يوم الإثنين الماضي مرت ثلاث سنوات علي افتتاح قناة السويس الجديدة.. كنا، مجموعة من الزملاء رؤساء تحرير الصحف، علي موعد مع الفريق مهاب مميش ليحدثنا عن حقائق حصاد سنوات ثلاث من عمر القناة الجديدة وسط كم من الأكاذيب لا حدود لها تريد أن تنال من هذا الإنجاز، وتقزمه، وتحوله بالباطل من إنجاز تاريخي شهد به العالم إلي خيبة أمل. القناة الجديدة كانت ضرورة وفرض عين لمستقبل القناة نفسها لأسباب كثيرة وجوهرية.. يحكي الفريق مميش أنه وهو في سيارته في أول يوم عمل في طريقه إلي القناة جاءه الخبر : هناك سفينة » شحطت » وهذا يعني تعطل قوافل السفن المارة حسب الوقت الذي تستغرقه عملية تعويم السفينة من جديد.. والحل ؟ كانت هناك مشاريع كثيرة تطالب بازدواج القناة ولكن الجميع يتحدث ولا يفعل.. أخرج الرجل الأوراق وجلس مع خبراء الهيئة وكان القرار : الأمر ليس رفاهية ولكنه ضرورة إذا أخذنا في الاعتبار محاولات القناة القطبية، وتوسعات قناة بنما ومحاولات مشروع القناة الإسرائيلية، وطريق الحرير، وقبل كل هذا وذاك وجود جيل جديد من السفن لم تعد قناة السويس مؤهلة لاستيعابها فنيا. بقية مراحل الإنجاز تعرفونها، من أبسط مصري شارك بأمواله في تمويل المشروع إلي رأس الدولة الذي فاجأ الفريق مميش أثناء إطلاق المشروع بأن المدي الزمني هو سنة وليس ثلاث سنوات للإنجاز. الجديد هو أن القناة بالورقة والقلم وبالأرقام غطت تكاليفها بالكامل هذا العام فقط بزيادة في عوائدها بلغت 600 مليون دولار عن عوائد العام السابق، حيث بلغت عوائد القناة هذا العام 99 مليار جنيه مصري، بزيادة 25 مليار جنيه عن العام الفائت، إضافة إلي أنها حققت أعلي معدل نمو قطاعي علي مستوي الدولة المصرية. كل من زار القناة الجديدة ورأي بعينه سيكتشف أنها ليست كما يدعي المرجفون أنها » ترعة » فأكبر معدات التكريك في العالم التي تحرك 75 % من طاقتها إلي مصر لم تشارك في حفر ترعة » ملهاش لزمة » كما أن إنجاز أنفاق قناة السويس يمثل إعجازا يجب أن نفرح ونفتخر وبدلا من أن العبور بين ضفتي القناة من وإلي سيناء يستغرق الآن يومين سيستغرق الأمر 20 دقيقة، وهو ما يعني نهاية عزلة سيناء وتعميرها قولا وفعلا.. المهندسون المصريون طوروا وأضافوا في تصميم الأنفاق.. عدد الأجانب في الأربعة أنفاق 30 شخصا فقط، يكفي أن أقول لكم إن الأنفاق المصرية حصلت علي تقدير 13 من 15 في المقياس العالمي للسلامة، رغم أن النفق الذي يحصل علي10.5 يعتبر آمانًا جدا. لا تجعلوا أحدا يسرق فرحتكم بالإنجاز، نحن في مرحلة بدء جني الثمار وهناك 116 مشروعا تنفذها هيئة قناة السويس، ومميش يعد بأن تكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الأولي عالميا خلال عام واحد. زيارتي للقناة تجدد في الأمل في غد أفضل، وتجعلني أكثر يقينا بأننا نسير علي طريق الإصلاح المؤسسي والهيكلي لهذا البلد بعد سنوات من العشوائية.