توريد 240 ألف طن من محصول القمح لصوامع وشون الشرقية    معلومات عن نظام أذرخش للدفاع الجوي الإيراني.. تدمير الأهداف على ارتفاعات منخفضة    مراسل «القاهرة الإخبارية» يكشف مفاجأة بشأن تورط روسيا في التصعيد الإيراني الإسرائيلي    بدء أكبر انتخابات في العالم بالهند.. 10% من سكان الأرض يشاركون    جارديان: لا يجب أن تشتت الأزمة مع إيران الانتباه عن مأساة غزة    موعد مباراة الزمالك ودريمز في الكونفدرالية وتردد القناة الناقلة    «سلة الأهلي» يواجه أويلرز الأوغندي في بطولة ال«bal».. اليوم    وصول وزيرة الثقافة ومحمد إمام وهنا الزاهد وغادة عادل إلى جنازة صلاح السعدني    ابن عم الراحل صلاح السعدنى يروى كواليس من حياة عمدة الدراما بكفر القرنين    مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ينعي الفنان الكبير صلاح السعدني    انتهاء أعمال المرحلة الخامسة من مشروع «حكاية شارع» في مصر الجديدة    محافظ قنا يأمر بتزويد مستشفى دشنا المركزى ب 12 ماكينة غسيل كلوى جديدة    كل ما تريد معرفته عن قانون رعاية حقوق المسنين| إنفوجراف    الخشت: تخصص الصيدلة وعلم الأدوية بجامعة القاهرة أصبح ال 64 عالميًا    بحضور 400 طفل.. «أوقاف القليوبية» تدشن لقاء الجمعة بمسجد في بنها    حماية المستهلك يوجه نصائح مهمة للجمهور بشأن «الاستبدال والاسترجاع»    دوري أبطال أوروبا.. حامل لقب أول نسخة وآخر المتوجين ب «ذات الأذنين»    أسطورة ليفربول: الاحتفاظ بصلاح سيكون صعبًا وفان دايك سيبقى    الداخلية تداهم بؤرتين وتضبط 36 كيلو مخدرات قيمتها 16 مليون جنيه    ضبط مسئول محل لبيع المأكولات لحيازته كمية كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر    برنامج MEPEP لتطوير مهارات القوى العاملة يشارك في معرض EDUTECH 2024    احذر الرادار.. رصد 8500 سيارة تجاوزت السرعة خلال 24 ساعة    المشاط تعقد لقاءات مع مؤسسات التمويل الدولية خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين    «آمنة»: الانتهاء من مشروع تطوير منطقة أعلى مفيض ترعة نجع حمادي بسوهاج    فصل الكهرباء عن مناطق بالغردقة ومرسى علم.. اعرف المواعيد والأماكن    لأول مرة بالأزهر.. منطقة الشرقية تدشن تطبيقا إلكترونيا لمتابعة امتحانات النقل بالمعاهد    إقبال جماهيري على جناح مصر في بينالي فينيسيا للفنون 2024    الأوقاف: افتتاح 8 مساجد في الجمعة الثانية من شوال.. تفاصيل    ل3 أسباب.. خطيب المسجد النبوي: الله كرم الإنسان حين خلقه في أحسن تقويم    دار الإفتاء توضح مسبعات الجمعة    413 مدرسة تعليم صناعي تقدم خدمات صيانة ومنتجات وموبيليات بأسعار تنافسية    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    "رصدته كاميرات المراقبة".. ضبط عاطل سرق مبلغا ماليا من صيدلية بالقليوبية    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    إصابة شخصين إثر حادث تصادم 3 سيارات فى شارع التسعين بمنطقة التجمع    اعتماد جداول امتحانات نهاية العام الدراسي في الوادي الجديد    وزير التنمية المحلية يعلن بدء المرحلة الثالثة والأخيرة لإزالة التعديات على أراضي الدولة ضمن الموجة ال22    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    التحالف الوطنى يطلق ثالت مراحل القافلة السادسة لدعم الأشقاء فى غزة    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    للبقاء مدى الحياة؟ سكاي: بايرن يجهز عرضا لتمديد عقد موسيالا    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى ينعى وفاة الفنان صلاح السعدني    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين يوم الأحد بنظام ال"أون لاين" من المنزل    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    وضع حجر أساس مشروع موقف إقليمي جديد بمدينة المنيا الجديدة    تمريض القناة تناقش ابتكارات الذكاء الاصطناعي    شهدها البابا تواضروس، تفاصيل وثيقة الكنيسة للتوعية بمخاطر زواج الأقارب    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    غداء اليوم.. طريقة تحضير كفتة الدجاج المشوية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«سور القاهرة العظيم» يتخلص من سنوات الإهمال
«مجري العيون».. يستعيد بريقه علي خطي »ماسبيرو«

سور مجري العيون ينتظر التطوير لتنشيط الحركة السياحية
محافظ القاهرة : مواصلة عمليات الهدم والإزالة لبدء مشروع التطوير
المشرف علي القاهرة التاريخية: استرداد المكانة الحضارية والأثرية للمنطقة
رئيس حي مصر القديمة :المشروع نقلة حضارية لاستعادة مكانة المنطقة السياحية والتاريخية
رئيس صندوق تطوير العشوائيات: إتمام إجراءات حصر وتعويض السكان ودراسة الموقع خلال شهرين
»‬سنوات طوال عاني فيها سور مجري العيون من الفوضي والاهمال.. وظل علي مدي عقود ماضية صداعاً في رأس الحكومات المتعاقبة.. لكن كُتب له أخيراً أن يري »يوم حلو»‬، بعد سنوات التجاهل والإهمال، بمشروع تطوير شامل للمنطقة يستعيد بها أمجاد القاهرة الفاطمية، وتحويلها إلي مزار سياحي وتطهيرها من المخالفات وانتشالها من وسط أكوام القمامة.. أخيراً انتبهت الحكومة إلي أهمية السور الأثري ،هذا البناء الضخم وأعمدته الشاهقة ذات القبوات المعمارية، التي تفوح حوائطه رائحة التاريخ ،ووقعت بروتوكولاً لتطويره، بعد نقل المدابغ إلي مدينة الجلود بالروبيكي لإعادة إبراز رونق المنطقة الحضاري، بما تتمتع به من قيمة ثقافية، لتمثل إضافة جديدة علي خارطة المقاصد الأثرية والسياحية بمصر.
»‬الأخبار» تنشر التفاصيل الكاملة لمشروع تنمية المنطقة، والمتحف المُلحق بالسور، الخاص بمنظومة» المنشآت المائية الإسلامية»، حيث انتهت وزارة الآثار من إعداد المُخطط التفصيلي الأولي للمشروع، ضمن مشروعات» تطوير القاهرة التاريخية»، وذلك في إطار المُخطط والمشروع الشامل والمُتكامل لتطوير السور، وتحويله لمنطقة تراث حضاريللقاهرة، والذي تنفذه محافظة القاهرة بالتعاون مع الوزارات المعنية، بعد أن وافق مجلس الوزراء عليه، وسيتم إدراج هذه الرؤية والمقترحات المُقدمة من وزارة الآثار، ودمجها مع المخطط العام، الذي تقوم به الحكومة في الوقت الحالي».
في عام 2006 بدأت الحكومة وضع مخطط تطوير منقطة مجري العيون، إلا أنه تم تأجيل التنفيذ لأسباب عدة وعادت مرة أخري منذ عدة أعوام عمليات إخلاء مدينة الروبيكي والتي تم انشاؤها كمنقطة مخصصة لصناعة الجلود ،وبدأت وزارة الآثار في تنفيذ مشروع التطوير للمنطقة بالكامل والتي ستشهد مرحلة واسعة من الصيانة والتنمية، واستغلال الأماكن التي سيتم إخلاؤها من المدابغ في استثمار العديد من المشروعات لتصبح منطقة جذب سياحي، وذلك بالتعاون مع العديد من الوزارات والمحافظة، علي أن تتولي وزارة الآثار مسئولية ترميم وتطوير السور والمنطقة المحيطة به لمسافة 30 مترا كحرم للسور.
ومؤخرا عقد د. مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعا بحضور وزيري المالية، والتجارة والصناعة، ومحافظ القاهرة، ونائب وزير الإسكان للتنمية العمرانية رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني، الموقف التنفيذي لتطوير منطقة سور مجري العيون، بعد نقل المدابغ إلي مدينة الجلود بالروبيكي أكد فيه اهتمام الحكومة بمشروع تطوير منطقة سور مجري العيون، الذي يهدف إلي إحياء هذه المنطقة التاريخية وإعادة إبراز رونقها الحضاري.
عشوائية وفوضي
»‬الأخبار» قامت بجولة رصدت خلالها الوضع علي ارض الواقع لهذه المنطقة الاثرية، والذيتحول إلي مقلب للقمامة وحظائر للحيوانات وأصبح غير موجود علي الخريطة السياحية، ومنذ سنوات قام المجلس الأعلي للآثار بترميمه بتكلفة وصلت لعدة ملايين من الجنيهات لكن امتدت يد الإهمال إليه من جديد حتي تبني الجهاز مشروعًا لإعادة السور لسيرته الأولي..هذا هو حال منطقة سور مجري العيون الذي تحيطه الفوضي والعشوائية من كل جانب فأثناء مرورك علي السور تجد عيونه تحولت إلي غرز لنصبات الشاي والقهوة وبركنج للعربيات الكارو ناهيك عن أكوام القمامة التي تملأ جنباته وعند اقترابك من مدخل السور تستقبلك عربات الكبدة والعرقسوس والخراف والماعز والحمير لتصطدم بعد دقائق قليلة بالعشش والاستطبلات والبيوت القديمة المتهالكة المتصدعة التي تنتشر بطول المنطقة.. وراء هذا السور العظيم مأساة بكل المقاييس فقد دقت حنفيات المياه العمومية بالشارع وانتشرت المقاهي والغرز بشكل لافت للنظر نهارا وعندما يأتي الليل تتحول إلي أوكار للبلطجية.. فهل يخفي هذا التطوير الوجه القبيح الذي رسم علي أسوار مجري العيون طيلة العقود الماضية.
نقل المدابغ
وأكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، انالأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة وحي مصر القديمة، ستستمر في أعمال هدم ونقل مدابغ سور مجري العيون، حيث تم الانتهاء من هدم مدبغة سنابل، كما تم فصل التيار الكهربائي عن مدبغة »‬علي الخطيب»، تمهيدًا للبدء في هدمها، في إطار مشروع هدم ونقل مدابغ السور لمنطقة الروبيكي في مدينة بدر.
نقلة حضارية
وأوضح اللواء محمد زين العابدين، رئيس حي مصر القديمة، إن المشروعسيكون نقلة حضارية للمنطقة، وإعادة أهميتها السياحية والتاريخية، بالإضافة إلي تحديث وتطوير صناعة دباغة الجلود بعد أن تم توفير بيئة ملائمة لذلك بمنطقة الروبيكي.
وأضاف أن أعمال الإزالة مستمرة، حيث تم تعويض اصحاب المدابغ ماديا.
وأكدالمهندس خالد صديق رئيس صندوق تطوير المناطق العشوائية، دور وزارة الإسكان في مشروع تطوير سور مجري العيون الذي تبنته حكومة د. مصطفي مدبولي وعقد اجتماعا منذ أيام لمتابعة العمل بالمشروع.
وأضاف أن المشروع ليس وليد هذه اللحظة وانما فكرته جاءت منذ سنوات وكانت تشرف عليه في البداية وزارتا الصناعة والمالية باعتبار أن المنطقة تعمل علي صناعة ودباغة الجلود فتم إنشاء مدينة الروبيكي للجلود في بدر لاستيعاب أصحاب المدابغ ونقلهم للمدينة الجديدة بعد صرف تعويضات لهم ولكن ظلت المنطقة دون تطوير إلي أن قرر د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان منذ أسبوع فقط الاستفادة من تجربة صندوق العشوائيات في التعامل مع ملف مثلث ماسبيرو في مشروع سور مجري العيون فتم إشراك وزارة الإسكان في تطوير المنطقة.
،وأشار إلي أن دور صندوق تطوير المناطق العشوائية يعتمد علي إجراء أعمال حصر عدد سكان المنطقة وحالاتهم الاجتماعية والاقتصادية ورغباتهم في أعمال التطوير وأنواع الملكيات في الموقع بجانب الاستعانة بتقنية GIS وهي نظام الشبكات والنظم بغرض حصر موقع المشروع ومساحته وأبعاده وعدد المباني به وغيرها من المكونات علي أرض الواقع.
وأشار إلي أن منطقة سور مجري العيون أرض ملك الدولة بالكامل علي مساحة 95 فدانا بخلاف 16 قطعة فقط ملك أفراد وهو ما يجعل التطوير أسهل من مشروع مثلث ماسبيرو.
وأوضح أنه عقب الانتهاء من أعمال الحصر المكلف بها الصندوق خلال شهرين سيتم وضع حلول واختيارات لسكان المنطقة لدارسة كيفية تعويضهم والبدء في التفاوض معهم خاصة أنه من المقرر عقب انتهاء الحصر توقيع بروتوكول بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ومحافظة القاهرة لتولي أعمال تطوير المنطقة وتكليفهما رسميا بالمشروع.
وأوضح أنه حتي الآن تم الانتهاء من مخطط مبدئي لمكونات والشكل المقترح للمباني والمنطقة عقب التطوير والتي ستكون علي شكل وطراز القاهرة الفاطمية للحفاظ علي الطابع الخاص بالمنطقة والتي تعد قلب القاهرة القديمة. وكشف أن المخطط المبدئي هذا ليس الأول للمنطقة ولكن سبقها مخطط آخر ولكن د. مصطفي مدبولي قرر الاستعانة بالمصمم الذي وضع تصميم مشروع روضة السيدة التي كان يطلق عليها تل العقارب سابقا لوضع تصميم مشروع مجري العيون لتكون علي نفس الطراز والشكل إلا أنه من المقرر بدء وضع المخطط التفصيلي فور إخلاء الأرض.
وأضاف ان رئيس الوزراء أكد خلال الاجتماع، الذي عقده منذ أيام لمناقشة المشروع اهتمام الحكومة بتطوير سور مجري العيون الذي يهدف إلي إحياء هذه المنطقة التاريخية بما تتمتع به من قيمة ثقافية لتمثل إضافة جديدة علي خارطة المقاصد الأثرية والسياحية بمصر.وذكر أن هذا المشروع يعد جزءاً ضمن تصور شامل لإعادة القاهرة كمدينة للتراث والفنون ومركز للإشعاع الحضاري والثقافي ومقصد سياحي رئيسي علي صعيد الدائرتين الإقليمية والعالمية وتم الاتفاق خلال الاجتماع علي إعداد بروتوكول سيتم توقيعه بين وزارة المالية ومحافظة القاهرة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للتعاون في تطوير منطقة سور مجري العيون وفق الآلية التي تم اتباعها في تطوير منطقة ماسبيرو.
وأوضح أن البروتوكول سينظم اختصاصات كل جهة في إطار هذا التعاون حيث تكون للمحافظة بموجبه كل مسئوليات وصلاحيات الجهة الإدارية المختصة وفقاً لأحكام قانون البناء رقم 119 لسنة 2008 وتختص بتقدير باقي قيمة التعويضات النقدية المطلوبة لشاغلي الورش والمصانع والوحدات الكائنة بمنطقة سور مجري العيون واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاعتماد مخطط التطوير وانهاء الموافقات والتصاريح الخاصة بذلك إلي جانب تهيئة المرافق الرئيسية اللازمة للمشروع علي حدود منطقة التطوير المشار إليها بينما تختص هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بموجب البروتوكول بإعداد مخطط تطوير المنطقة بما يتناغم مع المناطق المحيطة بها وكذلك تدبير المبالغ المالية اللازمة لصرف باقي التعويضات النقدية لشاغلي الورش والمصانع والوحدات في منطقة سور مجري العيون وإتاحة هذه المبالغ لمحافظة القاهرة لصرفها للمستحقين والقيام بالأعمال اللازمة لإعادة تخطيط المنطقة وتنفيذ جميع أعمال التطوير.
مراحل التطوير
وأكد الأثري محمد عبد العزيز، المُشرف العام علي مشروع» تطوير القاهرة التاريخية» بوزارة الآثار ل»الأخبار»، أن مشروع تطوير»سور مجري العيون» والمنطقة المحيطة به، يحظي باهتمام شديد من القيادة السياسية، ومجلس الوزراء، وهناك لجنة وزارية منوطة بتطوير منطقة المدابغ، وسور مجري العيون، والمدابغ، ولمتابعة المشروع، برئاسة د. مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تضم في عضويتها وزراء: الآثار، والسياحة، والاستثمار، والصناعة، والتخطيط، والإسكان، ومحافظ القاهرة، وحتي يكون هناك مخططا واحدا تُشارك جميع الوزارات فيه برؤيتها كل في مجاله.
وأوضح أن خطة تطوير السور تتم حالياً علي مراحل، أولها: إخلاء المدابغ ونقلها إلي مدينة بدر، ثم إزالة جميع العشوائيات الموجودة داخل منطقة الحرم الأثري، وتعويض السكان، وتوفير وحدات سكنية لهم.
وأضاف أن هناك بعض الأشخاص تم تعويضهم بالفعل من جانب وزارة الآثار والمحافظة.. وأشار إلي أنه بعد الانتهاء من تلك المراحل، سيتم بدء تنفيذ خطة وزارة الآثار وهدفها الأساسي حماية السور الأثري، ومنطقة الحرم الخاصة به لمسافة»30» متراً منه، وتشمل أعمال ترميم وصيانة السور، والمنطقة الأثرية.
كما كشف أنه سيتم استغلال المنطقة المُحيطة، وهي الأماكن التي سيتم إخلاؤها في استثمار العديد من المشاريع، لتصبح منطقة جذب سياحي وهو الدور المنوطة به وزارة السياحة من تنمية سياحية للمنطقة، وذلك بالتعاون مع محافظة القاهرة، والعديد من الوزارات، حيث سيتم تنفيذ عملية تطوير عمراني شامل بالمنطقة، وتنسيق المنطقة المحيطة بالسور.. كما سيتم العمل علي إحياء كافة العناصر التاريخية له، خاصة منطقة» السواقي»، وتحويلها إلي متحف ل»المنشآت المائية»، وترميم السور وإعادته لطبيعته، وكذلك وضع التصور اللازم لاستغلال المنطقة بالكامل سياحياً من خلال تأسيس نمط عمراني اقتصادي يعمل علي تنمية مجالات ثقافية واجتماعية جديدة.. بالاضافة إلي تطوير وتحديث صناعة دباغة الجلود من خلال نقلها إلي منطقة» الروبيكي».
المُخطط التفصيلي
وأوضح الأثري محمد عبد العزيز، أنه سيتم طرح المُخطط التفصيلي لمشروع تنمية منطقة» مجري العيون»، ومتحف منظومة المنشآت المائية الإسلامية» في مصر علي المكاتب الاستشارية المحلية، والعالمية المُتخصصة، بعد أن انتهي مركز تنمية القاهرة التاريخية من إعداد» المُخطط التفصيلي الأولي» للمشروع الذي استغرق عاماً، ضمن المخطط العام للمشروع الذي يجري حالياً إعداده من خلال الهيئة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، في إطار البرتوكول الذي يتم توقيعه مع محافظة القاهرة.. وشدد علي أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولي بالمشروع التي تشمل نقل مدابغ الجلود من منطقة» سور مجري العيون» إلي »‬الروبيكي» بمدينة »‬بدر»، سيتم البدء في مشروع الآثار لتنمية المنطقة أثرياً.
تنمية شاملة للمنطقة
وفيما يتعلق بفلسفة التنمية الشاملة للمنطقة علي المدي البعيد، أوضح عبدالعزيز، أنه يشترط لها أولاً: إزالة منطقة المدابغ، ومصانع الغراء فهي تعتمد علي عدداً من المحاور، هي:» اعتبار المنطقة ضمن المسار السياحي الذي يبدأ من» القلعة، ثم منطقة سور مجري العيون من تقاطعه مع شارع »‬صلاح سالم وحتي كورنيش النيل»، مُتضمناً محورا خدمياً مقترحاً، ثم »‬مقياس النيل» ثم» قصر محمد علي» بالمنيل.
وأضاف أنه سيتم إنشاء »‬متحفين» بمنطقة السور تحت موضوع أومجال تكنولوجيا الماضي: »‬المتحف الأول»: يقع في المنطقة الترفيهية المزمع اقامتها مكان المدابغ وجنوب السور مباشرة، ويعرض تطور صناعة الدباغة والجلود» ويُعد بمثابة البوابة الشمالية للمحور الخدمي الترفيهي المقترح.. أما» المتحف الثاني»: في منطقة» السواقي» في الجهة الغربية للسور يعرض أفكار الهندسة الهيدروليكية في زمن انشاء السور.
محور خدمي ترفيهي
وأشار المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية، إلي أن التطوير يهدف إلي خلق محور خدمي، ترفيهي، عمودي علي السور، ومرتبط مع ما هو مقترح لمنطقة »‬المدبح» شمالاً، وحتي المنطقة الترفيهية جنوب »‬صلاح سالم» ليتكامل مع منطقة متحف »‬الحضارة» بالفسطاط، مع مراعاة خلق منطقة اسكان» مستوي اقتصادي مجاور للإسكان القائم يليه مستوي متوسط يليه مستوي فوق متوسط بحيث يطل هذا الاخير علي المحور المقترح»، يمين ويسار هذا المحور تعمل علي تهيئة البيئة الملائمة لإنجاحه اقتصادياً، علي ان ينتهي ذلك المحور الخدمي الترفيهي عند المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، والذي يُعد في هذه الحالة بمثابة البوابة الجنوبية للمحور المقترح، يتم إلزام المناطق السكنية المُقترحة بالبناء طبقاً لنماذج محددة توزع مع الاراضي، وذلك كضمان للحفاظ علي التصور التخطيطي، وعلي الطابع العمراني، والبصري المُقترح للمنطقة. كما يضمالمحور الأنشطة والخدمات، وهي التالية: خدمات المال» بنوك»، تجارة، ادارة، إسكان اداري، مسارح، سينما، سوق كتاب»حديث ومستعمل»، تعليم عالي خاص» جامعات ومعاهد استثمارية»، خدمات صحية استثمارية» عيادات، مستشفيات استثمارية، مراكز صحية، مراكز استشفاء، معامل تحاليل، معامل للأشعة، وشركات سياحة وصرافة.
مصادر التمويل
وفيما يتعلق بمصادر تمويل المشروع، قال الأثري محمد عبد العزيز: إنه سيتم تمويل المشروع عن طريق ضخ الاستثمار الخارجي، وتوظيفه في منظومة الارتقاء التنموي، والاقتصادي بالمناطق الأثرية والتراثية بالقاهرة التاريخية، وتحقيق الاستفادة المُثلي من خلال مصفوفة استثمارية متُضمنة عائد الاستثمار من الاراضي الفضاء حول السور.
45 % تدهور عمراني
وكشف عبدالعزيز أن الدراسات التخطيطية قد أظهرت العلاقة بين حالات المباني.. وأعمار المباني، أن هناك تدهوراً عمرانياً بالمنطقة يمثل حوالي 45 % من عمران منطقة الدراسة.. ويتركز هذا التدهور بالمنطقة المواجهة ل» سور مجري العيون»، مما يعطي إمكانية أكبر لعمليات التطوير والارتقاء.. وأوضح أنه تم تحديد حرم الأثر علي أساس البعد الذي يعطي أفضل رؤية جيدة للأثر وهو 30 متراً.. ومن خلال تحديد الحرم تم وضعه وإيجاد التقاطع بينه، وبين المباني.. وبذلك لقد تم تحديد حالتها العمرانية، حيث وجد أن أغلبها مبان حالتها رديئة.
وأشار إلي أن من أهم الاستنتاجات والتحليل العمراني أنه يُظهر أن هناك أراضي صالحة للتنمية مُتمثلة في الأراضي الفضاء، والمباني المُتهدمة والخَربة، ويبلغ نسبتها حوالي 13 % من إجمالي المباني.. كما يُظهر ذلك أن هناك إمكانية كامنة بمنطقة» الدراسة»، يُمكن توظيفها وفقاً للاحتياجات من خدمات أو إعادة تأهيلها.
ولفت إلي أن أهداف المشروع تعتمد علي فلسفة مشروع» تطوير القاهرة التاريخية»، في الحفاظ علي الأثر من خلال الارتقاء بالبيئة العمرانية المحيطة به، وذلك من خلال تحديد نطاقات التبادل بينه، وبين محيطه العمراني.
أهداف التطوير
وأوضح الأثري محمد عبد العزيز، أنه تم إعداد خطة عامة لتطوير منطقة» سور مجري العيون»، تهدف إلي تفعيل التغير الحضري، لبعض العناصر الأساسية للمنطقة علي سبيل المثال: نقل منطقة المدابغ، والتغيير في بعض الأنشطة المتداخلة مع النشاط السكني.. وتحسين أداء شبكة الشوارع، نظراً لتردي كفاءة الشبكة الحالية داخل المنطقة وتطوير، وصيانة شبكة المرافق العامة، نظراً لعدم جدواها، مع الكثافة السكانية الحالية.. وكذلك تحسين البيئة العامة والصحية للمنطقة من المُلوثات التي تسببها صناعات الدباغة والغراء.. وزيادة كفاءة ربط المنطقة بشبكة النقل الحالية لمدينة القاهرة، وتأكيد ربطها مع مسارات الحركة الرئيسية »‬طريق صلاح سالم- وطريق الكورنيش».. وتأسيس تجمع عمراني بأنشطة غير ملوثة للبيئة، وذلك لتنشيط نمط اقتصادي يعمل علي إيجاد مركز للأنشطة اليدوية والتجارية للمنتجات الجلدية.. والارتقاء بالبيئة العمرانية لمنطقة الدراسة، وتحسين أداء العنصر الأثري المُتمثل في »‬سور مجري العيون» مع توحيد ورفع كفاءة الهيكل العمراني للمنطقة.. بالإضافة إلي إعاده تأهيل وتنمية منطقة المدابغ بعد إزالتها، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، من خلال خلق محور خدمي ترفيهي يعمل علي توفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لإنجاح عملية اعادة التأهيل والتنمية. كمايهدف تطوير المنطقة إلي توطين بعض الأنشطة الحرفية الخفيفة والخدمية التجارية والثقافية والترفيهية والأنشطة الإنتاجية الجديدة التي تتلاءم مع طبيعة المنطقة وذلك في المنطقة جنوب السور.
وشدد علي أن هذه المنطقة ستُعد بمثابة صمام الأمان للمشروع، فهي من جهة تعمل، كمنطقة حماية للسور، وعزله عن المنطقة المتدهورة عمرانياً، لحين الانتهاء من أعمال تطوير كامل المنطقة.. ومن جهة أخري ستؤدي إلي توافر فرص عمل جديدة للسكان مما يدعم فرص نجاح المشروع علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي.. كما يهدف المشروع بصفة عامة إلي التحسين، والارتقاء الشمولي العمراني، والاجتماعي، والاقتصادي للمنطقة، بالإضافة إلي تحسين الصورة البصرية للمكون الأثري» سور مجري العيون»، والذي لازال يحتفظ بطابعه رغم ما يشوبه من تشوهات وتداعيات ذات تأثيرات سلبية علي واقعة الأثري.. هذا بالإضافة إلي إمكانية الاستغلال السياحي الأمثل لهذه المنطقة من خلال تصميم مسار سياحي في الجزء الغربي من السور والذي يضم منطقة» السواقي»، مع إستحداث» متحف ل»الأعمال الهيدروليكية» في عصر بناء السور، علي أن يستغل عائده المادي في الحفاظ علي الأثر وصيانته.
وفيما يتعلق بمنظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر.. أوضح عبد العزيز، أن» مجري العيون»، أو» سقاية فم الخليج»، يعتبر جزءً أساسياً في منظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر، والتي تعكس عبقرية المعمار، وصانع القرار في التعامل مع نهر النيل، وذلك قبل بناء السد العالي، وتغير أحوال النهر العظيم، ما بين الفيضان، والتحاريق» انحسار مياه النهر»، وشملت هذه المنظومة أنواعاً عديدة من المنشآت والتي اندثر أغلبها مثل خليج القاهرة، والجسور الخشبية، والحجرية، التي كانت عليه والقناطر، والصهاريج، والسدود، والسواقي، والخزانات والمصانع، ومقاسم المياه والمجاري المائية.. فكانت هذه المنظومة بمثابة شريان الحياة لمصر بشكل عام، ومدينة القاهرة بشكل خاص، وذلك لبُعد المدينة عن نهر النيل، وأشار إلي أن المشروع يهدف إلي تقديم الموقع بأبعاده التاريخية، والجغرافية والعمرانية، والمعمارية، بحيث يضع مجري العيون في مكانته التاريخية والأثرية، كأحد أهم وأضخم المباني المتبقية من منظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر.. ويعتبر سور مجري العيون، شاملاً» مبني السواقي»، أهم قطعة أثرية للعرض في هذا المتحف.. إلا أن امكانيات العرض داخل »‬مبني السواقي» محدودة للغاية.. ويشكّل الموقع الذي تشغله حالياً جمعية صنّاع الأثاث جزءاً لا يتجزأ من موقع السور، حيث إنه موقع المرحلة الانتقالية في رفع المياه بين النيل، ومبني السواقي، ولذلك فإن إزالة مبني جمعية صناع الأثاث، وإستغلال هذا الموقع ضمن مشروع المتحف يعتبر ضرورة تُمليها إحتياجات الحفاظ علي الأثر.
شاطئ النيل
وأشار المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية، إلي أنه يجب إعادة وصل الموقع بشاطئ النيل، وهو الاتصال عبر شارع» كورنيش النيل»، ويتم إعادة هذا الاتصال بحفر نفق بين الموقع، والنهر تحت شارع» الكورنيش».. وإذا تعذر تنفيذ هذا النفق حالياً فيجب أن يبقي كخيار استراتيجي مستقبلي، يُراعي في تصميم الموقع، بحيث يمكن تنفيذه في وقت لاحق بدون إعادة تنسيق الموقع.. وُيتيح الموقع فرصة جيدة لإدماج السور، مع معروضات أخري في متحف مفتوح في الهواء الطلق، وذلك في المساحة المُحددة بالسور شمالاً، والمنطقة السكنية جنوباً، وخط مترو الأنفاق شرقاً، وكورنيش غرباً.
سيناريو المتحف
وعن فكرة» سيناريو» المتحف.. قال الأثري محمد عبد العزيز: إنه يُراعي »‬سيناريو» المتحف التدرج في شرح، وتقديم الموقع من الأشمل إلي الأقل شمولاً تاريخياً وجغرافياً، وذلك من خلال التدرج في عرض مستويات تكنولوجيا التحكم في المياه كالتالي: المستوي الإقليمي: إشكالية التحكم في مياه النهر، واستغلاله علي مستوي مصر» المنشآت المائية الإسلامية في مصر».. ومستوي المدينة: إشكالية بُعد المدينة عن النهر»المنشآت المائية في القاهرة»..والمستوي العمراني: إشكالية نقل المياه للقلعة»، مكان مرتفع وعلي بعد كبير بالنسبة إلي نهر النيل».. والمستوي المعماري: إشكالية رفع المياه لمستوي مرتفع، في مناطق متفرقة من مجري العيون.. كما يمكن للزائر المشي علي جزء محدود من المجري المائي أعلي السور، مع وجود موقع منظار يمكن من خلاله تتبع مسار السور حتي لقائه بالسور القادم من الفسطاط واستمراره في اتجاه القلعة، مع اللوحات التوضيحية اللازمة.
وذكر أنه سيتم تنفيذ مشروع متحف المنشآت المائية في القطاع الأول في» سور مجري العيون» الذي يصلح لذلك، حيث يُمكن للزائر استكشاف التفاصيل المعمارية والتقنية لحلول رفع الماء، ك»الساقية» و»القواديس»، والمجري المائي أعلي السور، مع اللوحات التوضيحية اللازمة، ذلك بالإضافة إلي خزائن عرض محدودة» فاترينات» توضع في الفراغات التي أضاف مشروع الترميم لها أرضيات خشبية، يُعرض في هذه الخزائن القطع الأثرية التي تم العثور عليها أثناء الحفر، والكشف عن أماكن السواقي أعلي المبني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.