كان من حسن حظي أن اكون متواجداً في باريس عام 1998 في زيارة لمعهد العالم العربي هناك وتزامنت الزيارة احتفالية فرنسا بحصولها علي كأس العالم لأول مرة فقررت ان اذهب إلي شارع الشانزليزيه الذي تهفو اليه نفسي وأشد الرحال اليه كلما واتتني الفرصة وسنحت الظروف.. وذهبت اليه - وهو بقعة من الارض اثيرة في النفس لما لها من جمال ورونق وأضواء وحياة 24 ساعة. هناك عايشت الحدث الأكبر الذي شارك فيه واحتفل به ما يزيد عن المليون شخص جاءوا من كل صوب وحدب.. مختلف جنسيات العالم أرادوا ان يعيشوا بهجة الفرحة وتلك الغبطة.. تابعت كاميرات وسائل الاعلام وهي تنقل الاحتفالية الكبري. الفرحة علي وجوه المشاه التي اختلطت في الزحام. صور واسم زين الدين زيدان تتصدر الألعاب النارية وعلم فرنسا في عنان السماء..الرايات ترفرف الموسيقي وبرامج التليفزيون تتناول الحدث في كل مقاهي ومطاعم الشارع الشهير..الزحام امتد من قوس النصر حتي ساحة الكونكورد أي انه امتد لما يقرب من 2 كيلو متر بطول الشانزليزيه ومتفرعاته. أصحاب الملايين من الفرنكات تجمعوا جنبا بجنب مع ملاك الملاليم والمفلسين. الا ان البهجة والسعادة تغمرهم لم ينم الشانزليزيه ليلتها فقد كانت ليلة غير مسبوقة حقاً.. وهاهي فرنسا تعيش مرة اخري الفرحة- وانا بعيد عنها - في عهد ماكرون ذلك الرئيس الذي يجب أن تكتب قصة حبه الجميلة في كتاب يُشيدُ بها.