■ جائزة نوبل للسلام بعد أوسلولعرفات ورابين وپيريس في الثالث عشر من الشهر الجاري أتم اتفاق اوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين ربع قرن، كان المفترض ان يقدم الاتفاق والمصافحة التاريخية بين إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حلاً لقضية دامت 45 عاماً لكن الحاصل ان القضية مازالت تراوح مكانها بلا أي تقدم يذكر. البعض في إسرائيل يقول إن الاتفاقات دخلت مرحلة الجمود لأنها لم تحقق للإسرائيليين ما تطلعوا اليه من أمن وسلام ويري البعض الآخر انه إن كان أوسلو لم يحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنه علي الأقل انتج دولة فلسطينية، أما البعض الثالث فيري ان الاتفاقات ولدت ميتة وان الغرض منها كان غامضا وضبابياً ولم يكن هدفها إقامة دولة فلسطينية علي الأراضي المحتلة في 1967 في الأساس كما فهم الفلسطينيون. تقدم عاميرة هاس محررة الشئون الفلسطينية ب»هاآرتس» رؤية نقدية لاتفاق اوسلو فتؤكد ان كلمة »احتلال» لم ترد إطلاقا باتفاق المبادئ في حين تعهد عرفات في خطابه لرابين بأن تتخلي منظمة التحرير الفلسطينية عن الإرهاب وأن الاحتلال كأمر واقع وكمصدر للعنف كانا تعبيرا عن الدعاية الدبلوماسية المضادة التي مارستها اسرائيل. بهذه الصياغة اصبح الفلسطيني ارهابيا ووقع عبء مكافحة الإرهاب عليه بينما لم تلتزم اسرائيل بإنهاء الاحتلال. من ناحية أخري ينص اتفاق المبادئ الموقع في 13 سبتمبر 2003 علي ان الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يريان ان الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة اقليمية واحدة وانه سيتم الحفاظ علي هذا الوضع خلال الفترة المؤقتة. لكن ما حدث في الواقع ان اسرائيل فعلت كل ما في وسعها لفصل سكان قطاع غزة عن الضفة الغربية بواسطة نظام حظر الانتقال، وتقرر بناء علي طلب اسرائيل ان تواصل التحكم بتسجيل بيانات مواطنة الفلسطينيين وهو ما يعني ان لديها صلاحية تحديد مَن مِن الفلسطينيين الذي تمنحه او تمنع عنه الإقامة، في الوقت ذاته منح اتفاق النوايا السلطة الفلسطينية الحق في تغيير مكان اقامة المواطنين الفلسطينيين من غزة إلي الضفة والعكس. لكن مع نهاية 1997 أفاق الفلسطينيون علي ان اسرائيل ترفض الاعتراف بتبديل موقع السكن من غزة إلي الضفة. التصرف يبدو تافها لكنه يشير بقوة في رأي »هاس» إلي ان اسرائيل تتعامل منذ البداية علي ان قطاع غزة وحدة ادارية منفصلة عن الضفة الغربية بما يثبت ان تل ابيب لم تعمل منذ البداية ولم تقبل في قرارة نفسها بإقامة الدولة الفلسطينية. تشير »هاس» إلي ان الفقرة الخاصة بالمياه في الاتفاق المؤقت ايضا تطبق بشكل شرير وتؤكد تعامل اسرائيل مع قطاع غزة كجيب منفصل. فقد استمرت محطة التحلية في تزويد سكان القطاع بالمياه ثم توسعت لتمد المستوطنات اليهودية بمياه الشرب وهو ما أدي بالقطاع إلي حالة العطش المزرية الآن.