسيم مصر إلي دويلات، كما أنه لن يكون هناك اقتصاد ولا سياحة..ويؤكد درويش أن ممارسات الإخوان بدأت من أول يوم ورأينا عدة أمثلة مثل أحداث الاتحادية وحصار الإعلام والمحكمة الدستورية وعزل النائب العام وحتي الإعلان الدستوري الذي أخذ فيه مرسي كل السلطات.فالجماعة الإرهابية اختطفت الوطن وسخرت كل مؤسسات الدولة لخدمة مموليها وأعداء الدولة المصرية..
ويوضح درويش أن التنظيمات والجماعات الإرهابية في المنطقة كانت ستتحرك بكل سهولة لو استمرت الجماعة في الحكم وتحقيق أحلامهم في إقامة الخلافة وبات ذلك واضحا بدعم هذه الجماعات، بما فيها جماعة الإخوان.
أخونة الدولة
ويقول النائب مجدي سيف إن الجماعة الإرهابية سعت بكل قوة نحو أخونة الدولة من خلال الدفع بعناصرها والموالين لها في الجهاز الإداري للدولة وكذلك مؤسسات الدولة وحاولوا بكل قوة السيطرة علي كافة الأمور..ويضيف سيف أن جماعة الإخوان حاولت فرض سيطرتها علي المشهد الاعلامي في الدولة من أجل غض الطرف عن الممارسات العنيفة التي ترتكبها الجماعة فضلا عن القرارات التي كانت تصدر من مكتب الارشاد الذي إدار الدولة بدلا من محمد مرسي..ويتابع عضو مجلس النواب، أن الشعب المصري اكتشف المخطط الإخواني مبكرا وتصدي له بكل قوة وكانت الانطلاق ثورة 30 يونيه العظيمة التي كانت السبب في الإطاحة بالجماعة الإرهابية من حكم الدولة المصرية واسترداد الدولة من مكتب الارشاد.
ويقول اسلام الغزولي مستشار رئيس حزب المصريين الأحرار لشئون الشباب أن جماعة الإخوان الإرهابية، ارتكبت جرائم مفزعة قبل وبعد ثورة 30 يونيو، وهددوا المصريين صراحة عندما صرحوا: يا نحكمكم يا نقتلكم، كما هددوا بطرد الأقباط من مصر، عندما قالوا لهم: الذي لا تعجبه الحياه في مصر يرحل، كما هددوا العدالة بحصارهم للمحكمة الدستورية العليا وتهديد القضاة بإحالتهم للتقاعد، أو الحكم بما يملونه عليهم، كما حاصرت الجماعة الإرهابية مدينة الإنتاج الإعلامي، وأصدرت قائمة اغتيالات شملت إعلاميين وكتابا وصحفيين ورجال سياسة وحزبيين، ووجهت إليهم تهديدات مباشرة بتصفيتهم.
عام أسود
ويضيف أن جرائم اﻷخوان في عام حكمهم اﻷسود لا تنتهي فقد احتلت الجماعة ميداني رابعة والنهضة، وهددت الأهالي، وطردت بعض السكان، وحولت رابعة إلي وكر لتخزين الأسلحة، وجندت عناصرها لإرهاب المصريين ووسائل المواصلات، وكان أخطر تهديد للجماعة من محمد البلتاجي أحد قيادات الإخوان عندما هدد بارتكاب أعمال إرهابية في سيناء في حالة عدم إخلاء سبيل محمد مرسي، وقالت إن الإرهاب سيتوقف في الساعة التي يتم فيها إخلاء سبيله، واستمر الإرهاب حتي تم سد هذه الثغرة من خلال العملية الشاملة سيناء 2018 التي أخذت حق الشهيد، وقامت بتصفية مئات الإرهابيين وشل حركتهم.
ويتابع كما قامت جماعة الإخوان الإرهابية بحرق وتدمير عدد من الكنائس وأقسام الشرطة ومراكز التدريب ومديريات الأمن في عدد من المحافظات، وقامت بإحراق عدد كبير من المحاكم، والفنادق، كما اعتدت الجماعة الإرهابية، علي الممتلكات الخاصة للمواطنين، وخطفوا عددا كبيرا من الأطفال الأيتام وتحويلهم إلي دروع بشرية في اعتصام رابعة، وزرعوا العبوات الناسفة في الكمائن لاصطياد قوات الأمن والمواطنين، تسبب في ترويع الآمنين، وتكبيد البلاد خسائر مالية فادحة، أدت إلي ضرب الاقتصاد المصري، كما أساءت إلي سمعة مصر في الخارج، وتسببت في تجميد عضويتها في المنظمة الأفريقية، والبرلمانات الدولية.
ويشير إلي أن التحقيقات مع أعضاء الجماعات الإرهابية كشفت أنهم كانوا جزءًا من مخطط خارجي لإسقاط الوطن، وتحويله إلي إمارة وفرض الحماية الدولية علي قناة السويس، والتنازل عن سيناء، كما تبين أن قيادات الإخوان تآمروا علي مصر، وسربوا تقارير إلي دول أخري ومنها قطر، تضمنت أسرارًا مهمة عن الدولة.
أبطال »‬الخراب العربي»
»‬الإخوان» لعبوا أدواراً مشبوهة في تدمير ليبيا وسوريا.. ومخططاتهم مستمرة
كتب إبراهيم مصطفي:
لم يقتصر دورجماعة »‬الإخوان» علي محاولة تخريب الداخل المصري، بل امتد تأثيرهم المدمر إلي العديد من المجتمعات العربية الأخري، وقد وصل هذا الدور ذروته في احداث ما عرف بثورات »‬الربيع العربي» التي تحولت علي يد الإخوان وجماعات التأسلم السياسي إلي »‬خريف وخراب عربي.
»‬تنظيم الإخوان تسبب في دمار عدة بلدان عربية كانت أقوي وأغني من موريتانيا لا فرق ولا حدود بين ما تسمي أحزاب الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية المسلحة» تصريح خرج قبل أسبوعين عن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ملخصا تأثير جماعة الإخوان المسلمين في تخريب دول المنطقة علي مدار تاريخها الممتد لأكثر من 90 عاما.
تدمير ليبيا
الدور الإخواني في تدمير ليبيا وتحويل مسار ثورة 17 فبراير لا تزال فصوله مستمرة حتي الآن علي وقع الفوضي والانقسام في السلطة الذي كان آخر تداعياته مقتل 61 في اشتباكات بين ميليشيات مسلحة في العاصمة طرابلس، ويمكن معرفته عبر شهادات الأطراف التي عايشت تلك الفترة الحرجة من عمر ليبيا، ففي ديسمبر 2016 قال مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي السابق لإحدي القنوات الفضائية المهتمة بالشأن الليبي إن الإخوان المسلمين في ليبيا التحقوا بالثورة متأخرين بعد ثلاثة أشهر من انطلاقها وتحديدا في أبريل 2011، وكان لهم دور كبير ومميز فيها، لكنهم غير صادقين، لأن مصلحة الجماعة عندهم مقدمة علي مصلحة الوطن، لذلك عرفهم الليبيون ولن يكون لهم وجود ولن يعودوا للمشهد السياسي. بعد سقوط نظام القذافي، لعب الإخوان دورا كبيرا في تفتيت المؤسسة العسكرية ودعم الميليشيات المسلحة، حيث ارتبط حزب الإخوان في ليبيا »‬العدالة والبناء» بما يعرف بلواء الدروع، وهو لواء عسكري قوي جدا يضم في صفوفه عددا كبيرا من المقاتلين الليبيين، وينتشر في عدد مهم من المدن،وحتي الآن يعارض الإخوان أي دور للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، أو أي دور لمصر في لعب دور الوسيط لحل الخلافات بين الليبيين..وعلي الصعيد السياسي، ساهمت الجماعة في حالة عدم الإستقرار السياسي المستمرة منذ عام 2014 عند تشكيل حكومة برئاسة عمر الحاسي عبر قرارات من المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، في مواجهة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وهي حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني والبرلمان الليبي المنتخب برئاسة المستشار عقيلة صالح.
كما انتهجت عناصر الإخوان سياسة الاغتيالات للتخلص من خصومهم، حيث رصد تقرير لموقع »‬العين» الإخباري الإماراتي، ان الاغتيالات الإخوانية عام 2013 طالت أكثر من 120 شخصا، غالبيتهم قيادات أمنية وعسكرية، وحصدت الأخري شخصيات مدنية بين سياسية وإعلامية وأئمة وخطباء.
كانت سوريا من أوائل الدول التي انتقل إليها الفكر الإخواني منذ عام 1936 عبر مصطفي السباعي تلميذ مؤسس الجماعة حسن البنا، وفي نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي نفذ الإخوان العديد من عمليات الإغتيال لعدد من الضباط والسياسيين والشخصيات العامة، وما بين عامي 1979 و1981 قتل إرهابيو الإخوان المسلمون ما مجموعه ثلاثمائة شخص أغلبهم أعضاء حكومة وحزبيين ومهنيين، حتي نجحت الدولة في هزيمة التنظيم العسكري للإخوان.
وبعد قيام الثورة في 15 مارس 2011 اتخذت الجماعة موقفا حذرا حيث لم تطالب في البداية باسقاط النظام، ومع احتدام الموقف كان الإخوان أولي التنظيمات التي شَكَّلَت ميليشيات مسلحة في سوريا، ومع بداية عام 2013 جمع الإخوان الميليشيات المسلحة الصغيرة تحت مظلة واحدة وهي »‬هيئة دروع الثورة»، وبعد ذلك تشكلت »‬هيئة حماية المدنيين»، وشكلت من خلال تلك اللجنة منصة لتوجيه الثوار للعنف، وذلك بدعم مالي ولوجيستي من قطر وتركيا الرعاة الأساسيين للفكر الإخواني، ولا زالت سوريا تعاني من التمزق والتخريب علي وقع العنف الذي يمارسه أتباع الإخوان ولا حل في الأفق حتي الآن.
أكبر إدانة دولية
ادانة الإخوان بالعنف لم تقتصر علي الدول العربية حيث وجهت الحكومة البريطانية في ديسمبر 2015 أكبر إدانة دولية لأفكار ونشاط جماعة الإخوان المسلمين بعدما كشفت عن نتائج التقرير الذي اعدته حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين علي الأراضي البريطانية، وحمل التقرير ادانة لبعض أفكار الجماعة بالارتباط بالتطرف والإرهاب، وتأكيدا علي ان عقيدة الجماعة منافية للأمن القومي البريطاني، كما أشار إلي أن الانتماء للإخوان مؤشر محتمل علي تبني سياسة العنف والإرهاب.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون عند عرض التقرير أمام البرلمان أن العقيدة الأساسية للإخوان تدعو إلي التطهير الأخلاقي للأفراد والمجتمعات الإسلامية وتوحيدها سياسيا في النهاية لتكوين خلافة تطبق الشريعة الإسلامية، كما تصف الجماعة حتي الآن المجتمعات الغربية والمسلمين المتحررين بانهم منحلون وغير أخلاقيين، ويعتبرون ذلك بداية لمشروعهم السياسي، مشيرا إلي وجود علاقة غامضة بين بعض أقسام الإخوان المسلمين والتطرف العنيف، وكانت تلك الأفكار والإطار التنظيمي للجماعة منطلق لبعض الأفراد والجماعات التي مارست العنف والإرهاب، حيث صرح الإخوان بمعارضتهم لنشاط تنظيم القاعدة إلا انهم لم يدينوا بشكل واضح استغلال الجماعات الإرهابية لكتابات سيد قطب كمرجعية لهم.
وكشف التقرير البريطاني عن ترويج الاخوان لقيم متشددة تجاه المساواة وحرية الدين والمعتقد، وبالتالي فان الاستنتاجات التي خرج بها التقرير يعتبر العضوية في الاخوان أو الارتباط بهم أو التأثر بهم مؤشر محتمل علي التطرف.
سيناء...تقهر »‬الإخوان»
»‬ما يحدث في سيناء، سوف يتوقف عند اللحظة التي يتراجع فيها السيسي عما فعله».. محمد البلتاجي 8 يوليو 2013 من قلب اعتصام رابعة العدوية.
كانت البداية والإشارة التي من خلالها عرف الجميع ما سيقوم به الإخوان وأتباعهم عقب عزل رئيسهم محمد مرسي، هذا ما تفوه به محمد البلتاجي، عقب بيان 3 يوليو الذي أعلن عن انتصار إرادة الشعب.
ولا دليل أقوي من اعتراف البلتاجي بارتباط الإرهاب في سيناء بعودة مرسي للحكم، وأنهم هم من أعطوا إشارة البدء للعمليات الإرهابية في سيناء.. ولنعود قليلاً بالتاريخ إلي 15 مايو عام 2013 حينما اختطفت عناصر إرهابية 7 مجندين في شمال سيناء، ليدلي الرئيس محمد مرسي وقتئذ بتصريح »‬غريب» قال فيه »‬ أوجه بسرعة بذل الجهود للإفراج عن الجنود المُختطَفين، والحرص علي المُحافظة علي أرواح الجميع، سواء المُختطفون أو الخاطفون، وكانت تلك التصريحات الرئاسية الرسمية جاءت خلال لقائه مع وزيري الدفاع والإنتاج الحربي، والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، بقصر الاتحادية بمصر الجديدة، حسبما ذكر بيان مؤسسة الرئاسة.
فكيف لرئيس جمهورية بتأكيده علي وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات بضرورة الحفاظ علي حياة الخاطفين والمختطفين، فلابد أن الخاطفين يتبعونه أو علي علاقة وطيدة به، ليؤكد لأكبر 3 رجال في الدولة بعد الرئيس ضرورة الحفاظ علي حياتهم بدلاً من التأكيد علي أنه لا تهاون مع الإرهاب، وضرورة الضرب بيد من حديد والقضاء علي تلك العناصر الإرهابية وتطهير سيناء منها، جاء التصريح بالحفاظ علي الخاطفين والمختطفين.
توسط الإخوان
وحينما تم اختطاف الجنود السبعة كنت مراسلاً للأخبار في سيناء وشاهدت وجود عناصر »‬سلفية» حضرت إلي مدينة الشيخ زويد وعند سؤال أحد المصادر الأمنية قال إنها »‬وفد الرئاسة» للتفاوض مع العناصر الإرهابية للإفراج عن الجنود السبعة.
وأشار المصدر، الذي كان مشاركا في عملية التفاوض لتحرير الجنود المخطوفين، إلي أن الرئيس المعزول، كان علي اتصال مباشر بالخاطفين، وأنه هو من أبلغ وزير الداخلية محمد إبراهيم، في ذلك التوقيت بأنه سيتم الإفراج عن الجنود.
وأضاف المصدر أنه عقب تعرض الجنود للاختطاف في سيناء بدأنا علي الفور العمل من أجل تحريرهم، وكانت أولي أولويات العمل، ضرورة الحفاظ علي حياة الجنود المختطفين ودخلنا في سلسلة من المفاوضات تطوع للقيام بها شيوخ قبائل بدوية في شمال سيناء لتحرير الجنود.
وتابع المصدر، أنه أثناء قيامنا بالعمل والبحث تم رصد مكالمات تليفونية لقيادي بجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بشمال سيناء دارت بينه ونجله وبين اثنين من الخاطفين، قال فيها الخاطفون إن الجماعة ورطتهم في خطف الجنود بشمال سيناء.
قيادات الجماعة
وأشار المصدر، إلي أنه في ذلك التوقيت كانت قيادات جماعة الإخوان يظهرون في شمال سيناء، بل ذهب بعضهم إلي مديرية الأمن وجهاز المخابرات بدعوي معاونة أجهزة الأمن من أجل التوسط للإفراج عن الجنود المخطوفين.
وأوضح المصدر، أنه مع بدء التفاوض مع الوسطاء، انتقلنا إلي أحد المنازل المملوكة لأحد الوسطاء، ونجح الوسطاء في التواصل مع الخاطفين وتمكنوا من الحصول علي تأكيدات منهم بالإفراج عن الجنود، في هذه الأثناء لم نكن أبلغنا وزير الدفاع أو الرئاسة رسميا بالاتفاق، وعقب اتفاقنا بدقائق، جاءتنا مكالمة من أحد القيادات الأمنية بجهاز الأمن الوطني يخبرنا أن الرئيس المعزول أبلغ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن الخاطفين سيقومون بالإفراج عن الجنود في السابعة صباحا وأن المفاوضات نجحت.
وأكد المصدر، أنه خلال تلك اللحظة تأكدت ظنوننا لأننا لم نقم بعد بإبلاغ القيادات بالاتفاق، وبالطبع الطرف الآخر »‬الخاطفون» هم من أبلغوا محمد مرسي بأنه تم الوصل لاتفاق وأنه سيتم الإفراج عن الجنود في السابعة صباحا.
فالعاقل عندما يبحث، لا يجد فرقاً بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتنظيم ما يُسمي بالدولة الإسلامية »‬داعش» أو »‬ولاية سيناء»، فكل منهما يمثل وجهاً للعنف والتطرف في مصر، فإذا كان »‬داعش مصر» نواة لتنظيم سابق يُسمي »‬أنصار بيت المقدس» ، فإن حركة الإخوان المسلمين كانت وما زالت نصيرة لهذا التنظيم في سيناء في الشكل الذي يدفعنا للتساؤل، أنصار بيت المقدس أم أنصار الإخوان؟ وهو ما يؤكد العلاقة بينهما، حيث كانت جماعة الإخوان بمثابة معبر للتنظيم الأكثر عنفاً داخل سيناء، حيث فوجئنا بانضمام أفراد تابعين لجماعة الإخوان إلي تنظيم »‬ولاية سيناء»، يتم تجنيدهم من خلال »‬الإخوان» بينما ينفذون العمليات العسكرية من خلال »‬داعش» ، هذا التنسيق غير معلن، ولكن يمكن وضعه في إطار الأسباب التي تخلقها جماعة الإخوان والنتائج التي يحصدها تنظيم »‬ولاية سيناء».
قيادات الجهاد
كما رفض محمد مرسي، عندما كان علي رأس السلطة التوقيع علي حكم قضائي نهائي بخصوص إعدام عدد من قيادات جماعة »‬التوحيد والجهاد»، نواة التنظيم قبل تحوله لتنظيم أنصار بيت المقدس ثم ولاية سيناء، فعلي رغم اعترافهم بارتكاب جرائم قتل إلا أنه لم يُصدق علي الحكم.
وفي مايو الماضي كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه أجهض مخططا للرئيس المعزول محمد مرسي، بتوطين جزء من الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية في إطار مشروع »‬دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة».. وقال عباس في كلمة أمام المجلس الوطني الفلسطيني، الاثنين، إنه تلقي عرضا من مرسي أثناء فترة رئاسته التي استمرت لعام تقريبا، بالحصول علي قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون.. وتابع: »‬في أيام مرسي عرض علينا إعطاءنا قطعة من سيناء لشعبنا لكي يعيش هناك في مشروع اسمه إيغور آيلاند».. وأكد الرئيس الفلسطيني أن حركة حماس أبدت موافقتها علي مشروع »‬الدولة ذات الحدود المؤقتة» ككل.
العملية الشاملة
وفي أول رد فعل لجماعة الإخوان الإرهابية علي إطلاق الجيش المصري عملية شاملة لمجابهة الإرهاب في سيناء ودلتا النيل، قالت الجماعة، في بيان لها في فبراير الماضي تزامناً مع بدء العملية، إن الحرب علي الإرهاب لا تفيد، محرضة أهل سيناء علي القوات المسلحة.
وواصلت الجماعة مزاعمها حول »‬إخلاء سيناء»، وهو الملف الذي أثير خلال عام من رئاسة المعزول محمد مرسي المنتمي للجماعة. ودعت الجماعة الجميع ل»التكاتف» وتجاوز جميع الخلافات، فيما عدته لحظة تاريخية في مواجهة تحرك الجيش لدحر الجماعات الإرهابية. وقالت الجماعة، في بيانها، إنها »‬تتابع بكامل القلق والرِّيبة ما أعلنه النظام عن عملية عسكرية مُوسَّعة في سيناء».. وفضحت الجماعة دعمها الإرهاب وتنظيماته في سيناء عبر تحريضها أهل سيناء، حسب زعمها أنه »‬نضال من أجل أرضهم».
مخططات مشتركة
كشف اللواء نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، مخططات جماعة الإخوان المسلمين، للتنازل عن سيناء وترحيل الفلسطينيين إليها بالاتفاق مع المخابرات الأمريكية.. وأضاف »‬سالم»، أنه وقت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، رأي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي آنذاك جيورا إيلاند، أن الحل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عن طريق الأراضي المصرية في سيناء، وذلك بدلًا من الأرض المسيطرة عليها إسرائيل في الضفة الغربية.
وأشار إلي أنه تم عرض هذا الاتفاق علي مبارك أكثر من مرة ولكنه رفضه تمامًا، موضحًا أنه منذ عام 2010، كان هناك اتفاق بين جماعة الإخوان الإرهابية والمخابرات الأمريكية لتنفيذ المخطط، حيث إنه انكشفت كل المؤامرات حين سيطر الإخوان علي حكم مصر وتم إزاحة الجماعة من حكم مصر، مؤكدًا أن جماعة الإخوان جاءت لتحقيق هدف سياسي وهو حل القضية الفلسطينية علي حساب مصر.
وأوضح أن الضربة الإرهابية الأخيرة في مسجد الروضة كان لا بد أن تواجه بالعملية سيناء 2018.
البؤرة الإرهابية
قال اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق إن سيناء في فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، كانت هدفًا إستراتيجيًا في أجندتها، حيث حولتها الجماعة إلي بؤرة إرهاب، وبناء علي ذلك قامت بالإفراج عن مئات المتطرفين الذين كان من بينهم أفراد محكوم عليهم بالإعدام، وكان الهدف من ذلك ضخ عناصر إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف في سيناء.
وعن خطوات الجماعة للتمكن من سيناء قال اللواء فؤاد علام، إنها فتحت قنوات اتصال مع منظمات إرهابية مسلحة بالخارج، وقامت بجمع كميات كبيرة من السلاح؛، وبالتالي بدأت الجماعة بمحاولة بسط إرادتها علي أرض سيناء، فقامت باستهداف رجال الجيش والشرطة، ونفذت عمليات التفجير التي راح ضحيتها جنود أبرياء، ولم يفلت منها شيوخ القبائل، الذين كانوا يتعاونون مع أجهزة الأمن لصالح الوطن فكانت الجماعة تقوم بقتلهم فور علمها وذلك في محاولة لترويع الشعب السيناوي للخضوع إلي حكمهم وإرادتهم السياسية.
»‬الإرهابية».. إمبراطورية »‬الأموال المشبوهة»
وقد كشفت الوثائق السرية لأجهزة وزارة الخارجية البريطانية والاستخبارات العسكرية البريطانية MI6، والتي أفرج عنها مؤخرا عن تعاون قديم بين تلك الأجهزة وبين »‬الإخوان»، وكان المال هو الجسر الأول لبناء علاقة بين الطرفين استمرت لعقود، ولا تزال، فقد كان اول تبرع تلقاه حسن البنا لتأسيس الجماعة عام 1928 من بريطانيا، وكان ستار التمويل هو هيئة قناة السويس التي كانت خاضعة آنداك تماما لسيطرة الاحتلال البريطاني، وكانت قيمة التبرع 500 جنيه، أي ما يعادل أكثر من نصف مليون جنيه وفق بعض التقديرات لقيمة العملة حاليا.
النواة الأولي
وبالفعل كان هذا التبرع البريطاني السخي للبنا، النواة الأولي لبناء الجماعة، لكن الرجل سرعان ما أدرك أن طموح الجماعة في الوصول إلي السلطة، يحتاج إلي تدفقات مالية مستمرة تتجاوز فكرة التبرعات، لذلك سارع البنا في توفير التمويل اللازم لأغراض الجماعة عبر بناء شبكة من المقرات والمساجد التابعة للجماعة تتولي جمع المساهمات المالية من الأعضاء، فضلا عن رعاية مشروعات اقتصادية تدر ربحا كبيرا، وكانت المدارس واحدة من المشروعات التي سعت الجماعة إلي استغلالها اقتصاديا وفكريا في نشر أهدافها، واستمر هذا النهج منذ زمن البنا وحتي الآن.
والغريب أن »‬الإخوان» استفادوا في تلك الفترة المبكرة من تاريخهم من الصراعات السياسية بين أحزاب الأقلية وبين الوفد، في تدعيم امبراطوريتهم الاقتصادية، ففي الثلاثينيات من القرن الماضي، وفي قرار غريب من محمد حسن عشماوي وزير المعارف المتعاطف مع الجماعة آنذاك، قررت الوزارة دعم كل طالب يدرس في مدارس »‬الإخوان» ب75 قرشا، وتوفير الكتب مجانا، وهو ما ساعد علي انتشار المدارس الإخوانية ومضاعفة الإقبال علي الالتحاق بها(!!).
ثوابت اقتصادية
ويرصد كتاب »‬اقتصاديات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم» للباحث الاقتصادي عبد الخالق فاروق جذور النشاط الاقتصادي الخطير للجماعة الإرهابية، فيشير إلي ان الجماعة وضعت ثوابت اقتصادية ظلت مستمرة لعقود، ومنها امتلاك شركات ومشروعات تجارية متنوعة الأنشطة والمجالات لتدر ربحا يمكنه تمويل أنشطة الجماعة وخدمة اهدافها، واستطاعت تلك الشركات توفير أموال هائلة استخدمتها الجماعة في معاركها السياسية وشراء ولاءات العديد من الساسة في مرحلة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، واستخدامهم في صراعاتها الكبيرة، بل وفي تدبير العديد من الاغتيالات السياسية التي ارتكبتها الجماعة ضد خصومها السياسيين.
ولم تقتصر أوجه تمويل الجماعة علي الشركات المملوكة لها، بل امتدت أيضا إلي اقتطاع حصة من دخل كل عضو إخواني، تفاوتت النسبة بين 3-7% حسب بعض التقديرات، إضافة إلي قبول العديد من التبرعات السخية من المتعاطفين مع الجماعة في الداخل والخارج، بل وتلقي تبرعات ومساعدات من أجهزة استخبارات أمريكية وبريطانية تحت ستار التعاون المشترك في مواجهة الشيوعية والأفكار الاشتراكية.
وحتي في مرحلة الصدام بين الجماعة والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، واتخاذ الدولة اجراءات صارمة بحق أنشطة ومشروعات الجماعة، اسطاع عدد كبير من قيادات وأعضاء »‬الإخوان» الفرار إلي السعودية، والاستفادة من الخلاف المصري السعودي آنذاك في الحصول علي ملاذ آمن، مكنهم من تكوين ثروات هائلة من خلال الحصول علي وظائف بأجور خيالية، والفوز بعقود مقاولات كبيرة في دول الخليج، الأمر الذي انعكس ايجابا علي القدرات المالية للجماعة وأعضائها.
وفي تلك الفترة بدأت الجماعة السعي إلي تجاوز الحدود العربية، ومحاولة التمدد عالميا، وبالتحديد في قلب اوروبا أملا في حشد التضامن الغربي معهم، وفي الوقت ذاته البحث عن مصدر ربح كبير، وبالفعل بدأ نجم شخصية مثل يوسف ندا في الظهور، وهو الرجل الذي تولي إدارة استثمارات التنظيم الدولي للجماعة في أوروبا، واستطاع بالتعاون مع عدد من الشركاء مثل يوسف القرضاوي ود.زغلول النجار، وأحمد إدريس نصر وهو شخص اريتري الجنسية وكان أحد شركاء أسامة بن لادن زعيم تنظيم »‬القاعدة» بناء قاعدة لامبراطورية اقتصادية إخوانية، كان قاعدتها »‬بنك التقوي»، إضافة إلي تأسيس العديد من الشركات السرية بنظام off- shore في الملاذات الضريبية الآمنة مثل جزر الباهاماس، وجزر كايمان، وقبرص، ونجحت تلك الشبكة السرية في إخفاء أموال »‬الإخوان» من محاولات الترقب والمتابعة، رغم ان تلك الشركات تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.
طريقة العصابات
كما أن تلك الأساليب السرية في إدارة شركات »‬الإخوان» علي طريقة جماعات الجريمة المنظمة المحترفة عالميا مثل، المافيا الإيطالية، وآل كابونب الأمريكية والياكوزا اليابانية، ساعدت الجماعة من النجاة بأموالها من محاولات التعقب لأموال دعم الإرهاب، علي الرغم من الاتهامات الأمريكية لعدد من شركاء يوسف ندا بتمويل الإرهاب، ومنهم عبد الرحمن العمودي وهو شخص اريتيري الأصل، وتحاصره العديد من الاتهامات بمساعدة وتمويل تنظيمات إرهابية عبر العالم.
ولأن »‬الإخوان» تجيد انتهاز الفرص، فقد استطاعت الجماعة استغلال تحسن علاقتها مع نظام الرئيس الراحل أنور السادات، الذي أفرج عن العديد من قيادات الجماعة من السجون، وأعادهم إلي وظائفهم، ونجحت الجماعة في تأسيس شبكة ممتدة من الشركات التجارية التي تنوعت أنشطتها بصورة غير مسبوقة بداية من أعمال التجارة الدولية والمضاربة في الأسواق المالية والبورصات العالمية، مرورا بشركات المقاولات وإنشاء المستوصفات والمستشفيات والمدارس وتجارة الأدوية عبر شبكات الصيدليات الخاصة، وصولا إلي شركات توظيف الأموال والسياحة الدينية ومكاتب المحاسبة، وتجارة العملة عبر شركات الصرافة، بل وإدارة شبكة واسعة من المطاعم والكافيهات وتجارة السيارات والأثاث والنشر الالكتروني والمكتبات.
كما امتد نفوذ ونطاق عمل تلك الشركات في مرحلة السبعينات من القرن الماضي إلي خارج مصر، مستفيدين من تخفيف القيود الرسمية علي نشاط شركات الحماعة، وعلي حركة القيادات البارزة بها، واستمر هذا النهج بوضوح في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فرغم ما كان يعتري العلاقة بين مبارك والإخوان من صدامات متقطعة، غير ان الامبراطورية الاقتصادية للجماعة شهدت انتعاشا كبيرا وتوسعا هائلا.
خدمة النفوذ
وسرعان ما استفادت الجماعة من هذا التوسع الاقتصادي للترجمه إلي نفوذ سياسي، فمع انسحاب الدولة من العديد من المناطق، وتخليها عن أداء دورها في تقديم أوجه الرعاية المادية والصحية والتعليمية، وبخاصة في المناطق الفقيرة والمحافظات الريفية، كانت »‬جماعة الإخوان» تبادر إلي ملء هذا الفراغ عبر شبكة من المشروعات الخدمية مثل المستوصفات الشعبية والمدارس، إضافة إلي تقديم المساعدات العينية كالأغذية ممثلة في شنط الزيت والسكر وغيرها من الأطعمة التي استخدمت لاحقا في التأثير علي القرار التصويتي لهؤلاء البسطاء، وقد اتضح تأثير هذا النهج الإخواني لاحقا، وبخاصة في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011، والتي شهدت تأثيرا ملموسا لتلك الأساليب في دعم مرشحي الجماعة في مواجهة مرشحي التيارات السياسية الأخري.
وتكشف قوائم المشروعات التي وضعت تحت تصرف لجنة حصر أموال »‬الإخوان» بعد اعتبارها جماعة إرهابية عام 2013، حجم النفوذ الاقتصادي لتلك الجماعة ورجالها، فعلي مدي الشهور الأولي لعمل تلك اللجنة منذ تشكيل اللجنة سبتمبر 2013، تم التحفظ علي أموال 2400 شخص، وما زال هناك آخرون قيد الدراسة القانونية، و630 شركة متنوعة النشاط بينها 70 شركة صرافة لعبت دوراً سلبياً في التأثير علي قيمة العملة في ظل أزمة سعر الصرف قبل قرار تحرير السعر، و460 سيارة و328 فداناً و17 قيراطاً، و1200 جمعية أهلية بعضها كان فروعاً للجمعية الشرعية، و123 مدرسة في معظم المحافظات، و130 مستشفي ومستوصفاً، و522 مقراً لحزب الحرية والعدالة، و54 مقراً لجماعة الإخوان، وتقدر القيمة الإجمالية لهذه الممتلكات بنحو 50 مليار جنيه، وتنتشر هذه المقرات والممتلكات في في كافة محافظات مصر.
والغريب في الأمر أنك لن تجد فروقا تذكر بين تنامي النفوذ السياسي لقيادات الجماعة الإرهابية سياسيا واقتصاديا، فمعظم تلك القيادات السياسية يتمتع بنفوذ اقتصادي واسع، وخير دليل علي ذلك خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة، وصاحب مجموعة من الشركات، وكذلك حسن مالك وعصام الحداد القيادات الإخوانية البارزة وهم من رجال الأعمال المؤثرين في اقتصاد الجماعة، بل إن كثيرا من الشخصيات التي اختارها المعزول محمد مرسي في مواقع القيادة بالدولة خلال العام الأسود لحكم الجماعة، كانوا من رجال الاعمال وأصحاب نفوذ اقتصادي في »‬الإخوان»، ومنهم أحمد عبد العاطي (مدير مكتب مرسي)، وأسعد الشيخة (ابن اخت مرسي وشريك خيرت الشاطر في العديد من الشركات).
د. أسامة السعيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.