تصدرت سارة نتنياهو زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عناوين الصحف الإسرائيلية، فمنذ ولاية نتنياهو الأولي، حظيت زوجته باهتمام كبير في وسائل الإعلام التي ركزت علي الجانب السلبي في شخصيتها، وتأثيرها القوي علي قرارات زوجها إضافة إلي تدخلها فيما يتعلق بتعيين المسؤولين. في عام 2012 اقتبست صحيفة "بيلد" الألمانية أقوال رئيس الحكومة نتنياهو، التي أشارت إلي أن سارة أقنعته بأن يوافق في النهاية علي إجراء صفقة مع حماس لإعادة الجندي المخطوف جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح نحو ألف إرهابي. وفي الفترة الأخيرة قدم الادعاء العام في إسرائيل لائحة اتهام خطيرة ضد زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي سارة نتنياهو في خطوة وصفها إسرائيليون بأنها "هزة أرضية في منزل نتنياهو". وجاء في لائحة الاتهام أنها متهمة بالتحايل والفساد بعد أن طلبت وجبات طعام لمقر رئيس الحكومة بمبالغ خيالية علي حساب الأموال العامة. اتهمت زوجة رئيس الحكومة نتنياهو بطلب وجبات بمبلغ 359 ألف شيكل (حوالي 100 ألف دولار) من مطاعم وطهاة إلي مقر رئيس الحكومة بادعاء كاذب أنها لا تجد طباخة في المقر، واقترح موكلوها دفع مبلغ 50 ألف شيكل، ولكن طالبها الادعاء العام بدفع مبلغ 350 ألف شيكل. وأوضح الادعاء العام أن إعادة المال قد تخفف من الحكم ضد سارة، ووفقا للتقديرات، سيصدر المستشار القضائي مندلبليت بعد إعادة المال لائحة الاتهام حتي يمكن أن يغلق الملف ضد السيدة نتنياهو، وبالرغم من ذلك لا ينوي الادعاء العام شطب التسجيلات الجنائية ضدها كليا. أما موكلة زوجة رئيس الحكومة فقد أعلنت أن سارة نتنياهو توافق علي اقتراح المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بتسوية القضية التي يطلق عليها في إسرائيل "مقر رئيس الحكومة" التي اتهمت فيها سارة بالتحايل في أمور مالية خاصة برعاية مقر العائلة الرسمي في القدس، وبالتالي ستعيد سارة جزءا من المال الذي حصلت عليه عن طريق الخداع مقابل الوجبات التي طلبتها إلي مقر رئيس الحكومة. ويعتبر المستشار القضائي للحكومة "أفيحاي مندلبليت" الذي نظر في القضية، مقربا جدا من عائلة نتنياهو، وهو لا يتسرع في الحكم ضد رئيس الحكومة في ملفات كثيرة يخضع فيها نتنياهو للتحقيق، وقراره بمحاكمة زوجة رئيس الحكومة يشكل خطوة غريبة ربما تشير إلي اتخاذ خطوات بشأن القضايا التي ينظر فيها مندلبليت وذات صلة بنتنياهو أيضا. من الناحية السياسية تشكو المعارضة الإسرائيلية من أن سارة هي التي تخضع للمحاكمة وليس زوجها، ففي تغريدة لها علي موقع تويتر قالت عضوة الكنيست "شيلي يحيموفتش" من حزب العمل: "تثير لائحة الاتهام ضد سارة نتنياهو غضبا عارما، وهي تعكس توجها متخلفا يشير إلي أن المرأة هي المسؤولة عن المطبخ.. هل لم يشارك نتنياهو في هذه الوجبات؟ هل لا يجري الحديث عن ضيوفه؟". السؤال الذي يطرحه الكثيرون في المنظومة الأمنية الإسرائيلية هو هل سيعلن نتنياهو عن تبكير موعد الانتخابات إذا شعر أن تقديم لوائح الاتهام ضده بات قريبا، فكل الاستطلاعات حاليا تشير إلي أنه سيفوز، وسيشكل دعم الجمهور الجديد سلاحا جيدا في المعركة القضائية التي سيتعرض لها. ومن جانبه نشر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو فيديو علي صفحته علي فيسبوك، دافع فيه عن زوجته عقب تقديم لائحة اتهامها بالفساد والتحايل، ووصف نتنياهو الخطوة التي أقدم عليها المستشار القضائي للحكومة والادعاء العام، بأنها "تافهة" و"باطلة".. وقال نتنياهو: "هذا الأسبوع تحطم رقم قياسي في التفاهة.. لأول مرة في التاريخ يحاكمون زوجة زعيم علي وجبات طعام وطلبيات.. لم نأكل الوجبات التي طلبناها لوحدنا.. شاركنا فيها عمال المقر ورؤساء دول! ويتوقع المحللون السياسيون أن يبدأ الزوجان نتنياهو بشن حملة دعائية ضد المنظومة القضائية ووسائل الإعلام التي تطاردهما، بينما يري مؤيدو الزوجين نتنياهو أن طلب وجبات من مطاعم أو شراء أثاث للحديقة علي حساب خزينة الدولة أمور ثانوية لا يمكن محاكمة زوجة رئيس الحكومة عليها وإلحاق الضرر بنتنياهو بسببها.