أكد خبراء أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "سجون بلا غارمين " والتى توجت، أمس الثلاثاء، بالإفراج عن مئات السجناء من الغارمين والغارمات لها أبعاد إنسانية واجتماعية نبيلة تعكس دعم الدولة المصرية والوقوف بجانب المواطن عند الأزمات، وتقدم صورة جديدة للعلاقة بين الرئيس والشعب، وقالوا إن الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال هذه المبادرة الإنسانية التى أعادت الابتسامة لمئات المواطنين أكد حرصه الدائم على دعم ومساندة المواطنين غير القادرين. بُعد إنساني يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هذه المبادرة لها بُعد إنساني في نفوس الغارمين الذين استفادوا منها وشملهم العفو الرئاسي بعد أن كانوا في انتظار قضاء مدة السجن المقررة عليهم بسبب ديونهم الذين تخلفوا عن آدائها لظروف خارجة عن إرادتهم وسعة يدهم، لافتًا إلي أن "هذا التصرف يبرز لنا البعد الإنساني في شخصية الرئيس السيسي". تعزيز الولاء والانتماء للوطن ويضيف فرويز، أن هناك بعدا أمنيا، فهؤلاء الذين تم احتجازهم بسبب ديونهم المتأخره لم يكونوا مجرمين أو أصحاب قضايا مخلة بالشرف أو الآداب أو مضادة للمجتمع ولكن كل مافي الأمر أنهم يعانون "مشاكل مالية" وتدخل الرئيس بشخصه في حل هذه المشاكل يعزز من ولاء هؤلاء المواطنين وانتمائهم للوطن، مضيفا: "الولاء والانتماء ده قضية أمن قومي ". علاقة طيبة بين الشعب ورئيسه ويؤكد استشاري الطب النفسي في تصريحاته أن مشهد خروج الغارمين والغارمات عقب مبادرة رئيس الجمهورية "سجون بلا غارمين أو غارمات" ولقائهم بأبنائهم وأقاربهم وقضاء مناسبة العيد بين جدران منازلهم بدلا من جدران السجن له وقع نفسي كبير جدا وأثر طيب ليس في نفوس الغارمين والغارمات الذين خرجوا من السجون فحسب، وإنما أيضا في نفوس جميع المواطنين الذين شاهدوا فعاليات الافراج عن المديونين: "المواطن هنا هيحس بالأمان وأنه هيلاقي اللي يدافع عنه ويخاف عليه"، مؤكدا أن مثل هذه الأفعال تعزز العلاقة بين الشعب والرئيس وتقويها . لم شمل الأسرة المصرية تقول الدكتورة سامية الخضر، أستاذ علم الاجتماع أن خروج الغارمين والغارمات من السجون بعد أن كانوا قد سلموا أمرهم لقضاء مدة السجن المقررة عليهم يعد مفاجأة بالنسبة لهم غير متوقعة وخاصة موعد الخروج، لافتة إلى مناسبة عيد الأضحي المبارك وأنها خير هدية من الرئيس لهؤلاء الغارمين والغارمات: "الريس لم الشمل وجعل العيد عيدين". وأشارت إلي أن الأسرة المصرية التي تلجأ إلي الديون للحصول علي ما تريد من مستلزمات الحياة أو "جهاز العروسة" كما تفعل أمهات كثيرات من أجل تجهيز بناتهن فقالت لا ينبغي أن نُسرف في استهلاكنا ونشتري أشياء كثيرة نحن في غني عن استخدامها حتي لا نروح ضحايا للاستهلاك الزائد وغير الضروري. وحذرت من استغلال مبادرة الرئيس بالإفراج عن الغارمين والغارمات وتكفل قيمة الديون عنهم في أن يستمر المواطنين في اتباع طريقة التداين للحصول علي ما يريدون معتمدين في ذلك علي أن الدولة سوف تتحمل عنهم هذه الديون بعد ذلك، مطالبة برفع التوعية بأهمية المبادرة ليصل أثرها الاجتماعي والنفسي لجميع المواطنين ورفع التوعية أيضا بترشيد الاستهلاك في الشراء وغيره حتي لا يسقط الكثير ضحايا للديون . الغارمون في عيون الدولة يقول اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية السابق، إن الغارمين والغارمات هم فئة معينة من المجتمع يعيشون ظروف اقتصادية صعبة ونتيجة لهذه الظروف اضطروا للجوء إلى الّدين كوسيلة لتجهيز بناتهم أو شراء بعض مستلزمات المنزل أو الحياة الضرورية ولكي يضمن التاجر تسديد هؤلاء لثمن سلعته يطلب منهم التوقيع له علي أكثر من وصل أمانة علي أن يقوم الغارم او الغارمة بتسديد ثمن السلعة التي حصلوا عليها بطريقة التقسيط بدفع مبلغ معين للتاجر كل شهر حسب الاتفاق بينها، لافتا إلي أن هناك "تجارا جشعين" يقومون برفع "وصل الأمانة" ضد الغارم أو الغارمة دون إنذارهم بذلك :" ممكن التاجر يطلب فلوسه مرة واحدة ومبيراعيش عدم قدرة الغارم أو الغارمة علي السداد فبيقدم وصل الأمانة للمحكمة وللأسف بيتم حبسهم " مؤكدا أن القاضي يحكم في القضايا من خلال الأوراق والمستندات التي بين يديه وليس من خلال العاطفة كما أنه لا يعرف شيئا عن ظروف تخلف الغارم أو الغارمة عن دفع الدين . نظرة إنسانية ويضيف مدير أمن الاسماعيلية أن الدولة هنا نظرت لهؤلاء الغارمين نظرة إنسانية بحته عندما قررت أن تتكفل بمديونياتهم وتعيدهم إلي منازلهم ليحتضنوا أبنائهم وذويهم :" بنشكر الرئيس علي هذه النظرة الإنسانية " مطالبا جميع المصريين بتبني تلك النظرة بين بعضهم البعض ومساندة الغير من فئة الفقراء والضعفاء قدر الإمكان لما في هذا الفعل النبيل من آثار طيبة في النفوس تعمل علي اقتصاص المسافات بين أفراد الشعب الواحد :" محتاجين قيمة أفعال الخير " مُناشدا التجار بإنذار الغارمين أو الغارمات عدة مرات قبل اتخاذ إجراء قانوني ضدهم وأيضا استعمال الرفق واللين مع هذه الفئة الضعيفة .